الثورة أولاً .. والسلطة ثانياً.!

 


 

 

لا مخرج من الأزمة الراهنة سوى التمسك بمبادئي ثورة ديسمبر المجيدة التي أظهرت أجمل ما في بلدنا السودان مهد الحضارات الإنسانية ورائد الثورات السياسية والإجتماعية في محيطنا العربي والإفريقي.
الشاهد إنطلاق الثورة المهدية عام ١٨٨١م، التي وحدت شتات الشعب السوداني، ضد الإستعمار ووضعت أولى لبنات بناء الدولة،ثم تواصلت مسيرة النضال الوطني من أجل إستكمال خطوات البناء والتأسيس وفق مقتضيات العصر الحديث التي تمكن الشعب السوداني العيش بسلام في بلده الذي حباه الله بثروات لا عد ولا حصر لها فقط تحتاج لنظام سياسي مدني يحقق شعارات الثورة في الحرية والعدالة والسلام.
الآن تمر بلادنا بمنعطف خطير نتيجة إصرار الإنقلابيين التمسك بالسلطة على حساب المصلحة الوطنية التي تفرض إنهاء الإنقلاب المشؤوم، ووضع حد لحالة العبث والفوضى التي أسس لها النظام السابق الذي مارس سياسة التجهيل والتضليل وزراعة الأوهام في الأذهان بغرض بسط سيطرته وهيمنته على الدولة والمجتمع بلا وجه حق.
الأمر الذي عمق الأزمة، وعطل عجلة التنمية وإضعف دور الدولة، وحولها إلى دولة لا تعرف سوى مد اليد والتسول، الذي لا يليق بشعب بلاده تعتبر سلة غذاء العالم.
هذا الواقع البائس لن ينتهي إلا بغيرة وطنية على الوطن تتجسد في موقف وطني واضح وشامخ شموخ الجبال أساسه روح الثورة ودورسها وعبرها وتضحياتها الجسام التي قدمها الشعب السوداني من أجل سودان جديد، خالي من الإستبداد والفساد الذي أوصل الأمور مرحلة الإستجداء والعمالة التي يمارسها الإنقلابيون بكل وقاحة وفجور.!

ما يجري في بلادنا، ليس مقبولاً.
الشعب السوداني، شعب عزيز، وبلاده واعدة بالخير الوفير لها ولكل العالم، فقط في حاجة لوقفة وطنية شاملة، تنتصر لقيم الثورة أولاً.
ثم ثانياً تؤسس لسلطة تحقق شعارات الثورة في الحرية والعدالة والسلام.

لا حوار لا تفاوض لا شراكة
الثورة هي الخيار وهي الخلاص.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

 

آراء