الثائر ( على محمودحسنين ) في الدوحة (4)

 


 

 


Awatif124z@gmail.com
في اطار سلسلة (خواطر صحفي في المنفى) هذه هي الحلقة الرابعة  المتعلقة بزيارة المناضل ( على محمود حسنين) لدولة قطر ..وقد رمت حلقة ( الاتجاه المعاكس) بقناة الجزيرة التي استضافت هذا الثائر الصلب مع واحد من  دبابي الانقاذ المفلسين ( حاج ماجد سوار) رمت بحجر ضخم في بركة ظلت راكدة في أروقة هذه القناة المعروفة التوجه في ما يتعلق بالمعارضة السودانية  وحراكها المناهض للنظام والذي لم يتوقف يوما بشكل أو بآخر .
وبدورها كانت ندوة يوم 20 /1/2012 التي أقامتها (رابطة القانونيين  السودانيين في قطر) مستضيفة الأستاذ حسنين ( رئيس الجبهة الوطنية العريضة ) كانت فرصة ذهبية لسماع الاجابات على عدد من التساؤلات منها مثلا  : ماهي هذه  الجبهة ؟؟ ومارؤيتها لما يجري في السودان ؟ وحجم عضويتها؟  واذا ماكان لها  وجود داخل السودان ؟  فضلا عن العنوان الرئيسي للندوة والذي دار حول ( التطورات الدستورية والحلول)  والرجل أفضل من  يتحدث عنها وهو القانوني الضليع والمحامي الذي لا يشق له غبار .
كانت  ندوة محضورة وتفاعلية تقاسمها الضيف مع ضيوفه  بعد سرد  قانوني  مرتب منه واتاحة الفرصة لبعض المتداخلين والسائلين مما عكس أهمية الموضوع  وعلاقته بمرحلة مابعد الانقاذ بعد أن غابت كثير من مواد دستور سوداني حقيقي وديس عليها بنعلهم .. وقد أكدت أنا بدوري في مداخلتي أن  (تسونامي السوداني)  وليس ( الربيع العربي ) قادم لا محالة مهما كابر النظام وأنكروطغى وتجبر مشيرا الى أن ( تسونامي ) سيقوده  هذه المرة أهلنا المهمشون  وساكنو الأطراف  والمدن البعيدة وليس قاطنو العاصمة كما  كان يحدث في كل مرة منوها الى ان كل ثورات الربيع العربي التي نجحت والتي في طريقها بدأت أو اشتعلت أو انتقلت من خارج عواصم تلك الدول ( ليبيا / بنغازي وليس طرابلس) و( مصر / السويس وليس القاهرة) .. وكذلك الحال ( تونس / البوعزيزي وليس تونس العاصمة) ..أما في اليمن فقد كانت ( تعز) وليس (صنعاء ) وفي ( سوريا / حماة / وحمص وليس دمشق).. وهكذا سيكون الحال في السودان الذي نرى ان ذلك ( التسونامي ) يدق أبوابه بقوة وعنف  .. ولكن تظل مشكلة الانقاذ  أن لا أحد  من قادتها يدري من أي طرف او مدينة او حتى محلية سيأتيهم هذا  ( الزائر الغاضب ) والذي سيكون عماده الشباب نساءا ورجالا و بقطاعيه الطلابي والعمالي  مسنودين بكافة أهاليهم ممن أذاقتهم الانقاذ الأمرين وسامتهم سوء العذاب وأيضا المغبونين والمحرومين .. سيكون ( تسونامي ) جارفا  لن يترك في طريقه حتى هذه  الديناصورات ( الصادق والترابي والميرغني ونقد والبشير وكل من على شاكلتهم )  التي أصبحت عبئا لا يطاق ليس على السودان فحسب وانما على وجود هؤلاء الشباب المتطلعون  لمستقبل آمن وحضاري خال من كل هؤلاء الذين عطلوا عجلة  الحياة وحطموا تروسها منذ فجر الاستقلال .
ومن النقاط التي رصدها  قلمي من الندوة المذكورة  ودون ترتيب :
-هناك فساد ممنهج استشرى في كافة أوصال الدولة الانقاذية .. ومن أبرز عناوينه تلك المؤسسات التي لا  تخضع للمساءلة أ و المراجعة وعلى رأسها ( مؤسسة الرئاسة) والتي لا يوجد قانون  يمكنه مثلا أن يساءل الرئيس أو ايا من معاونيه ليس داخل هذه المؤسسة  فحسب وانما كافة أهل بيته و المحاسيب والأقرباء ومن يعيش مسؤولا أو متسولا من خيرات هذه المؤسسة المتورمة سرطانيا في جسد الاقتصاد السوداني المريض اصلا .
- كل ماجرى ويجري في دارفوروكذا في جنوب كردفان والنيل الازرق والعديد من مناطق النزاعات الأخرى الملتهبة الآن  في السودان هي ابادة جماعية بكل المقاييس ومفردات القانون الدولي وهذا هو سر تدخل محكمة الجنايات الدولية (لاهاي ) .
- انفصال الجنوب انما جاء نتيجة حتمية لممارسات الانقاذ الهمجية  والتشاكسات المستمرة والقائمة على العنصرية والكراهية لاخواننا الجنوبيين والتي كرسها  ما يسمى  (منبر السلام) البغيض مماعمق  الرغبة لدى هؤلاء الاخوة بضرورة  الانفصال وولد لديهم شعورا قويا باستحالة التعايش مع هؤلاء العنصريين  من أهل النظام ومشايعيهم .
- تدهور اقتصادي مريع وأبرز تجلياته الغلاء الطاحن وانهيار مشروع الجزيرة العملاق
والعديد من المصانع التي غربت  شمسها في نهارات الانقاذ المظلمة  .
- ترهل اداري مخيف جعل البلد  كلها ( مركز وولايات  ومعتمديات ومحليات ) عبارة  عن حكام و ما يترتب على ذلك من امتيازات كاملة  تستقطع قسرا من ميزانية الدولة  في بلد معظم أفراد شعبه جائعون .. وهم إما مشردون أو نازحون أ ولاجئؤون  .
والبقية في الحلقة القادمة (5) ان أمد الله  في الأيام  .
وأخيرا :
عشــــــنا  زمانم الكيزان
وشــــفنا ضياعم السودان
ضقنا الويل .. وسهرالليل
وزرنـا الدنيا بالأركان
وما لاقـينا أبـدا يــوم
فسـاد  شـفناهو  في السودان ..
دقون وابليس والشيطان 
مخازي تشـــيب الولدان
شـــعب جعان
ضـاق المرة والحرمان
وشفنا  كمان ...
عبـث  بالدين  والقرآن
وكيف يتـطاول البنـيان .

 

آراء