التكتل المخابراتي وتجميع هوام “متحدون ضد الثورة” .. بقلم/ عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
3 December, 2022

 

كتبت الكبسولة أدناه وأرسلتها إلي صفحتي في الفيسبوك حيث اخترتها اليوم لتكون مدخلي لهذا المقال القائمة تفاصيله علي طياتها ومحتوياتها ، وليست ملحقة به كما أعتدت أن أفعل . مع التنويه بأن الكبسولة المعتادة ، تأتي في نهاية المقال .

الخطة (1) : تجميع تحالف. الكتلة الديمقراطية برئاسة جعفر الصادق .. إكتمل .
الخطة (2) : تجميع تحالف كتلة نظارات البجا برئاسة محمد طاهر إيلا .. إكتمل .
الخطة (3) : تجميع تحالف الكتلة الديمقراطية وتحالف نظارات البجا معاً .. إكتمل .
الخطة (4) : تجميع تحالف كتلة نداء أهل السودان برئاسة الطيب الجِد .. يُكمل .
الخطة (5):خاص بالشارع (المُعِدْ معلوم .. الغَرَضْ معلوم) إستعدوا .. ونحن الكُمل .

وكان أن سجلتها ونشرتها هذه الكبسولة ، يوم اختارت تلك الكتلة السيد جعفر الصادق رئيساً لها . وهي الكتلة التى سماها الإعلام يوم مولدها بداية تكوينها الكتلة (ب) فرزاُ وتصنيفاً لها عن المجلس المركزي الحرية والتغيير الكتلة ( أ ) ، ثم إستمرأت وجودها كمكون في السلطة بتماهيها مع انقلاب 25 اكتوبر بعد استدعائها له ( الليلة ما بنطلع، إلا البيان يطلع) والموزاب ينسون ولا يتعلمون ، فسمت نفسها (بالحرية والتغيير الوفاق الوطني ثم التوافق الوطني أو العكس لا أذكر !! ثم الميثاق الوطني أظن !! ، ثم رست أخيراً على الكتلة الديمراطية) وبعد هذه النقلات والتنقلات الحربائية في التسمويات ، تيمناً بالإسلامويون ، أو بسبب المشتركات الجينية بينهم ، الذين ظلوا يبدلون تسميات تنظيمهم ، كما يبدلون شالاتهم المزركشة ، وجلاليبهم البيضاء مكوية ، لزوم التخفي أو التقية وفقه الضرورة ، وإن تقربوا بالتسميات الدينية عند مولدهم الأول ، حتى لا يتهموا بفصل *الدين عن الدولة" ، علماً أنهم لم يفصلوه فقط فيما بعد ، إنما أزالوه ، من حياتهم اليومية نهائياً ، حين ارتكبوا كل محرمات هذا الدين ، ومارسوا تضاداته تماماً ، واستحلوا محرماته ، وولغوا في كل مدلولات موبقاته ، كل ذلك كان لزوم ما يلزم من تشكيل ألاعيبهم المتسترة بالدين ، في لهاثهم الدائم ، للكسب الدنيوي وليس الديني ، وقد كشفتهم لجنة إزالة التمكين ، والتي كانت من أولوياتهم في التخطيط لإنقلابهم المشؤوم ، ولازالوا لم تبرد حرقتهم منها ، فأعتقلوا مناضليها وجدي صالح وعبدالله سليمان تعسفياً وليس قانونياً .

والآن إذا نظرنا لخريطة هذه الكبسولة ومساراتها ، نجد أن الخطة المخابراتية ضد الثورة ، سائرة في ذات إتجاه التجميع لإنجاحها ، وسيعلن قريباً جمع كل هذه التكلات في تكتل واحد ، "متحدون ضد الثورة" ، وقطعاً لن يختاروا هذا الوصف ، وهو حقيقتهم العارية ، اسماً لهم ولكن حسب المتوقع إنتحال واحدة من المسميات البراقة ، التي يظنونها جاذبة ومدغدغة لأحلام الشعب السوداني ، كما أقحموا من قبل ، الديمقراطية في مسماهم الأخير ، فهم لا يعرفون ولا يعلمون ولا يتعظون ، أن شعب السودان ، قد كشف ، هذه القفزات الإسم/إثمية ، لأنها ظلت مجرد فقاعات سياسية ، وفرقعات إسلاموية ، بل قفزات فَزِعِة في المجهول لاغير ، من منظور شعب السودان .

الملاحظ والمؤكد أنه أصبح ومنذ إندلاع ثورة ديسمبر المجيدة ، أن مصير كل محاولات مخابرات الإخوة الأعداء ، بكل مؤامراتها ، وتكتيكاتها وتوجيهاتها فشلت في وقف هذا الإنفجار الزلزالي الجارف ، الذي حققه شعب السودان وجيله الراكب رأس ، والذي أصبح عصياً على كل مفتر ذميم ، وقد تجمعت كل خبرات تلك المخابرات طيلة أكثر من ستين عاماً ، في جمع العملاء والوكلاء والمنصاعين والنصابين والبصاصين ، في جبهة واحدة متحدة لهزيمة ثورة السودان ، وقد تجاهلت عن عمد من جهتي ، ذكر تسمية الإسلامويين مباشرة في خريطة هذا التجمع لسببين .
الأول : هم متوغلون ومنغرزون وموزعون داخل هذه الكُتْل ، إما بفعل الإنتماء أو آصرة التوادد القديم ، أو بفعل المصالح الذاتية للمنتمين الجدد .
الثاني : أما ما سيكون مفضوحاً وذكره علانية ، مسبباً لحرج أكثر وضوحاً للجهتين المعلومتين ، هو إنضمام كتلة نداء أهل السودان ، مجموعة التستر الإسلاموي ، لتنظيم الأخوان المسلمين ، الذي تحاربه تلك الجهات المخابراتية والتي تشاركه الحرج ، فهي في ربوعها تحاربه حرباً شعواء ، ولكنها تتركه يرتع عمداً وبسبق إصرار ، في ربوع السودان ، ليكون البديل ، في حالة فشل المخطط الأول والأساسي ، لذلك التجمع "متحدون ضد الثورة" ، بتكوينه الجديد ، الذي ينتظرون استلامه للسلطة يوماً ليس ببعيد .. وهم الحالمون ليس إلا ، لأنهم يعلمون ، أن تنظيم الأخوان المسلمون ، قادر على هدم ما تبقى من السودان الفضَّل ، وربما يدعمونه هو أيضاً من "تحت لتحت" ليساعدوه على سرعة الهدم ، حتى يسهل إحتلاله بالواضح الفاضح ، بعد أن يتم لهم تمزيق وحدة السودان ، وأذاقوه شر التمزيق والخير العميم للمزق .

أين ستكون الحرية والتغيير المجلس المركزي من هذا يا ترى ، وما هو موقعها من الإعراب في هذا المخطط ، وهي التي تبرعت لهم بهديتين غاليتين .
الأولى : بإمكانية وجودهم كمكونات ، وتغيير جلودهم ونجاحهم في وجود هذه التكتلات ، المتجمعة الآن في كتلة موحدون ضد الثورة ، وذلك من أساس تفريطها وغفلتها ، عمداً أو جهلاً حين حكومتيها ، الأولى والثانية في الفترة الانتقالية ، وجعلهم يتحركون بحريتهم ، بعد شراكتهم مع اللجنة الأمنية للنظام البائد ، واستسلامهم لمخططاتها التآمرية ، وخلوصهم إلى المآل المتوقع بالإنقلاب عليهم في 25 اكتوبر 2021 ، الذي نفذوه بواسطة البرهان وحميدتي ، الأول ليعيدهم للسلطة برئاسته والثاني لوصوله هو شخصياً لهذه السلطة لتكون برئاسته .
ثانياً : كما كانت هِبْتُها وهَدِيتُها المجانية لهم ، هو فتحها لباب التسويات السياسية ، التي سبقوها هم ، في استثمارها بشكل فاق جهدهم وتكتيكهم وأنتهازيتهم ، في هذا الإستثمار الذي حتماً سيخرجهم ، من المولد ملوص ولا حتى قزقزة حمصه ، وفي هذا الوضع المعقد الذي وضعت نفسها فيه ، فعلى الحرية والتغيير المجلس المركزي أن تختار ، بين الجنة أو النار ، بين الفشل التام والموت الزؤام ، أو النجاة بما تبقى لها من فرص نجاح شحيحة ، قبل التوقيع المرتقب ، بعد هنيهات من الزمن على نهايتها الدراماتيكية ، يساعدها في محاولة استعادة سمعتها المنهارة ، ووضع قدمها ومد يدها ليس خانعة أو مستجدية للثورة ، إذا ما راجعت مواقفها ولحقت نفسها ، قبل ضياع فرصتها الأخيرة ، وإلا أنها ستكون تحت كماشة يصعب النجاة من مخالبها فهي بين مطارق وسندانات ليست مفردة بل لكثرة مناوئها .
- بداية بحاصرها من بعض ممن هم معها وراكبي سرجها الواحد ، الرافضين للتسوية وهم داخلها .
-وسوف يداهنها في عاجله ثم يناوئها في لاحقه ، من أسمتهم بالإنتقاليين ، الذين سقطوا بسقوط النظام البائد ، وأصبحوا من الفلول ، وأبعدت عنهم فلوليتهم العالقة بهم ليوم الدين .
-كما سيتآمر عليها التكتل المخابراتي بمتحدون ضد الثورة ، كما فعل الفلوليين في انتقاليتها حتى أسقطوها بالإنقلاب العسكري عليها .
- كل ذلك وبعد ذلك ياحسرتها وخيبتها ، حيث تكون قد فقدت ظهيرها ، الذي تركته خلف ظهرها ، وهو الشارع السوداني وثورته المستمرة .

وهنا نتركها ومصيرها ، الحرية والتغيير . ولكنا نتساءل ، ماذا سيكون موقف المناضل طيلة عمره ، ياسر عرمان ، الذي أفنى زهرة شبابه ، مع معلمه الراحل جون قرن ، وسوياً ناضلا من أجل السودان الجديد ، هل يستسلم للهزيمة مرة أخرى بعد سقوط حلم الأول تحت سنابك الإنفصاليين ، والآن وهو مبلل وليس بغرقان ( يعني على البر) بتسويات المجلس المركزي ، وهو يرى بعينيه النجاح الفوقي والتحتي ، الذي تدعمه المخابرت بأنواعها لعودة السودان القديم بأشرس مما كان ، ولا زال هناك وقت للتراجع ، والبلل ملحوق "كعب الغرقان" . ويبقى حزب الأمة والمؤتمر السوداني والإتحادي الموحد ، ويبدو من ظاهر الأحوال والأقوال والأفعال ، أنهم مصممون على خوض المغامرة الفاشلة حتى نهايتها ، وبذلك سيُخرِجون أحزابهم ، من صف الثورة ، وليس جماهيرهم ، لأنها مع الجموع في قلب الثورة ، أما حزب البعث ، فقد برأ ذمته ، حتى الآن وأعلن رفضه للتسوية المشبوهة وربما نراه قريباً ، في صف الثورة ومع حلم شبابها وشاباتها ، في التغيير الجذري لسودان جديد ، ويركل مع القوى الثورية ولجان المقاومة الاشاوس ، إمعات الثورة المضادة من كل شاكلة ولون ، إلى مزابل التاريخ .
والثورة مستمرة والردة مستحيلة والنصر آتِِ لامحالة آتِ .

كبسولة :-
(الثورة وصراع الجندرة في إيران )
خلع الحجاب : قتلوا الشابة حين آمنوا أن خلع الحجاب حرام وتعني ثورة ضدها توجب القتل .
خلع العمامة : قتلوا الشاب حين آمنوا أن خلع عمامة الملالي حرام وتعني ثورة ضدها توجب القتل ،

omeralhiwaig441@gmail.com

 

آراء