التزوير والتزوير ثم التزوير
26 April, 2010
لم أشك لحظة في أن الانتخابات مزورة . قناعة ثابتة لا تتزحزح زورها المتأسلمون ليضيفوا وزرا جديدا إلى أوزارهم التي لا تعد ولا تحصى , وليكتبوا فصلا جديدا في كتاب جرائمهم في حق الوطن والمواطن ولو تلاعب مركز كارتر بالألفاظ وأمسك بالعصا من الوسط ولو جاملت الجامعة العربية فلهم جميعا العذر فكارتر ومركزه لم يجدوا معارضة تكشف التزوير وترشدهم إلى مواطنه فقد خرجت المعارضة الكسيحة من اللعبة تماما وأصبح كلامهم عن التزوير كلاما في الهواء خاليا من البراهين الدامغة وبعيدا عن الواقع , ولم تظهر المعارضة في أي وقت من الاوقات كبديل جاهز للحكومة الحالية وحتى الحركة الشعبية ومرشحها السيد ياسر عرمان أثبتت أنها بعيدة عن تحمل الهم القومي والجنوبيون الذين يكونون الغالبية فيها لا يمتد طموحهم أبعد من الاستفتاء القادم.
أما الجامعة العربية التي رأت في الانتخابات نموذجا يجب أن يحتذى فهي معذورة فعلى امتداد الوطن العربي من خليجه إلى محيطه لن تجد رائحة الديمقراطية والتي تعتبر من المنكرات وصحيح "الطشاش في بلد العِمِي شوف" .ولا نريد ان نردد ما تناقلته الصحف من اشارات خفية وواضحة حول المعاملة الاستثنائية التي وجدها مندوبو الجامعة من قبل الحكومة ولا نريد كذلك ان نتهم احدا والجامعة العربية الفيها مكفيها.
قناعتي هذه ليست وليدة فراغ بل تقوم على شواهد ودلائل بسيطة جدا يدركها الغبي قبل الذكي والجاهل قبل المتعلم وهي شواهد حية ولا تقبل النقض : فأولا لا يمكن للإسلاميين ان يسلموا رؤوسهم هكذا طائعين مختارين فيذهب الرئيس للمحاكمة في لاهاى ويذهب أعوانه للسجون بتهم الفساد وتبديد المال العام وبتهم التعذيب والقتل ليس بنا خبل أو جنون لنتوقع منهم انتخابات نزيهة تؤدي بهم إلى هذا المصير .
ثانيا :التزوير ليس غريبا ولا حتى مستهجنا في ثقافة المتأسلمين فقد دخلوا انتخابات كثيرة خاصة في النقابات حيث لا يكون الفوز مضمونا أبدا ويكون التزوير هو الحل , لم يتردد كبارهم لحظة في الإفتاء بجواز التزوير "للتمكين", ومنهجهم في ان الغاية تبررالوسيلة لايحتاج لبرهان .
فلا عجب أن لجأوا للعبتهم التي يتقنونها تماما وهي التزوير , وقد سمعت بعضهم يتباهى به تماما ولا يجد حرجا في ذلك .
ثالثا: كان كل شيئ يدعوهم ويسهل لهم طريق التلاعب في الانتخابات فقد انسحبت المعارضة التي كانوا يحسبون لها حسابا ولم تعد هناك رقابة اطلاقا ولا من اي نوع خاصة في الليل حيث كانت تجري عمليات التلاعب و"ستار ياليل" . وهل يتوقع أحد من مركز كارترأو الجامعة العربية أو أي مراقب كان ان يظل في حراسة الصناديق ليلا ونهارا حتى تصل إلي مراكز الفرز ثم من هم القائمون على مراكز الفرز هذه ؟ والحقيقة أن التزويرالحقيقي تم في مراكز الفرز أما ما وقع من مخالفات في مراكزالاقتراع فقد كان ذرا للرماد في العيون . وقد انطلت الحيلة على المراقبين محليين ودوليين فراحوا يرصدون المخالفات في مراكزالاقتراع وهي ما دعت كارتر للقول بمخالفة المعايير الدولية للانتخابات ولم يجد مع ذلك مانعا من قبولها لأنه لم يرصد غيرها وقد أبرزت له عمدا لينشغل بها عن التزوير الحقيقي في مراكز الفرز.
رابعا: النتائج التي ظهرت إلى الآن تدل على أن التزوير قد وقع وبطريقة تستدعي الرفض التام لكل ما سينتج عن هذه "الانتخابات الفضيحة".
نرجو بعد ان ثبت التزوير واجمع الكل حتى من غير المقاطعين على رفض نتائج الانتخابات أن لا تخزلنا المعارضة مرة أخري وان يجمعوا على موقف واحد وعمل مشترك يضعون فيه الوطن اولا واخيرا.
Zahd Zaid [zahdzaid@yahoo.com]