التنافس الرئاسي بين الجلابة … بقلم: سارة عيسى
7 April, 2010
سوف يخوض الحزب الإتحادي الديمقراطي الإنتخابات ، وهو سوف يتقاسم بعض الدوائر بصورة ضمنية مع حزب المؤتمر الوطني ، أما حزب الأمة فقد لحق بالركب ، ويتعلل الصادق المهدي أن أكثر من 90% من مطالب حزبه قد أجيزت من قبل المفوضية ، ولم أرى المفوضية توافق على مطالب الزعيم بهذه النسبة التي ذكرتني بطيب الذكر يونس محمود ، بل رأيتها متشددة في موقفها بعد لقائها المبعوث الأمريكي ، فحزب الأمة أشبه بالمطلقة التي تريد الرجوع إلى عش الزوجية بأى وسيلة ، الإنتخابات لم تُؤجل ، ولا زال المشرح البشير يستخدم جهاز الدولة في الدعاية الإنتخابية ، أما جناحي الحركة الإسلامية من شعبي ومؤتمر وطني فهما منذ بداية السباق أعلنا المشاركة في الإنتخابات ، فلم يضعا ناخبهما في سلة القلق ، هذا التبدل في المواقف دعاني لقراءة ما كان يكتبه الدكتور منصور خالد عن الأحزاب الطائفية ، فعندما تبنى الصادق المهدي مشروع الصحوة الإسلامية ، وتبنى الحزب الإتحادي الجمهورية الإسلامية ، ذكر عالمنا الكبير الدكتور منصور خالد أن الجبهة الإسلامية نجحت في جر هذه الأحزاب إلى ملعبها ، فقد كانت الجبهة الإسلامية تتمنى أن تفك هذه الأحزاب تحالفها مع الحركة الشعبية ، ثم تنضم كرافد للمشروع الحضاري للأمة ، هذا الحلم قد تحقق الآن ، ومن المفارقات أن صناع المشروع الحضاري تحالفوا الآن مع الحركة الشعبية ضد هذه الأحزاب ، ونحن نعلم أن الحركة الشعبية أهدت المرشح البشير فوزاً لا يستحقه عندما أعلن السيد عرمان الإنسحاب ، لكن ليس علينا لوم الحركة الشعبية لأنها تصرفت بذكاء وأستغلت الوضع لبسط سيطرتها على الجنوب الغني بالنفط ، فالحركة الشعبية تعلم أن من صاغوا السجل الإنتخابي هم من حددوا نسبة فوز المرشح البشير ، هذا يعني أن هذه الإنتخابات تحصيل حاصل ، والنتيجة معروفاً سلفاً وهي 84% من أصوات الناخبين ذهبت إلى المرشح البشير ، إذاً لماذا قررت هذه الأحزاب المشاركة وقد كانت تتمنع في السابق ؟؟ من هنا يبرز دور المفوضية التي تشرف على هذه الطبخة ، فهي قادرة على توجيه الأصوات كما يشتهي حزب المؤتمر الوطني ، والصفقة كالتالي ، الرئاسة للبشير ، أما الولاة فهم من الأحزاب الوافدة ، فهذا أشبه بعملية التمثيل النسبي ، هذه الأحزاب سوف تدخل البرلمان بصيغة يحددها الحزب الحاكم ، ويكفي من هذه الإنتخابات أن المبعوث الأمريكي شهد بصحتها قبل أن يرتد طرفها ، فهي تسعى لتنصيب كرزاي سوداني يساعد في فصل الجنوب . وقد علمت أن بين مرشحي المؤتمر الوطني ، علي عثمان ، أحمد عبد الرحمن ، إبراهيم أحمد عمر ، غازي صلاح الدين ، من بين هؤلاء من هو في أرذل العمر وتفصل بينه وبين المنية آيام ، لكن حب السلطة هزمهم ، وما أعجبني في الإنتخابات العراقية أن من 300 نائب فقط 65 حافظوا على مقاعدهم ، ونحن بعد عشرون نستعيد تفس الوجوه والشخصيات .
هذا فيما يخص الإنتخابات السودانية ، فهي بدأت لتنتهي ومن حقنا أن نسأل من الغائب عن هذه الساحة ؟؟ أنهم المهمشون في الأرض ، أهل درافور وكردفان والبحر الأحمر ، هذه المناطق طالتها الإنقاذ بنقمتها ، كل حملات المرشحين خلت من تفعيل الدور الإنساني في دارفور ، حقوق المهجرين ، حرق الأراضي ، حقوق المغتصبات ، المحكمة الجنائية الدولية وتحقيق العدالة ، إذاً هو تنافس محدود بين جلابة اليوم ، والغرض هو الوصول إلى السلطة ، يتحدث /كمال حسن علي من مصر : أن 70% من أهل دارفور قد سجلوا أنفسهم للإنتخابات ، لكنه لم يذكر هل من بين هؤلاء المذكورين أهل المخيمات الذين ربما يشكلون أكثر من نصف السكان ، بعد غزو حركة العدل والمساوة لأمدرمان تحالف الصادق المهدي مع المؤتمر الوطني وطالب قوات الحزب بضرورة الحسم ، وكذلك فعل مولانا محمد عثمان الميرغني ، كان أبناء دارفور يتعرضون للقتل في أمدرمان ، وأملاكهم كانت تصادر ومحلاتهم تُنهب من قبل المحسوبين على الحزب الحاكم ، وكان تير بلانش الإنقاذ الطيب مصطفى يحرق بقلمه أهل دارفور ، شعب دارفور هو الخاسر الأكبر ، نحن شعب صنعنا ممالك مشهود لها في التاريخ ، نحن صنعنا الدولة والنظام الإجتماعي في السودان ، وها نحن شعب يصبح دعاية في وسائل الإعلام لعكس صورة البؤس والجوع والمرض ، يطوف رجال الإنقاذ عواصم العالم ، ويبيتون في فنادق الخمسة نجوم ، يشترون أجود ربطات العنق للتأنق أمام الفضائيات ، هذا بسبب مواطن دارفور الذي لا يجد " كشاشة " تظله من حر الهجير ، ملف أزمتنا يدور من ايديهم كالرحى ، قطبي المهدي ، مجذوب الخليفة ، النافع ، علي عثمان ، الغازي ، وأخيراً أمين حسن عمر ، هذا هو الشمال النيلي الذي يفاوضنا على أمننا وأعراضنا .
سارة عيسي
sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]