الترابي..ظروف الإعتقال وتعقيدات الوضع الصحي

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

elmutaz16@gmail .com
       في ظروف غامضة تم إطلاق سراح الدكتور حسن عبدالله الترابي من سجن بورتسودان و نقل بعدها عبر الطائرة مباشرة الي الخرطوم.وكان ذلك بعد تصريح أدلت به إبنته صبيحة الامس للاعلام تحدثت فيه عن تدهور حالته الصحية بمعتقله وإرتفاع ضغط دمه الفجائي. وكان الترابي قد أعتقل قبلا في ذات السجن حيث تعرض لأزمة صحية من اثر المناخ وبيئة الاعتقال.من المعروف أن هذا السجن من أسوأ السجون بالسودان يعاني فيه المعتقل من ظروف المناخ والطقس ومياه الشرب فضلا عن بيئة الاعتقال وهي ظروف تلقي بأثرها علي صحة الشاب الفتي ناهيك عن شيخ طاعن في السن.
     جاء هذا الاعتقال الاخير إثر التصريحات التي ادلى بها دكتور الترابي للاعلام يرسم فيها السيناريوهات المحتملة حال صدور مذكرة التوقيف ودعوته المباشرة للسلطة بأن تتعاون مع المجتمع الدولي من أجل سلامة البلاد وعدم تعريضها للتمزق والتشرذم.ولم تصدر الحكومة أية حيثيات قانونية تبرر الإعتقال,ونقلته عمدا الي بورتسودان زيادة منها في إجراءات العقاب وإبعادا  له عن مسرح الحراك السياسي.
     تحدث دكتور الترابي الي وسائل الاعلام بعد إطلاق سراحه عن ذات الأراء داعيا الي عدم العصبية للاشخاص والقومية والمكان في مقابل تحقيق قيم العدالة. رافضا مبدأ الحصانة القانونية ووصفا قيام الحكومة بطرد بعض المنظمات الاجنبية بأنه تصرف غاضب وغير مدروس ولم يتطرق في حديثه عن تفاصيل صحته ولكنه بدا عبر وسائل الاعلام المرئية في اعياء وفتور ظاهرين وإن حاول التحامل على نفسه بإبداء غير ذلك . ويصاحب ذلك تعتيم من السلطة وأسرته عن تطورات وضعه الصحي ودواعي الافراج.وفي ظني أن هذا الصمت والسكون على هذا الامرعائد الي تدهور في وضعه الصحي ليس إلا. فارتفاع ضغط الدم في مثل هذا العمر غالبا ما يصاحبه مضاعفات اخرى متعلقة بالقلب أو الكلى وغيرها.والمعلوم أن دكتور الترابي لم يعاني حتى لحظة إعتقاله من تلك الأعراض أو مضاعفاتها الامر الذي يجعل من ظروف الاعتقال سببا رئيسيا  في تدهور صحته وربما يكون لذلك صلة بقلة الشرب وأثرها المباشر على وظائف الكلى وتوازن سوائل الجسم.
     وكان من الواجب الإنساني في مثل هذه الظروف أن تستشعر السلطة -التى يتحدث أهلها عن لا أخلاقية المعايير الدولية في تطبيق العدالة- مسئوليتها  تجاه سجينها السياسي وذلك بتوفير الرعاية الطبية الكاملة له . لا أن تترك أسرته وحدها تواجه اثار ما صنعه الاعتقال.والأمل أن يكون دكتور الترابي بصحة جيدة وأن يكون كل ما سقته بهذا  الشأن مجرد هواجس وظنون تمليها دوما مهنية الطبيب تحسبا لكل الإحتمالات وتفاديا للمضاعفات.  


 

 

آراء