التجمع الوطنى المعارض تاريخيا او فى حقيقة الامر الذى كان معارضا لنظام الاتقاذ منذ اطلاق صافرة بدايته فى الثلاثين من يونيو 89 والذى اتخذ من القاهرة مقرا رئيسيا له ولندن مقرا فرعيا له و فى بداياته ضم فى تكوينه كل الاحزاب السياسية باستثناء الحركة الاسلامية التى انفردت بالحكم بموجب الانقلاب وهو فى حقيقته ضم فى تكوينه بصفة اساسية كل الاحزاب التى تناوبت الحكم او شاركت فيه متحالفة مع بعضها البعض او بالتحالف معا انقلاب عسكرى كما كان الحال مع انقلاب نوفمبر 58 وانقلاب مايو 69 واخيرا هاهى اخيرا تحالفت مع الانقاذ او تبحث عن التحالف معه وهى القوى التى تتحمل فشل الحكم الوطنى عبر كل مراحله كما اوضحت فى مقالات سابقة هذا التجمع كما قلت مر بمرحلتين اولاها كانت افضل بداياته والثانية كانت اسوأ نهاياته والتى دفع ثمنهاالسودان اما بدايته التى اعتبرها افضل فتراته فهى التى انتهت برحيله من القاهرة لاسمرا وهى التى تراس التجمع فيها السيد محمد الحسن عبدالله ياسين ثم السيد محمد عثمان الميرغنى وهى الفترةالتى وصفتها انها افضل فتراته واما المرحلة الثانية الاسوا فى تاريخ السودان هى التى تولى رئاسته فيها السيد محمد عثمان الميرغنى خاصة بعد رحيل التجمع من القاهرة لاسمرا اولا المرحلة الاولى التى مثلت افضل بداياته فذلك يرجع : لان الاحزاب الممثلة للتجمع والتى قلت انها مسئولة عن اخطائها التاريخية فانها فى اول ايجابيات المرحلة الاولى ان المبادئ التى اتفقت عليها احزاب التجمع هى ما افتقدها السودان فى بداية الحكم الوطنى ولو ان هذاالميثاق الذى اجمعوا عليه توافقوا عليه من بداية الحكم الوطنى لما شهد السودان اى اتقلاب عسكرى ولاسسوا لاستقرا ره لما يحققه من تعايش واخاء وعدالة لشعبه من كل عنصرياته وجهوياته واديانه وهو ما ظل يفتقدهالسودان حتى اليوم وسببا لكل ازماته وصراعاته فلقد امن ميثاق التجمع على السودان الموحد االذى تتعايش فيه مختلف مكوناته وعنصرياته واديانه فى دولة مؤسسات ديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية والمساوة بين اهله وتاكيدالهذا فلقد ضم فى عضويته الحركة الشعبية لتحرير الجنوب التى ارتضت وحدته وديمقراطيته والتعايش والمساواة بين اهله لا يفرق بينهمعنصر او دين وبهذا اصبحت الحركة الشعبية عضوا مؤثرا فيه مما يعتبر انتصار لوحدته ثانيا ولان الحركة الاسلامية بقيادة منظرها الدكتورحسن الترابى كانت ترفض روح هذا الميثاق لان الجنوب يشكل من وجه نظرها رفضا لنظام الحكم الاىسلامى الذى تتطلع اليه مما دفعها للانقلاب على الديمقراطية للحيلولة دون تنفيذ الاتفاق الذى يهدف لتحقيق التوافق مع الجنوب وصيانة وحدة الوطن تحت ظل نظام لا يعرف الفوارق الدينية او العنصرية ويؤكدهذا ان الحركة الاسلامية ما ان قبضت على السلطة بانقلاب يونيو 89 وحالت به دون انعقاد البرلمان لتنفيذ الاتفاق مع الحركة الشعبية فانها اقدمت فى مطلععام90 للوصول لاتفاق مع مخالفى الدكتور قرنق فى الحركة الشعبية وهم د. ريك مشار ود. لام اكول و وقعتمعهم اتفاقا يعترف بحق الجنوب فى تقرير مصيره ووقعه من الانقلاب الدكتور على الحاج احد الاعمدة الرئيسة فى جناح الترابى فى الحركة الاسلامية وهنا لم يكن امام التجمع الا ان يدين ويرفض ويصم الاتفاق بالخيانة الوطنية لمخالفتة الميثاق ا حرصاعلى وحدةالسودان وهو ما توافق يومها مع عناصر فى الحركة الاسلامية من داخل وخارج السودان مما اجهض الاتفاق الذى قوبل بادانة ورفض من فصيل الحركة عضو التجمع فصيل الدكتور قرنتق ومن احزاب التجمع ومعارضيه الاسلاميين وهو ما اجهض الاتفاق حيث تراجع عنه النظام وطوى ملفه كانه لم يكن,وهنا لابد ان نضع خطا لموقف التجمع الرافض لحق تقرير المصيرلنرى كيف تغير موقفه ثالثا فان التجمع فى تلك المرحلة لم يفكر مطلقا فى العمل المسلح لاسقاط النظام وانما بنى معارضته على النضال السلمى لاجهاض الانقلاب واسترداد الديمقراطية وتلككانت ايجابيات المرحلة الاولى الافضل فى تاريخ التجمع ولكن لننتقل للمرحلة الثانية الاسوا فى تاريخ الاحزاب المكونة للتجمع والتى دفع ثمنها السودان غاليا فالتجمع يتحمل فى تقدير ى الخاص انه السببالرئيسى فى تمذيق السودان لان النظام وبالرغم من انه كان مبدئيا داعيىة للتخلض من الجنوب باعتباره يقف فى طريقه لفرض الحكم الاسلامى فانه قد تراجع عنه ووقف عاجزا عن تحقيق ما يرغب فيه للمعارضة القوية التى يقودها التجمع الا ان الحال اختلف عندما انقلب التجمع على موقفه 360 درجة واعترف بحق الجنوب فى تقرير مصيره متناقضا مع موقفه من اتفاق بون وبهذامهد الطريق للنظام لرغبته التى ظل عاجزاعنها لهذا لم اخطى اذا حملت التجمع مسئولية تمذيق السودان والمفارقة هنا ان النظام الذى قدم له التجمع هذه الهدية التى رفعت عن كاهله ما يواجهه من رفض ومعارضة لفصل الجنوب فان النظلم لم يفوت الفرصة فسارع فى خطوة درامية واصدر بيان ادانة عنيف ورد للتجمع نفس اتهامه له بالخيانة الوطنية يوم ادانه فى اتفاق بونبالرغم من انه هو المستفيد لها لم يصمد وعاد وامن على حق الجنوب فى تقرير مصيره مع فصيل الجنوبيين المحلى وهو اصلا مبتغاه وهدفه الاستراتيجى ولكن تبقى هناك اخطر التفاصيل حول الظروف والمفارقات التى ادت لتراجع التجمع عن موقفه المبدئى حيث ارتبطت كل هذا الاحداث بالدور الذى لعبته امريكا والتى عرفت كيف تستغل الصراع بين التجمع الراغبفى استعادة السلطة والنظان الذى يتمسك بالسلطة لتصبح امريكا هى المحرك للكتلتين بالريموت كونترولوتسخيرهما لتنفيذ التامر على وحدة السودان وهذا موضوع المفالة الاخيرة لنرى كيف انها حركت كل القوى السياسية حاكمة ومعارض كقطع الشطرنج وكونوا منعى لترو كيف كان هذاالسناريو الذى راح ضحيتهالسودان ووالذى يسال عنه التجمع قبل الاتقاذ لان الاخبر لا يختلف مع امريكا فى مصلحتها فى انفصالالجنوب وكونو معى