التحرك الأمريكي الأوربي تجاه السودان

 


 

 

يبدو أن القيادة في السودان لم تأخذ العبرة من النظام السابق في طريقة اللعب مع الكبار. الحراك الذي ينتظم السودان ناتج مما احدثته الجماهير خلال الفترة الماضية عبر ثورة ديسمير المجيدة. قادة الجيش اعتبروا أنهم مخلدون في السلطة، وهذا تقدير خاطئ. فقد فوتوا فرصة المخرج الآمن ولم يستثمروها. الآن تعقدت الأمور في أيديهم بشكل كبير. الضغط الخارجي أصبح مشكلة والداخلي هو الأصعب. خارجياً أصبحت المواجهة وجها لوجه مع أمريكا وحلفائها وكل ما يطلب قابل للتنفيذ. الدول التي تشكل الحماية في مجلس الأمن في السابق أقواها روسيا والآن علاقة روسيا مع السودان قد تكون أصبحت مجهولة المستقبل. إذ السودان وقادته هم تحت رحمة أمريكا وأصدقائها بما فيهم اسرائيل. هنالك سيناريوهات محتملة هو تسليم السلطة للمدنيين فوراً وبدون أي تأخير لأن المراوغة قد انتهى زمانها. الفصل السابع الذي يتيح التدخل بالقوة الجبرية وهذا خيار أخير لأنه مجاز من قبل في القانون السابق لمجلس الأمن. كذلك القانون الأمريكي لحماية الديمقراطية. هذا اتجاه والاتجاه الأخر هل السودان جاهز الآن للدخول في أي مناورة وفي مثل هذه الظروف الحرجة والأوضاع الاقتصادية المزرية؟ من المحتمل امهال القادة في السودان شهر أو شهرين لتوفيق أوضاعهم وتسليم السلطة للمدنيين. تحت رقابة مشددة هذه المرة ومتابعة تكوين الحكومة ومراقبة أي تحركات تهدد وجودها وحمايتها عبر مراقبين دوليين. هذا ما سيحدث قادماً. الحرب قد تكون محتملة أيضاً في محيط الدول الفرانكفونية وتحتاج لزمن وبعد دراسة لأن الأوضاع معقدة هناك. والمتغيرات الحادثة وتحتاج إلى تحالفات جديدة مع دولة المنطقة.محاولات مصر التدخل، تقابلها فى الميزان اثيوبيا.ولأن دخول مصر يستهدف اثيوبيا. ستتعقد الأمور كما ذكرت والدخول في الحرب يتطلب الدراسة وعدم التسرع، والدعم السريع ليس لقمة سائغة يمكن ابتلاعها بسهولة. واحتمال قيام ثورة واسعة في السودان أمر وارد.
نواصل.

aljidayali50@gmail.com

 

آراء