الجالية السودانية في تورنتو وسمك البلطي .. كتب: بدرالدين حسن علي
بدرالدين حسن علي
6 June, 2011
6 June, 2011
بروفيسور توماس توفيق في محاضرة قيمة عن عالم الأسماك :
كتب: بدرالدين حسن علي
بأسلوب شيق وطريف قدم بروفيسور توماس توفيق محاضرة قيمة بدار الجالية السودانية في أونتاريو –كندا استعرض خلالها عالم الأسماك العجيب الغريب والبكتريا التي تلاحقه خاصة سمك البلطي المعروف لدى السودانيين ، ولخص في إيجاز سريع تجربته الغنية مع عالم الأسماك في السودان وخارجه .
يقول بروفيسور توماس أن الأسماك لا تموت فجأة إلا إذا كان هناك سبب مباشر ، مثل وجود مواد سامة أو إنخفاض وإرتفاع مفاجيء في درجة حرارة الماء خارج نطاق تحملها ، إذ أنها من ذوات الدم البارد ، أي ليس لديها إمكانية التحكم في درجة حرارة أجسامها مثل ذوات الدم الحار .
ويضيف قائلا : أن الأسماك لا تبذل أي طاقة للمحافظة على درجة حرارة جسمها ، لأن درجة حرارة الدم والجسم مماثلة تقريبا لدرجة حرارة الماء ، أما في الظروف الطبيعية
فإن موت الأسماك لا بد أن تسبقه عوامل وأسباب تساعد الإصابة بالأمراض ثم الموت ، والأسماك كغيرها من الكائنات الحية الأخرى تتعرض للإصابة بالأمراض والأوبئة المعدية الموجودة في البيئة المائية ، وتشمل المسببات المعدية الأمراض البكتيرية والفطرية والفيروسية ، أما المسببات غير المعدية فتشمل أمراض النقص الغذائي والتلوث البيئي .
وشرح بروفيسور توماس في حديثه مواصفات بكتريا " أستروبتوكوكس إيني " موضحا ما هي البكتريا أو" الجراثيم " كما يسميها عامة الناس ، والتي إكتشفها العالم الفرنسي باست باعتبارها كائنات حية وحيدة الخلية قائلا أنها من أصل نباتي ورقيقة جدا ، أي مجهرية الحجم وترى فقط بواسطة الميكروسكوب ، وأنها تعيش في كل مكان تقريبا ، في الهواء والتربة والماء وحتى في أعماق البحار والمحيطات وتتغذى على ثاني اكسيد الكربون ولها أشكال حسب نوعها ، فمنها الكروي والأسطواني واللولبي والهدبي ، وقد تكون بمفردها أو في تجمعات مثل عقد أو سبحة ، وأنها لا تبيض ولا تلد ولكن تتكاثر بسرعة فائقة إما بالإنقسام أو البرعمة ، أي ينفصل من الجرثومة بعض أجزائها ، أما إذا ساءت الظروف البيئية حول هذه الجرثومة فإنها ترقد في سبات عميق عدة أعوام إلى أن تتهيأ لها الظروف المناسبة لتستأنف نشاطها .
ويقول بروفيسور توماس أن البكتيريا منها المفيد كالتي تعيش في أمعاء الإنسان والحيوان وتساعد في عملية الهضم ، أو تثبيت النتروجين في الغلاف الجوي وتخصيب التربة من خلال عيشها في النباتات البقولية كالفول والحمص أو معالجة المياه القذرة أو في صناعات دبغ الجلود والخل والجبنة والتبغ وإنتاج الأنسولين لمعالجة مرضى السكري والمضادات الحيوية لمعالجة الأمراض المعدية ، وأن كثير من أسماك البحار العميقة لها أعضاء مضيئة وما هي إلا بكتيريا مضيئة تعيش في أنسجة هذه الأسماك ، وأن البكتيريا فيها ما هو ضار للإنسان والكائنات الحية الأخرى ، إذ أنها تتسبب في أمراض السل والطاعون والجزام والكوليرا والسعال الديكي وغيرها ....
ويشرح توماس بكتيريا " إستبرتوكوكس إيني " قائلا أنها تسبب مخاطر جسيمة للأسماك والإنسان ، وقال أنه حتى عام 1995 كانت تعتبر قاصرة على إصابة الأسماك فقط ، وأن بعض الأطباء الكنديين إكتشفوا أن هذه الجرثومة يمكنها أن تنتقل للإنسان أيضا وتسبب أمراض وخيمة تؤدي إلى الموت .
وأوضح توماس أن الأسماك عندما تمر بظروف غير طبيعية نتيجة لتربيتها في أحواض أو نقلها بأعداد كبيرة ومكثفة فذلك يؤدي إلى إجهادها وضعف مقومتها مما يجعل بكتيريا " إستربتوكوكس إيني " الموجودة طبيعيا في مياه الأنهر وأحواض تربية الأسماك كيما تنشط وتصيب الأسماك خاصة سمك البلطي ، بل وتتسبب في موت أعداد كبيرة منها في فترة وجيزة ، وقال أنه ولحكمة يعلمها الله فإن طهي واكل الأسماك المصابة بهذه البكتيريا غير ضار بصحة الإنسان .
ثمشرح توماس عملية التعامل مع أحواض السمك وعبر عن أسفه في أن الأسس السليمة
في نقل الأسماك بين الأحواض لم تتبع مما ترتب عليه نفوق خمسة طن من البلطي في عام 2010 في نهر النيل الأبيض في السودان .
وختم بروفيسور توماس محاضرته بالتأكيد على أن أسماك البلطي من الفصائل شديدة التحمل للأمراض ، وأيضا تدني كمية الأكسجين المذاب في الماء ،إلا أنها مستهدفة دون باقي الفصائل الأخرى ببكتيريا " إستربتوكوكس إيني " .
بروفيسور توماس توفيق جورج هارون في سطور
• بعد تخرجه في كلية العلوم بجامعة الخرطوم عام 1966 التحق مباشرة بقسم أبحاث الأسماك والأحياء المائية التابعة لمصلحة الصيد ومصايد الأسماك بوزارة الثروة الحيوانية آنذاك .
• بين الفترة 1967 – 1968 كان مسؤولا عن أول مسح علمي لبحيرة النوبة .
• بعد ذلك قام بإجراء العديد من التجارب العامة في مجال تربية الأسماك بالشجرة خصوصا بعد تخصصه في هذا المجال عام 1973 .
• قام بإدخال فصائل أسماك الكارب العاشب والكارب العادي بنوعيه بالسودان عام 1975 ونجح في توليد الكارب العاشب صناعيا لأول مرة بإفريقيا ، واستعمالها للمكافحة البيولوجية المائية وقواقع البلهارسيا في قنوات مشروع الجزيرة من خلال مشروع النيل الأزرق الصحي ، والحصول على تمويل من البنك الدولي بمبلغ اثنين مليون دولار للنهوض بهذا المشروع .
• بين الفترة من 1975 – 1985 شغل وظيفة مدير مركز أبحاث الأسماك بعد إنضمام المركز لهيئة البحوث الزراعية آنذاك .
• ترقى عام 1985 لدرجة الأستاذية .
• كان خلال تلك الفترة مدير مشروع تربية الأسماك بالمياه العذبة بالشجرة والمشرف الفني لمشروع زراعة الأصداف بخليج دنقناب بالبحر الأحمر وذلك في إطار مشروع العون الكندي " IDRC " بمبلغ وقدره ربع مليون دولار .
• في عام 1990 منح المعاش الإختياري بناء على رغبته الشخصية واغترب بكندا
• في عام 1995 عمل من خلال جمعية أونتاريو لتربية الأسماك لرفع الحظر على تربية أسماك البلطي بكندا وكتابة أول أوراق عملية عن إمكانية زراعة وتربية البلطي بالطريقة المكثفة ومتابعة أول مزرعة تجارية بعد إدخال سمكة البلطي النيلي من بحيرة ناصر بجمهورية مصر العربية .
• عاد للسودان عام 2001 وشغل منصب مستشار وزير الثروة الحيوانية والسمكية لمدة عام .
• كان أول مدير لمدرسة علوم الأسماك بكلية التقانة الزراعية وعلوم الأسماك بجامعة النيلين من الفترة 2003 إلى 2006 وتخريج الدفعة الأولى .
• عاد مرة أخرى لمدرسة علوم الأسماك في 2009 وحتى الآن ليشغل وظيفة محاضر .
badreldin ali [badreldinali@hotmail.com]