اليوم فى المقالة قبل الاخيرة من هذه السلسلة عن حزب الحركة الوطنية والذى تولى من سمى نفسه رئيسا له مع انه لم ينتخبه او يفوضه مؤتمر او اى هيئة شرعية للحزب السيد محمد عثمان الميرغنى تولى رئاسة التجمع بياسم الحزب الذى لم يفوضه بل والرافض للمعارضة فى الخارج وانما دفعه للتراجع غزو العراق للكويت ليشهد التجمع تحت رئاسته اكبر الاخطاء التى ارتكبت فى حق السودان والتى اصبح حزب الحركة الوطنية اكبر المسئؤلين عنها وهو منها براء فلقد شهدت فترة رئاسته تراجع التجمع عن ميثاقه الذى يؤمن على وحدة السودان كهدف اول استراتيجى والعمل على اسقاط النظام سلميا لتاسيس دولة المواطنة التى تحقق التعايش والمساواه بين عنصرياته واديانه المختلفة والتى صنفت اهم خطوة ايجابية حيث شهد السودان لاول مرة كيانا سياسيا جامعا لقواه الساسية من شمالهوحنوبه وغربه وشرقه قبل ان ينحرف عن مساره ويصبح عدوا وخصما للوطن عندما اسلم امره لامريكاوحلفائها من دول غرب اوربا ودول الجوار الافريقية غير العربية وليصبح اداة طيعة فى يد امريكا التى سخرته للضغط على النظام حتى خضع هو الاخر لامريكا وذلك اما طمعا للعودة للسلطة لمن نزعت منه بالقوة او للبقاءفيها من قبل النظام الذى هيمن عليها بانقلاب عسكرى فلقد كانت الرغبة فى السلطة المحرك للجانبين دون مراعاة للسودان الوطن حتى نجح السيناريو التامرى فى تمذقه وانفصال جتوبه ونهدبده بمزيد من التمذق لما تبقى منه . فدول الغرب وامريكا تحديدا وحسب ما كشفعنه رجل استخبارات المانى فى تقرير نشره عند تقاعده عن نوايا الغرب لتمذيق العديد من الدول لا سباب سياسية واقتصادية وعقائدية يهودية وضمت قائمته سبعة دول عربية هى الان جميعها تتمذق ومن بينها السودان بالاضافة لعوامل اخرى اكثر خصوصية لاستهداف السودان لتركيبته المختلطةمتعددة الاديان والعنصريات لهذا كان الغرب داعما ومتبنيا من البداية حركات التمرد فى الجنوب واخرها الحركة الشعبية بقيادة الدكتورجون قرنق وان كانت الحركة يومها يتنازعها تياران يتمثل الاول فى الدكتور قرنق بتوجهاته الوحدوية لاسباب ساوردها وفصيل انفصالى يقوده ريك مشار و لام اكول وقت تلاقت يومها اهداف امريكا مع توجهات الحركة الاسلامية التى تتطلع لفرض الحكم الاسلامى على السودان وترى ان الجنوب غير المسلم هو معضلة فى طريقها لهذا لم يكن غريبا ان ياتى توقيت انقلاب الحركة الاسلامية فى 30يونيو متوافقا مع رغبىة امريكاالتى كانت رافضة لانه حال دون تنفيذ اتفاق السلام والوحدة الذى ابرمه حزب الحركة الوطنية مع الحركة الشعبية, كان لابد من هذه الخلفية حتى نتفهم ما توالى من احداث/ ولقد كانت اول خطوة مؤشرة لهذا المخطط عندما نجحت الاستخبارات الالمانية فى ان تجمع بين قادة الحركة الاسلامية والفصيل الانفصالى من الحركة فى خطوة متعجلة ليوقع الطرفان ما عرف يومها باتفاق بون المانيا والذى امن على حق الجنوب فى تقرير مصيره ليقرر الوحدة ام الانفصال وكان يومها قد برز فى السطح الدور الذى لعبه عدنان خاشنجى رجل الاعمال اليهودى الذى عرفه السودان فى اواخر فترة مايو مؤثرا على الاحداث وهو الاتفاق الذى رفضه التجمع والدكتور قرنق وبعض فصائل الحركة الاسلامية المحلية والخارجية والذى وصم فيه التجمع النظام بالخيانةالوطنية مما افشل الاتفاق وكان للتجمع موقفا قويا ودورا رئيسيا فى افشاله لتامره على وحدة السودانوميثاق التجمع ثم جاء فبراير من عام 1992 عندما اصدرت لجنة الشئون الافريقية بالكونجرس الاميركى قرارا جاهرت به لاسباب تاكتيكية ينص على ان تعمل الحكومة الامريكية لتحرير السودان من الاستعمار العربىوالذى قصدت به حث المسلمين غير العرب للمشاركة فى التمرد حتى لايكون وقفا فقط لغير المسلمين لانها تستهدف مشارك بعض العناصر السودانية المسلمة من غير العرب لتشارك فى انجاح التامرعلى وحدة السودان وهو ما ادى فى نهاية الامر لقيام اكثر من حركة منمردة من مسلمين واكن من جذور غير عربية وهى ما عرفت بالمناطق المهمشة, كان ذلك القرار اعلانا مياشرا بنوايا امريكا تجاه السودان وقد نشر يومها فى الصحف التى تصدر فى مصر مقر التجمع بما فيها صحيفة الخرطوم السودانية التى تصدر فى القاهرة ومع ذلك لم يصدر عن التجمع اى بيان بادانة هذا القرار وباتخاذ موقف مباشر رافض لنوايا امريكا على السودان واؤكد لكم اننى واخرين تناولنا هذا الموقف فى الصحف ولاحياة لمن تنادى لان التجمع وقتها يتتطلع لدعم امريكا له لاسفاط النظام وكان ذلك اول خطأ استراتيجى للتجمع. لهذا صمتعن ادانته وتحديد موقف من امريكا بل ظل يلاحق امريكا لدعهم لاسقاط النظام دون مراعاة لان من يطلب دعمه متامر على وحدة السودان. ثم جاءت الطامة الكبرى بعد عامين من ذلك القرار عندما وجهت لجنة الشئونالافريقية بالكونجرس الامريكي الدعوة لقادة التجمع ولفصيلى الحركة الشعبية المتخاصمين وشملت الدعوة يومها بعض عناصر النظام من الشخصيات الاسلامية التى ليست لها مواقف متناقضة مع امريكا للمشاركة فى ندوة اطلقت عليها عنوان (السودان الماساة المنسية) وما كان محبطا ومؤسفا ان يتجاوب قادة التجمع فيرحبوا ويهللوا لدعوة صادرة من اللجنة التى نادت بتحرير السودان من الاستعمار العربى وذلك لرغبة التجمع فى دعم امريكا له تحت وهم انها تتفق معهم على اسقاط النظام ولم يستوعب قيادة التجمع انها اشد حرصا لبقاء النظام ليس حبا فيه او انحيازا للاسلام الذى يعادوه وانما يقاءه يساعد على نجاح مخطط تمذيق السودان لانه يضاعف من الصراعات بالنعرة الدينية كما ان امريكا تعلم ان برنامج التجمع يحارب الانفصال فكيف تدعمه ليعود للسلطة بديلا لمن برغب فى فصل الجنوب ومع ذلك تدافع قادة التجمع نحو واشنطون بلا استثناء تلبية لدعوة المتامرعلى وحدة السودان/ وبينما كانوا يعدون حقائبهم للسفر كتبت مقالا فى صحيفة الخرموم التى تصدر فى القاهرة تحت عنوان يقول: ( ايها الذاهبون لامريكا انتبهوا ماذا تريد امريكا من السودان) وفى ذلك المقال اشرت لقرار ترير السودان من الاستعمار العربى فكيف يهرول لقادة التجمع تلبية لدعوة من يتامر على السودان ولكن رعبة التجمع فى دعم امريكا له كانت لها الاولوية على وحدة السودان. ما حدث يومها وتعرض له قادة التحمع فى واشنطون وما ترتب على ذلك لايصدق وان حقق لامريكا تامرها فلقد فوجئ قادة التجحمع يومها انه ليس هناك ندوةوانها كانت ستارا لاجتماع من خلف الكواليس لتوحيد فصيلى الحركة ربما لخوفهم يومها الا يستجيب قرنق لدعوة خاصة بفصيلى الحركة فكان قادة التجمع فى نزهة سياحية غطاء لما خططت له لجنة الشئوتنالافريقية المتامرة على وحدة السودان ولم يدرو انهم على موعد مع قنبلة من العيار الثقيل حيث اصدرت اللجنة اعلانا رسمي انعقاد اجتماع ضم فصيلى الحركة الشعبية تحت رعاية اللجنة وانه تم ابرام اتفاق تم بين فصيلى الحركة الشعبية على حق تقرير المصير للجنوب –وامسكوا الخشب هنا – حيث تضن الاتفاق فى نفس الاعلان على حق تقرير المصير لما اسماها البيان المناطق المهمشة التى لم تكن طرفا فى اللقاء ودون ان يحدد الاعلان من هو المعنى به خاصة لم تكن هناك منطقة فى السودان تشهد تمردا غير الجنوب مما يؤكد ان اضافتها كانت دعوة لها للتمرد تحت رعاية امريكا اما كيف تصاعدت الاحداث بعد هذا البيان وما تبعته من مفاجاءات غريبة لايصدقها عقل كان ضحيتهاالسودان كما سترون المقالة القادمة والاخيرة siram97503211@gmail.com