اهم ما ورد في بيان التحالف انه تشكل لمكافحة الارهاب بجميع اشكاله ومظاهره والقضاء عليه وعلى اهدافه ومسبباته ولاداء الواجب لحماية الامة من شروره ومن كل الجماعات والتنظيمات مهما كان مذهبها او افكارها اوتسميتها،هذا كلام مهم واهم ما فيه عبارة مكافحة الارهاب والقضاء على مسبباته مهما كان مذهبها او افكارها اوتسميتها.
فنحن لسنا بحاجة إلى تحديد المسميات والتنظيمات الإرهابية بقدر ما أننا بحاجة إلى تحديد الأفكار واستئصالها وهذا مربط الفرس ففي رأينا ان الارهاب قائم على مرتكزين الاول مرتكز فكري والثاني مرتكز دعم ومساندة معنوية ومادية فالمرتكز الاول وهو المرتكز الفكري ذي الرأي الواحد والفهم الواحد والرأي الشخصي الذي ليس له اصل والذي ما عداه كفر وفسق وبدع وليس له ما يؤصله من الكتاب والسنة واراء العلماء حتى ان اصحاب هذا الفكر تجرأوا دعما لفكرهم ان يضيفوا او يحذفوا كثير من العبارات واقوال العلماء من مراجعها لأنها تتعارض مع فكرهم الوحدوي هذا ونسوا ان الاسلام عاش مئات السنين وهذه المراجع موجودة والمسلمون يستحضرون مقولة الامام الشافعي:"رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"وللمسلمين اكثر من مذهب وفهم لكنهم جميعا يجتمعون نحو قبلة واحدة ويعبدون ربا واحدا ويتشهدوا بالشهادة ولم يحدث بينهم مثل ما يحدث اليوم،واذا اردنا ان نحارب الارهاب فلنبدأ من هنا وقبل ان نعد العدة العسكرية ونحشد الجيوش فلنبحث من اين اتت هذه الافكار وما هو مصدرها من اين نبعت هذه الافكار الدخيلة على الاسلام القائمة على التكفير والتفجير وقد اجمعت الامة انها ليست من الاسلام في شيء فلنبحث من اين اتى هؤلاء ومن الذي يقف وراءهم،فالاسلام دين سلام ورحمة وتعايش مع الآخرين وانه دعوة عالمية اتت لكل الناس ليحيوا بها لا ليموتوا ليعمروا بها لا ليدمروا جاءت لترغب لا لترهب والاسلام جاء لينتشر لا لينغلق داخل هذه الافكار المختلة والاسلام يكره الكفر وليس الكفار ويأبى الذنب وليس المذنب وما جاء ليعصم من الذنوب ولكن جاء ليحض الناس على التوبة اذا اذنبوا لأنه جاء لينقذ البشرية من الكفر لا ليبيد الكفار ويعتبر الكفار اهدافه ومقاصده لتحقيق ذلك فنحن بحاجة لفهم يكون ما ذكرناه غايته والدعوة اليه بالتي هي احسن وسيلته.
اذاً قبل ان نعد العدة العسكرية ونحشد الجيوش فلنحشد علماء هذه الامة قبل عسكرها للخروج برأي فقهي موحد يعالج هذه الافكار والخلافات ويجب ان نتناول هذا الموضوع بكل وضوح وصراحة لا تقبل المداراة والمجاملة والا سوف لا تؤتي الحملة العسكرية اكلها ما دامت هذه الافكار موجودة ومعشعشة في اذهان الشباب وعلى الدول كذلك ان تناقش دورها الدعوي وان تعلنها داوية ان الدولة هي التي تكفر وتحكم بالردة وهي التي تنفذ الاحكام ولا تترك ذلك للافراد والجماعات تحسبا للافكار الشاذة كما عليها ان تقوم بواجبها لحماية الاقليات المسلمة في العالم والتصدي للذين يشوهون صورة الاسلام ومن الذين ربطوه ربطا وثيقا بالارهاب اما المرتكز الثاني الذي يرتكز عليه الارهاب دعم معنوي كالدور السالب للنظام العالمي تجاه القضايا الاسلامية والمسلمين وكثير منهم يعتبر الاسلام والمسلمين شر لا بد ان يزول ولو كان بالابادة والتقتيل واثارة الفتن كما ان كثيراً من المحللين يتهمون الاستخبارات الغربية بتصنيع كثير من هذه التنظيمات الارهابية مع تبشير بعض زعماء الغرب بالفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط وهذا يستوجب ان تتبنى السعودية وهي على قمة هذا التحالف فكرة اصلاح النظام العالمي الذي ظهر ظلمه واكتياله بميكالين وعدم اكتراثه بما يحدث في العالم من حروب وصدامات بل هو المتسبب في كثير منها ثم على دول التحالف تلك ان تبحث عن مصادر الدعم المادي لتلك الجماعات وتجفيفها والتي استدعت ان يتحرك المجتمع الدولي كل هذا التحرك لمحاربة الارهاب افعلوا هذا ووحدوا صفكم وكلمتكم.