التفاصيل الكاملة للقمة السودانية التشادية في إنجمينا

 


 

 

الخرطوم: السوداني

التأمت اليوم بالعاصمة التشادية إنجمينا، المباحثات السودانية التشادية، حيث رأس الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الجانب السوداني. فيما رأس الجانب التشادي الفريق محمد إدريس ديبي رئيس الفترة الانتقالية بجمهورية تشاد.
وأعرب رئيس مجلس السيادة – الذي وصل العاصمة إنجمينا اليوم – عن شكره وتقديره لرئيس الفترة الانتقالية، على دعوته له لزيارة تشاد، مؤكداً متانة العلاقات السودانية التشادية، مشيراً إلى الوشائج الاجتماعية والثقافية التي تربط بين الشعبين السوداني والتشادي، وهنأ البرهان الرئيس ديبي، على نجاح الحوار التشادي والذي أعقبه تشكيل الحكومة وتكوين مؤسسات الانتقال الأخرى.
وقدم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، شرحاً لتطور الأوضاع السياسية في السودان والجهود المبذولة لمعالجة الأزمة في البلاد.
وأكد رئيس المجلس السيادي دعم السودان للاستقرار السياسي ومخرجات الحوار الوطني التشادي والتوافق الذي تم بين الفرقاء التشاديين، مؤكداً حرص السودان على التنسيق مع الجارة تشاد في القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد البرهان، أهمية المُحافظة على تجربة القوات المشتركة السودانية التشادية وتطويرها وتبادل الدعم في المحافل الدولية والإقليمية، لا سيَّما فيما يتعلّق بتطورات الأوضاع في ليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
واتفق الجانبان على تفعيل الآليات واللجان الثنائية المشتركة بين البلدين، مع التأكيد على استعداد السودان للاستمرار في التعاون في مجالات التدريب والتأهيل ونقل وتبادل الخبرات في المجالات الاقتصادية المختلفة وتشجيع القطاع الخاص السوداني للاستثمار في تشاد.
وأكد رئيس مجلس السيادة، استعداد السودان للتعاون مع تشاد بوصفها عضواً فاعلاً في مجموعة الخمس لمكافحة التطرف الديني والتنظيمات الإرهابية وتهريب البشر والهجرة غير الشرعية.
من جانبه، رحب الفريق محمد إدريس ديبي بزيارة رئيس المجلس السيادي لجمهورية تشاد، معرباً عن شكره له على تلبيته للدعوة لزيارة إنجمينا، وأشار ديبي للعلاقات التشادية السودانية المُتجذِّرة بفضل التداخل الاجتماعي والثقافي بين الشعبيين الشقيقين.
واتفق الجانبان على التعاون في مجال البنى التحتية وربط البلدين بالطرق القارية، والتأكيد على أهمية تفعيل دور تجمُّع الساحل والصحراء للعب دور رائد في المنطقة، فضلاً عن تدعيم التعاون الزراعي بين البلدين، كما اتفقا أيضاً على مناقشة تطورات الأوضاع في الجارة ليبيا والعمل على مساعدة الليبيين في إيجاد حلٍّ يفضي للوصول إلى سلام في ليبيا، وذلك انطلاقاً من علاقات حُسن الجوار مع الجارة ليبيا.
واتفق الطرفان كذلك على التنسيق المشترك بين الأجهزة المُختصة حول الأوضاع في أفريقيا الوسطى بما يحقق الأمن والاستقرار في الإقليم.

البيان الختامي:

أصدر الجانبان السوداني والتشادي، في ختام مباحثاتهما بالعاصمة التشادية إنجمينا، بياناً مشتركاً، أكدا فيه أهمية تعزيز التواصل والتنسيق بين البلدين، بما يسهم في ترقية وتطوير التعاون القائم بين الدولتين.
وتلى وزيرا خارجية البلدين السفير علي الصادق والسفير محمد صالح النضيف، البيان المشترك بحضور الرئيسين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، والفريق محمد إدريس ديبي، رئيس الفترة الانتقالية بجمهورية تشاد. وفيما يلي نص البيان:
بدعوة من فخامة الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو، الرئيس الانتقالي، رئيس الجمهورية، رأس الدولة، قام رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، صاحب الفخامة عبد الفتاح البرهان بزيارة صداقة وعمل إلى إنجمينا على رأس وفد رفيع المستوى.
وتأتي هذه الزيارة، التي تُجسِّد علاقات التعاون المُمتازة القائمة بين البلدين، في إطار المُشاورات المنتظمة بين رئيسي الدولتين بهدف تعزيز الترابط والإخوة القديمة التي تربط الشعبين.
ناقش رئيسا الدولتين خلال هذا اللقاء، القضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المجالات.
على صعيد التعاون الثنائي، رحّب الرئيسان بالمُشاورات المنتظمة والدعم والاحترام المُتبادلين التي تخدم العلاقات بين البلدين، وأكّدا مجدداً استعدادهما للعمل باستمرار من أجل تعزيزها بصورة أكبر.
كما أكّد رئيسا الدولتين، على ضرورة عقد اللجنة الوزارية المُشتركة بهدف إعادة تفعيل كافة الاتفاقيات والآليات على المستويات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والفنية والاجتماعية والثقافية.
ورحّب رئيسا الدولتين بالتوصيات المهمة الصادرة عن مؤتمر الجنينة عام 2018 والتي تخص عدة مجالات والتي يُواجه تنفيذها بعض الصعوبات. وفي هذا الصدد، جدّد الرئيسان التزامهما بمُتابعة تنفيذ التوصيات المذكورة.
وعند تناولهما الوضع الأمني في المنطقة الحدودية، أعرب الرئيسان عن قلقهما من تكاثر النزاعات بين المُجتمعات والتي تسبّبت في العديد من الخسائر في الأرواح.
وتحقيقاً لهذه الغاية، شدد الرئيسان على الضرورة الملحة لتعزيز القدرة العملياتية للقوة التشادية السودانية المشتركة، لمواجهة التحديات الأمنية التي تزداد تواتراً في المنطقة الحدودية للبلدين من خلال إقامة علاقات مباشرة ومستمرة بين الجهات المختلفة المعنية وخاصّةً الدفاع والأمن وحماية اللاجئين والنازحين.
كما ركّز رئيسا الدولتين بشكلٍ خاصٍ على تبادل المعلومات والاستخبارات بين أجهزة الأمن في البلدين وكذلك التعاون القضائي. وبالمثل، اتفق الطرفان على ضرورة اتخاذ إجراءات قوية ومُتّسقة لاحتواء الهجرة غير النظامية وتهريب الأسلحة.
وقرّر الرئيسان عقد المنتدى عبر الحدود حول الأمن والتنمية قبل نهاية العام في مدينة أبشة، امتداداً لمنتدى أم جرس الأول والثاني.
بالإضافة إلى ذلك، أثار الرئيسان الحاجة إلى تفعيل القوة الثلاثية المشتركة بين السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد التي تم إنشاؤها في 18 يناير 2005 في الخرطوم لمكافحة انعدام الأمن على الحدود المشتركة للدول الثلاث.
أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، عن شكره للحكومة التشادية على دعم جُهود السودان لإحلال السلام والاستقرار باعتبار تشاد من الضامنين لاتفاق سلام جوبا واستضافتها للاجئين السودانيين شرق تشاد، مؤكداً على أهمية ضرورة العمل مع جمهورية تشاد الشقيقة والشركاء من أجل عودتهم إلى قراهم.
ومن جهة أخرى، أكد الجنرال محمد إدريس ديبي، التزام تشاد كضامن لاتفاقية جوبا بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة (3 أكتوبر 2020)، وتُجدِّد تشاد التزامها لمتابعة هذه الاتفاقية وتطبيقها.
وفيما يتعلّق بالأزمة الليبية، أعرب رئيسا الدولتين عن قلقهما من خطر زعزعة الاستقرار الذي يمثله الوضع الأمني لهذا البلد الشقيق على دول الجوار.
وعلى المُستوى الإقليمي، أعرب الرئيسان أيضاً عن قلقهما من استمرار الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل وانتشارها في القارة.
وفيما يتعلّق بالتبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أشار الرئيسان إلى ضرورة تنشيط هذه التبادلات عبر بورتسودان وفقاً للاتفاقيات الموقعة لهذا الغرض.
وشدّد الطرفان على الضرورة المُلِحّة لإنجاز مشروع السكك الحديدية بين تشاد والسودان بأسرع وقت ممكن والبنية التحتية للطرق التي تسهل المُعاملات الاقتصاديّة والتجاريّة.

 

 

آراء