الثورة الحقيقية يحملها الثوار رغم االصعاب
إختمرت فكرة الجبهة الوطنية العريضة منذ سنوات بعد أن إجتمع نفر من أبناء السودان المخلصين الذين تدارسوا فيما بينهم واقع السودان المؤلم الذى أوصلته الطغمة الحاكمة المتحكمة إلى وضع لايحسد عليه . فالسودان الذى كان فى الماضى مرسوم له أن يكون سلة غذاء منطقة الشرق الأوسط وإفريقية ، بات اليوم وعلى يد هؤلاء الذين إستولوا على السلطة بليل من أفقر دول العالم إلى درجة بات يستجدى فيها الغذاء من منظمات الإغاثة الدولية . أناس إنقلبوا على المواطن البرئ وأحالوا حياته جحيما .
أناس إكتنزوا المال فى البنوك الأجنبية بعد أن جمعوه من عرق البسطاء على شكل ضرائب وزكاة سرقوا أموال الشعب ولم يستحوا ، أناس ماخافوا الله ولاوضعوا إعتبارا لحق الوطن والمواطن . سرقوا بإسم الدين ونهبوا أموال اليتامى والمساكين بإسم الدين ، والدين منهم براء .أناس غرسوا الفتن بين أبناء الوطن حتى بات البعض يطالب بحق تقرير المصير للإستقلال عن الوطن الأم . قارب الوطن أن يتفتت من جراء أعمالهم وأفاعيلهم التى لم يسبقهم عليها أحد . فكان لابد من قيام كيان همه أن يعمل على خلاص الوطن والمواطن ، فقامت الجبهة الوطنية العريضة تلبية لنداء الشارع السودانى الذى يبحث عن الخلاص اليوم قبل الغد . فكان أن تجمع فتية قالوا لبيك ياوطن الجدود لبيك ، وكانت نقطة الإنطلاق من مؤتمر لندن التداولى الذى إنعقد فى الفترة مابين 22-24 أكتوبر 2010 . تجمعوا فى جبهة وطنية عريضة يتقدمهم المناضل الجسور على محمود حسنين . جبهة فاتحة ذراعيها لكل سودانى حر هدفها إقتلاع هذا النظام الفاسد والعمل من أجل مستقبل أفضل لهذا الجيل والأجيال القادمة .
التاريخ قد علمنا أن مشوارالنضال ليس بالمشوارالسهل ، والثورات ماقامت من أجل أن ينتفع منها صانعوها ، بل قامت من أجل الكادحين المغلوبين على أمرهم . قامت لنصرة الحق وإستعادة الحقوق المغتصبة . فهل يقدر على ذلك كل من يدعى الثورة ويلتحق بالثوار. بالطبع لا ، هناك أناس يتساقطون فى بداية الطريق وآخرين فى منتصفة ثم هناك من يسقط قبل خط النهاية ولكن يبقى الثائر الحقيقى إلى نهاية الطريق . ربما يفقد جزء من جسده ولكن تبقى الثورة حية فيه تلهب مشاعره وتدفعه إلى خط النهاية الذى يتحقق معه الحلم . وهنا فقط يحق لكل من شارك فى الأعمال البطولية أن يفرح من أجل فرح أولئك الذين قامت الثورة من أجلهم . عامة الشعب ، أولئك هم الأبطال الحقيقيون الذين دائما مايقفوا سندا وعونا حتى وإن كان ذلك فى الخفاء ، فما أكثر ما يقدمه هؤلاء
وبنكران ذات . وأولئك لاينسى الثوار فضلهم بل يسطر صنيعهم إلى يوم العرفان ، يوم النصر وإندحار الظلم والظالم .وعندما تخرج الجماهير إلى الشوارع والميادين فرحين بيوم النصر ، وتعم الزغاريد وأناشيد الفرح وتصدح الموسيقى وتتعانق الجماهير وهى موشحة بثياب الحرية والعزة ، تكون تلك هى اللحظة التى يركن فيها الثائر إلى ظل ليلتقط أنفاسه ويستعد لجولة أخرى يبدأ معها مرحلة إعادة بناء الأمة . وتلك مرحلة يعتبرها الثوار من أصعب المراحل التى تواجههم ، حيث عليهم واجب تحقيق حلم الحالمين
لقد قامت الجبهة الوطنية العريضة لتحقيق أمل الأمة السودانية بجميع مكوناتها . نعم تساقط البعض وهذا كان فى الحسبان ولكن القافلة تسير إلى أن يتحقق الهدف ويسقط حكم الطغاة . ربما تحزن الجبهة على فقد بعض من رفاق الدرب ولكنها لاتذرف الدموع طالما هناك من الثوار من سيحملون مسئولية تحقيق الهدف . الثورة عندما تنطلق ويقسم الأحرار فيها بأن لاعودة دون تحقيق الهدف لابد وأن تتناغم معها خفقات قلوب الأحرار من أبناء الوطن فى الداخل والخارج ومنهم وبهم تظل مشاعل الثورة تضئ الطريق إلى ساحات النصر . ومن هذا المنطلق أقسم ثوار الجبهة الوطنية العريضة أن لاتراجع إلى أن يتحقق الهدف ويسقط الخونة الذين إستولوا على السلطة بليل وظلوا طوال أكثر من عقدين يمتصون فيها دماء الأحرار ويجلدون الحرائر ويكنزون المال فى خارج البلاد تحسبا ليوم الإنتفاضة الكبرى التى ستدحرهم وتهدم عرشهم وتقضى على فلولهم أينما وجدوا . ذلك يوم القصاص .
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]