البطولة الاصعب

 


 

 

كل انسان بطل فى صفة من صفاته وفى ساعة من ساعاته ..تلك كلمات قرأتها صدفة ثم أصبحت أقارنها بمواقف فى تفاصيل الحياة اليومية فوجدتها حقيقة ووجدت اننا جميعا أبطال فالبطولة ضروب وأشكال .. الأمهات يتحملن الكثير من أجل فلذات الأكباد بل ان بعضهن يعملن من أجل لقمة العيش الحلال ......! عندما يهتم أحدنا لقضية انسانية ويساهم فى حلها فتحكم عندها المشاعر الانسانية العلاقات بين بنى البشر ! عندما يعمل الجميع من أجل مصلحة الوطن ويضعونه فى حدقات العيون ..والبطولة الأصعب هى عند التعامل مع البشر باختلاف طباعهم وثقافاتهم وتربيتهم وأذكر فى هذا الصدد طرفة لسقراط الذى كان مندمجا مع تلاميذه فنادته زوجته الا انه لم يسمعها بسبب اندماجه فى النقاش فما كان منها الا أن جاءت بوعاء مملوء بالماء وصبته فوق رأسه فلم يعجب الأمر تلاميذه وكانت دهشتهم أكبر حين قال لهم سقراط ألا ترون كرم زوجتى ألقت على الماء فى هذا الجو الحار لأستشعر البرودة هكذا يجب أن  تهتم المرأة برفاهية زوجها  ولو رغما عنه ! فلم يعجب هذا التفسير تلاميذه فرجعوا اليه مرة أخرى وقرروا أن يطرحوا اليه نفس السؤال ولكن بطريقة فلسفية فقالوا له ما رأيك فى الزواج ؟ هل تنصحنا به بعد ما رأيناه ؟ فأجابهم سقراط : بالطبع أنصحكم به فان أصاب أحدكم زوجة طيبة فسوف يصبح سعيدا وان أصاب زوجة شقية سيصبح فيلسوفا !! قلت لنفسى لا غرابة أليس هو الذى قال عش فاضلا تعش سعيدا ؟؟؟؟؟ أظن ان الرجل يتمتع بثقافة التسامح هذه الفضيلة الانسانية التى تعتبر أساسا لبناء المجتمع ووسيلة للانسجام بين أفراده , ليتنا نسامح بعضنا البعض  ونتقبل عيوب بعضنا ونحاول اصلاح أنفسنا ثم المقربين  حتى نتجنب الوقوع فى أمر حذرنا منه رسولنا الكريم فى حديثه الشريف (يبصر أحدكم القذى *التراب* فى عين أخيه ويعمى عن الجذع *قطعة الخشب* فى عينه ) وقد أعجبنى وصف أستخدمه باحث فى مجال العلوم الانسانية للشخص الذى ينظر بعين الرضا لنفسه ويرى أخطاء غيره فوصفها بأزمة الانصاف وهذه الأزمة يمكن تجنبها بنشر ثقافة التسامح وأتفق مع غاندى انه شيمة الأقوياء ولله در الشافعى اذ يقول : اذا شئت ان تحيا سليما من الأذى

ودينك موفور وعرضك صين

فلا ينطقن منك اللسان بسوءة

فكلك سوءات وللناس ألسن

وعيناك ان أبدت اليك معايبا

فصنها وقل يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من أعتدى

ودافـــع ولكــــن بالتى هى أحسن

نهى محمد الربيع

 

آراء