من اعجب العجائب ان يتحدث المسلم عن هوية غير هوية الاسلام:(ان اكرمكم عند الله اتقاكم)ومن اغرب الغرائب يعتز بقبيلة دون قبيلة المسلمين:( مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)بالاضافة الى بحثه عن انتماء غير الانتماء لهذه الامة الخيرية:( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)واشد غرابة من ذلك كله ان يتناول حواره ثقافة غير الثقافة الاسلامية التي جاءت لتصلح الدنيا وتكون وسيلة للآخرة فالمسلم بمجرد ان شهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ان يعتقد اعتقادا جازما لا يقبل العلل والشوائب ان الله ورسوله وكل ما ارتبط بهما فهو الافضل من ثقافة ولغة ودين ويكون معهما في الافضلية ما لا يتعارض معهما من اعراف ومثل وعادات ويظل هو الافضل ويكون الايمان ناقصا اذا فضلنا شيئا عليهما اي الله ورسوله قال تعالى:(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)وفي الحديث:( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) ولا يجوز للمسلم ان يقدم على الله ورسولهشيء ولو كانت نفسه التي بين جنبيه التي يتقاصر معها كل مطلوب ولا يتجاوزها مرغوب واذا اردنا ان نتحدث عن مكونات الهوية للمسلم بالتفصيل فالدين:( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)،(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )اما الثقافة بتعريفها العلمي هي ذلك الكل المركب الذي يشمل الاعتقاد والمعرفة والعلم والقدرات والمكتسبات المجتمعية فالاسلام اتى بثقافة لم تترك شيء من شئون الدنيا الا وعالجته ففيها لكل سؤال اجابة ولها لكل مشكل حل وربطت ذلك بالآخرة وهي التي انارت اوربا بعد قرونها المظلمة التي عاشتها فترة متطاولة من الزمان وما بدأت نهضتها الا بعد غزو المسلمين لاوربا وما انحط المسلمون الا عندما تركوا ثقافتهم وفي المقابل ما تقدمت تركيا الا عندما بدأت خطواتها نحو الثقافة الاسلامية اما اللغة العربية فهي لغة القرآن وهو كلام الله ولا شك ان الله اختار لكتابه الافضل من اللغات كما اختار نبيه وامته وما اظن ان اللغة العربية تكون بافل خيرية وافضلية منهما ولا ننسى انها لغة اهل الجنة في الجنة فعلى المسلمين ان ينتبهوا الى هذه الجاهلييات التي يقودهم اليها البعض ليمزقوا الامة اكثر مما مزقوها ولنعتبر بما اوصلتنا اليه القبلية والجهوية هذه الايام فنحن لسنا بحاجة الى ما يجمعنا غير الاسلام ولا الى ما يضمنا غير السودان الذي لم يضق باهله ولم تنفد خيراته واذا اتسعت القلوب فلا شيء يضيق معها فاعتبروا يا اولي الالباب اكتب كتابي هذا واعلم ان هناك اقلية غير مسلمة في السودان خآصة بعد انفصال الجنوب وهذا لا يمنع ان يمارسوا شعائرهم ويتعاملوا بثقافتهم او يتحدثوا لهجاتهم كما هو سائر من قبل استقلال السودان لكن يظل الاسلام هو دين الاغلبية والعربية لغتها والتحدث عن الهوية وتناولها يعتبر مدخل من مداخل الفرقة والشتات لهذه الامة ولنأخذ العبرة عن ما يحدث في العالم العربي والاسلامي وقد استعصى السودان على الذين يريدوننا اشتاتا لكنهم لم ييأسوا بعد ولنغلق الباب امامهم ولنبحث عن ما يوحدنا لا ما يشتتنا ويقوينا لا ما يضعفنا وعلينا ان لا نضيع الزمن في امر محسوم بالنسبة للمسلمين ولا يقبل النقاش:(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) واذا كان هناك موضوع للنقاش فلنركز نقاشنا وحوارنا على كيف يحكم السودان وعلى كيف نحافظ على موروثاتنا التي جعلت السودانيين مصدر اعجاب الشعوب من امانة وكرم وشجاعة ونخوة فالانسان قيمته في سلوكه وتعامله مع الآخرين وليس في شكله او لونه او عرقه وهذه الصفات هي صفات المسلم وهي موروث لكل السودانيين فتناول أمر الهوية لا طائل منه والتحدث عن حكومة انتقالية قبل التحدث عن كيف يحكم السودان لا فائدة منه لأن هذا يقدح في مصداقية المتحاورين ويطعن في جدية الحوار وانه تسابق لاعتلاء المناصب وتقاسم السلطة وهو الذيجعل السودان يراوح في مكان واحد منذ الاستقلال لأن الهم والهدف كان ولا زال من يحكم السودان دون برنامج او خطط او مقاصد ولم يكن الهدف يوم من الايام كيف يحكم السودان فظل السودان الضحية التي يتقاذفها العسكر والاحزاب طيلة ستين عاما ونريد ان يكون كيف يحكم السودان برنامج ووثيقة يستفتى عليها الشعب لتصبح دستورا دائما للحكم وتتداولها الاجيال يلتزم بها من يأت للحكم بصرف النظر عن جهته وقبيلته وبقدر الالتزام بها يكون بقاء الحكومة او ذهابها او اختيارها والله الموفق وهو يهدي السبيل.