الثائر (علي محمود حسنين ) في الدوحة (2)

 


 

 



awatif124z@gmail.com
في هذا الجزء الثاني من (خواطر صحفي في المنفى) والذي يليه سأحاول – وبإيجاز شديد - تلخيص بعض النقاط / الخواطر المبعثرة التي رصدتها  عن زيارة المناضل الجسور ( علي محمود حسنين) رئيس الجبهة الوطنيةالعريضة لدولة  قطر(أكبر ممول ومستثمر وراعي لرجال الانقاذ ونظامهم غير الشرعي في السودان ) وهي الزيارة التي استغرفت ستة أيام(16-21/1/2012) دون أن تنقطع عنه زيارات الكثير  من السودانيين – على اختلاف تياراتهم وانتماءاتهم باستثناء منتسبي ومنتفعي المؤتمر الوطني بالطبع- وكان آخر المجموعات الزائرة للأستاذ هم شباب من حركات دارفور متواجدون حاليا بالدوحة ... مع ملاحظة أن بعضاممن يدعون أنهم معارضون-  ممن يمسكون العصا من الوسط أو هم مع الانقاذ حقا ولكن قلوبهم مع المعارضة -  زاروه إما ليلا متأخرا أو في أوقات غيرتلك الأوقات المعهودة للزيارة .. بل إن بعضا من هؤلاء إكتفوا بمشاهدته في برنامج ( الإتجاه المعاكس ) ولكنهم أشادوا به وبآدائه عبر الهاتف والاعتذار عن زيارته لأسباب مختلفة .. ومنهم من تفادى الزيارة في وجودنا مع الأستاذ حتى لا  نكتب عنهم أو  نذكرهم في حديث أو مقال فيفتضح أمرهم أمام أسيادهم وأولياء نعمتهم فينقطع  ( أكسيرالحياة ) عنهم !!!.. وهناك بعض من زملائي الصحفيين العاملين في الدوحة تجنب تماما حتى مجرد الظهور في حضرة هذا الثائر الرمز حتى لحظة مغادرته .. وهم ربما معذورون  في ذلك لأسباب نعلمها نحن وربما يعرفها  الكثيرون غيرنا .
وعلى ذكر الاعلام– لا سيما العاملين في قناة  الجزيرة مع كثرتهم - والزملاء الصحفيين العاملين في قطرعموما فهؤلاء سجلوا - في أغلبهم - غيابا تاما طيلة فترة وجود الأستاذ في الدوحة في حين كنا نراهم يتكالبون تكالب الذباب على قصعة في قمامة حينما يأتي أحد من قيادات المؤتمر الوطني الحاكم بأمره في الخرطوم ويعدون له البرامج ويقيمون له  الولائم الفاخرة ويتبارون في أخذ الصور التذكارية معه ونشر أخباره في الصحف حتى لوكان هذا الزائر (صحفيا جربوعا !!!).
ولكن رغم كل ذلك فهناك صحف قطرية أجرت حوارات خجولة مع الأستاذ .. بل أن أحد هذه الحوارات تمت عن طريق صحفيين غير سودانيين لا يفقهون شيئا عن السودان أكثر من اسمه مثل ذلك الحوار الذي كنت شاهدا عليه ووقفت بنفسي على هذه الحقيقة مما  جعل الأستاذ يسألني – بعدها - عما إذا كان بهذه  الجريدة تحديدا صحفييون سودانيون .. وقد أوضحت له بأنه  ليس هناك  صحيفة قطرية  تخلو من صحفي سوداني أو صحفيون سودانيون  بل أن بعضهم في مراكز قيادية  وفي أكثر من صحيفة .. ولكنا (نحن هنا في قطر!!).
و بالعودة لما قام به المناضل ( علي محمود حسنين) خلال زيارته عقب  انتهاء  برنامج قناة الجزيرة ( الجهة المضيفة) فقد كانت أياما حافلات بالعديد من الأنشطة أبرزها تلك  الندوة  الكبرى التي كنت قد ذكرتها في الحلقة الماضية والتي  كشفت  عن  متابعة الرجل الدقيقة لكل ما يجري على الساحة السياسية السودانية وآخر التطورات فيها بدءا بمذكرة الألف مجرم كما  أسماها .. مرورا بمشاترات الصادق المهدي مع علماء السلطان في الخرطوم وتكفيرهم له ومطالبتهم اياه  بالاستتابة بعد أن أصبح  - بين يوم وليلة – مفتيا .. وانعطافا على الاحتجاجات الطلابية واغلاق  جامعة  الخرطوم  وقضية أحبائنا المناصير.. ومسارات قضية دارفور والأوضاع في جنوب كردفان والنيل الارزق .. وليس وقفا عند الزواج الأسطوري لإبنة زعيم الجنجويد الملاحق للعدالة الدولية (موسى هلال) لصديقه  (إدريس ديبي ) الرئيس التشادي المزواج .. وهملجرا ( كما يقول أبوالكلام ..سيدي الامام).
وفي  الجزء القادم من ( خواطر صحفي في المنفى)  بمشيئة الله تعالى سألخص لكم سادتي أهم  النتائج التي إستطعت تدوينها خلال زيارة هذا الثائر الجسور والذي تحدث  لنا ونحن  نودعه وهو يستعد للمغادرة وقد كنا مجموعة .. و قال بالحرف الواحد : ( ان  مثلي وهو  في السبعين من  العمر كان من المفترض ان  يكون الآن جالسا على أريكته ومحاطا بزوجته وأبنائه وهو يلاعب أحفاده الذين يرى فيهم أحلام صباه الباكر .. ولكن مايجري في السودان كان فوق  كل ذلك .. فحرام لمن هو في مقامي – وبعد كل هذا  التاريخ في مقارعة الأنظمة الديكتاتورية وسنوات السجون والمنافي – ان  يلزم الصمت وبيته  دون أن  يحرك ساكنا ).. الأمر الذي أكبره فيه  الحضور جميعا واعتبروا أن الرجل يصرعلى تلك الحالة النضالية الدؤوبة حتى آخر لحظة من حياته .
أخيرا :
بلاد غربتنا زي ضلمة
دروب مكسية بالعتمة
وفـــاقدة الشــمعة أنـــوارا
وأنا المسكين مروح ليل
غصين شايلاهو موية نيل
وردة وذابــــلة  أزهارا
طفلة يتـــيمة تتـــــجارى
وسط  الحلة في  الحارة
أفتش وين  عيون أمي
متين ياخطايا تنجمي
وبعيد الليلة مــــشوارا .

خضرعطا المنان

 

آراء