التباعد الاجتماعي وسفير السودان في ألمانيا

 


 

 

التباعد الاجتماعي يلغي حسنات الإنسان، اذا بقيت له حسنات. نعم، ناضل الإنسان طويلا من اجل علاقات أسمى وأكثر حميمية بين البشر. ما عنت الفردية الفصل بين الإنسان والإنسان، بل حرية الإنسان في أن ينشئ العلاقات وأن يمارس التواصل الذي يريد داخل المجتمع. هذه الإرادة، والذي يعتبر تراث الإنسانية، للتعايش والتفاهم مع بعصنا البعض.
اجبرتني واقعة مؤلمة لكتابة هذه المقالة، واقعة تندرج في حقل مصطلحات، الازدراء، العجرفة ، الفوقية واللامبالاة.
عشت، واعيش في ألمانيا، وعاشرت مجموعة من السفراء الأجلاء، منذ المرحوم ابوبكر عثمان محمد خير، الذي كان قائماُ بالاعمال، ليأتي المرحوم الجنرال مزمل سليمان غندور، حتى خالد موسى دفع الله. نعم السفراء، الذين يحترمون أنفسهم بإحترامهم لإنسان بلدهم، والتسابق للالتقاء بهم ومعرفة أوضاعهم والتنوير بما يجري في سوداننا الحبيب. بلا، لا يتجاهلون أي مناسبة قومية او عيد، إلا كانوا السباقين للترحاب بمواطنيهم.
نعم، حل على صدور الموطنين السودانيين في ألمانيا سفيراً، لا يشبه سابقية، ولا لديه الرغبة لمعرفتهم، بل الجلوس في برج عالي، ولديه أكثر من عام ولم يلتقي بهم لعدم معرفته بالمناسبات والاعياد، أو لا يريد أن يعرفها، حيث كان السفراء الذين سبقوه، يتسابقون للفرح مع مواطنيهم. يذكر انه إلتقى مواطنا سودانياً أمام مدخل مكتبه في المصعد الكهربائي ويدخل عليه، ويخرج، دون السلام عليه!. هل هذه الواقعة، استعلاءً أو تجاهلاً لهذا المواطن، ويعني بالمنطق عدم إحترام المواطن، بل، يعني ذلك أكثر ...، وعدم الوعي بالمنصب الذي يتقلده، مما يقود لإحترام منصب السفير، كممثل الدولة السودانية، ولكن عدم إحترام هذا الشخص الذي لا يحترم مواطنيه. انني اسأل من أجل من أتى هذا الشخص سفيراً؟ وماذا يعمل؟، وإلى متى يظل بهذا السلوك، الذي لا يشبه سلوك ما سبقوه في هذا المنصب؟ هذه رسالة موجهة لرئيس مجلس السيادة، رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الخارجية، الحرية والتغيير، شركاء السلام وكل حادب لمصلحة بلدي السودان
المجتمع علاقات ورابط بشرية. بعض هذه العلاقات والروابط يمكن أن تتحول الى بنية اجتماعية تدوم لأزمان طويلة. يقال في العامية "الأرض التي ما فيها ناس ما بتنداس". التباعد الإجتماعي محرقة البشر.

mohamedelsharif22@yahoo.com

 

آراء