التهريج فى بيوت الله !
د. زهير السراج
13 May, 2022
13 May, 2022
مناظير الجمعة 13 مايو، 2022
manazzeer@yahoo.com
* كتبت كثيرا عن سوء استخدام مكبرات الصوت في المساجد (في غير رفع الآذان)، كإذاعة الصلوات والخطب والندوات إلخ ، خاصة فى المساجد التي يديرها مستجدو الدين الذين يعتقدون جهلاً أنهم يحببون الناس في الدين ويكسبون الأجر ومحبة الله برفع اصواتهم وازعاج الناس، بينما هم في حقيقة الأمر يكسبون إثماً، ويتسببون في بغض الناس لهم والنفور منهم، فهنالك من يكون مريضاً ويحتاج الى الراحة والنوم، وهنالك من يكون مشغولاً في أمر من أمور الدنيا، وليس مهيأ للاستماع الى القرآن والأحاديث والخطب الدينية أو مستعداً لذلك، ولقد أمرنا الله تعالى بالاستماع الى القرآن عند قراءته والانصات والطاعة، فكيف لمن كان مريضاً في حاجة الى الراحة، أو من كان مشغولاً في أمر من أمور الدنيا أن يستمع وينصت ويطيع، ولا شك ان من يرغمه على ذلك ينوء بالاثم بدلا عنه!
* والصلاة تحتاج الى السكينة والطمأنينة والخشوع، حتى تقر في النفس وتتحقق مقاصدها السامية، عكس ما يحدث عندما يرتفع صوت المكبرات العالية ويبدد الهدوء والخشوع، فضلاً على فرضها على من لا يكون مهيأ لها أو الذي يؤديها في مكان آخر، مسجداً كان او منزلاً أو مستشفى ...إلخ، ولقد أمرنا القرآن بعدم الجهر بالصلاة وعدم المخافتة بها كما جاء في الآية الكريمة (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها، وابتغ بين ذلك سبيلا)ـ الآية 110 سورة الاسراء ــ وهو ما يمكن ان يتحقق باستخدام مكبرات الصوت الداخلية التي لا يتعدى صوتها حدود المسجد والمصلين، وليس باستخدام مكبرات يتجاوز صوتها حدود المساجد بكثير وتخرم آذان الناس وتفرض عليهم الاستماع للصلاة والخطب الدينية والندوات التي يتعمد الجهلاء والمهووسون اذاعتها عبر الميكرفونات وهم يعتقدون انهم يرضون الله ويكسبون الأجر!
* كما دعا القرآن الى الهدوء والتضرع عند الدعاء: (وادعو ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) الآية 55 من سورة الاعراف، (وأذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال) الآية 205 من نفس السورة. وجاء في الآية 3 من سورة مريم: (و ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا)، وفى الحديث الشريف: " إنكم لا تدعون أصًما ولا غائبا"، وذلك حتى يحدث الاطمئنان والهدوء المطلوب ويحس الشخص بالراحة والطمأنينة والاقتراب من الله وهو يدعوه تضرعاً وخفية وخيفة بصوت خاشع ومنخفض، وليس بـ (رفع الصوت والصراخ والجعير والاعتداء على حقوق الغير)، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بالخشوع والهدوء في الصلاة والدعاء، فمن باب أولى أن ينسحب ذلك على الدروس والخطب الدينية، فلا تتعدى حدود الذين يمؤونها وفرضها على غيرهم!
* ومن الغريب أن بعض المساجد تذيع الصلوات والخطب الدينية بمكبرات الصوت بعد صلاة الفجر، ولا أدري لمن توجه هذه الصلوات والخطب، وما الهدف منها، كما ان بعض المساجد التي تقع بالقرب من المستشفيات لا تتورع عن ارتكاب هذا الفعل المنكر وكأنها تتعمد اقلاق راحة المرضى وزيادة معاناتهم!
* ومن المؤسف ان تتحول الكثير من المساجد الى منابر لممارسة التهريج والغث من الحديث، والعمل في غير ما أنشئت من أجله للتقرب الى الله ونشر الدين الحنيف، وأصبحت مكاناً للشتيمة والاساءة للناس والسخرية والإضحاك وغير ذلك من النماذج المزرية التي نراها في الكثير من المساجد التي صارت مقصداً للمتعطلين والمتبطلين والباحثين عن الاثارة والمتعة والاستماع للنكات البذيئة وفحش القول، مثل المسجد الذى يُهرِّج فيه المدعو (مصطفى عبدالقادر) وقام بتحويله الى مسرح موغل فى الفحش، بدلا عن القرآن والحديث والقول الحسن والهداية والاصلاح والرشاد، بدون أن تنصحه او تنبهه او تردعه أية جهة رسمية وكأن الدولة يسرها ويعجبها الشتائم واللغة الفاحشة والتهريج الذى يمارسه!
* لقد وصلتنى الكثير من الشكاوى، ولا تزال عن تلك الممارسات الغريبة عن الدين التى تدعو للفحش والفتنة بين الناس، وكثيرا ما ناشدت السلطات ممثلة فى وزارة الاوقاف وغيرها، لإيقافها ومنع الفحش والعبارات الفاحشة والنكات البذيئة والبصق فى وجوه الناس، وسن قانون ولوائح صارمة تقصر استخدام المساجد على الأغراض الدينية المعروفة فقط، وتمنع منعاً باتاً استخدام مكبرات الصوت خارج حدود المسجد الا عند رفع الآذان، كما فعلت عدة دول على رأسها حاضنة الحرمين الشريفين التي أصدرت قراراً في شهر مايو من العام الماضي يقصر استخدام مكبرات الصوت على رفع الآذان والإقامة، ويفرض عقوبات صارمة على كل من يخالف ذلك، ولقد حان الوقت لضبط مساجدنا وعودتها الى الله وإيقاف المهرجين والمهووسين عند حدهم، وحماية الناس من جهلهم وأذاهم!
manazzeer@yahoo.com
* كتبت كثيرا عن سوء استخدام مكبرات الصوت في المساجد (في غير رفع الآذان)، كإذاعة الصلوات والخطب والندوات إلخ ، خاصة فى المساجد التي يديرها مستجدو الدين الذين يعتقدون جهلاً أنهم يحببون الناس في الدين ويكسبون الأجر ومحبة الله برفع اصواتهم وازعاج الناس، بينما هم في حقيقة الأمر يكسبون إثماً، ويتسببون في بغض الناس لهم والنفور منهم، فهنالك من يكون مريضاً ويحتاج الى الراحة والنوم، وهنالك من يكون مشغولاً في أمر من أمور الدنيا، وليس مهيأ للاستماع الى القرآن والأحاديث والخطب الدينية أو مستعداً لذلك، ولقد أمرنا الله تعالى بالاستماع الى القرآن عند قراءته والانصات والطاعة، فكيف لمن كان مريضاً في حاجة الى الراحة، أو من كان مشغولاً في أمر من أمور الدنيا أن يستمع وينصت ويطيع، ولا شك ان من يرغمه على ذلك ينوء بالاثم بدلا عنه!
* والصلاة تحتاج الى السكينة والطمأنينة والخشوع، حتى تقر في النفس وتتحقق مقاصدها السامية، عكس ما يحدث عندما يرتفع صوت المكبرات العالية ويبدد الهدوء والخشوع، فضلاً على فرضها على من لا يكون مهيأ لها أو الذي يؤديها في مكان آخر، مسجداً كان او منزلاً أو مستشفى ...إلخ، ولقد أمرنا القرآن بعدم الجهر بالصلاة وعدم المخافتة بها كما جاء في الآية الكريمة (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها، وابتغ بين ذلك سبيلا)ـ الآية 110 سورة الاسراء ــ وهو ما يمكن ان يتحقق باستخدام مكبرات الصوت الداخلية التي لا يتعدى صوتها حدود المسجد والمصلين، وليس باستخدام مكبرات يتجاوز صوتها حدود المساجد بكثير وتخرم آذان الناس وتفرض عليهم الاستماع للصلاة والخطب الدينية والندوات التي يتعمد الجهلاء والمهووسون اذاعتها عبر الميكرفونات وهم يعتقدون انهم يرضون الله ويكسبون الأجر!
* كما دعا القرآن الى الهدوء والتضرع عند الدعاء: (وادعو ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) الآية 55 من سورة الاعراف، (وأذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال) الآية 205 من نفس السورة. وجاء في الآية 3 من سورة مريم: (و ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا)، وفى الحديث الشريف: " إنكم لا تدعون أصًما ولا غائبا"، وذلك حتى يحدث الاطمئنان والهدوء المطلوب ويحس الشخص بالراحة والطمأنينة والاقتراب من الله وهو يدعوه تضرعاً وخفية وخيفة بصوت خاشع ومنخفض، وليس بـ (رفع الصوت والصراخ والجعير والاعتداء على حقوق الغير)، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بالخشوع والهدوء في الصلاة والدعاء، فمن باب أولى أن ينسحب ذلك على الدروس والخطب الدينية، فلا تتعدى حدود الذين يمؤونها وفرضها على غيرهم!
* ومن الغريب أن بعض المساجد تذيع الصلوات والخطب الدينية بمكبرات الصوت بعد صلاة الفجر، ولا أدري لمن توجه هذه الصلوات والخطب، وما الهدف منها، كما ان بعض المساجد التي تقع بالقرب من المستشفيات لا تتورع عن ارتكاب هذا الفعل المنكر وكأنها تتعمد اقلاق راحة المرضى وزيادة معاناتهم!
* ومن المؤسف ان تتحول الكثير من المساجد الى منابر لممارسة التهريج والغث من الحديث، والعمل في غير ما أنشئت من أجله للتقرب الى الله ونشر الدين الحنيف، وأصبحت مكاناً للشتيمة والاساءة للناس والسخرية والإضحاك وغير ذلك من النماذج المزرية التي نراها في الكثير من المساجد التي صارت مقصداً للمتعطلين والمتبطلين والباحثين عن الاثارة والمتعة والاستماع للنكات البذيئة وفحش القول، مثل المسجد الذى يُهرِّج فيه المدعو (مصطفى عبدالقادر) وقام بتحويله الى مسرح موغل فى الفحش، بدلا عن القرآن والحديث والقول الحسن والهداية والاصلاح والرشاد، بدون أن تنصحه او تنبهه او تردعه أية جهة رسمية وكأن الدولة يسرها ويعجبها الشتائم واللغة الفاحشة والتهريج الذى يمارسه!
* لقد وصلتنى الكثير من الشكاوى، ولا تزال عن تلك الممارسات الغريبة عن الدين التى تدعو للفحش والفتنة بين الناس، وكثيرا ما ناشدت السلطات ممثلة فى وزارة الاوقاف وغيرها، لإيقافها ومنع الفحش والعبارات الفاحشة والنكات البذيئة والبصق فى وجوه الناس، وسن قانون ولوائح صارمة تقصر استخدام المساجد على الأغراض الدينية المعروفة فقط، وتمنع منعاً باتاً استخدام مكبرات الصوت خارج حدود المسجد الا عند رفع الآذان، كما فعلت عدة دول على رأسها حاضنة الحرمين الشريفين التي أصدرت قراراً في شهر مايو من العام الماضي يقصر استخدام مكبرات الصوت على رفع الآذان والإقامة، ويفرض عقوبات صارمة على كل من يخالف ذلك، ولقد حان الوقت لضبط مساجدنا وعودتها الى الله وإيقاف المهرجين والمهووسين عند حدهم، وحماية الناس من جهلهم وأذاهم!