الجانب الآخر من مواكب 30 يونيو .. أنياب الوحوش..!!

 


 

 

البرهان والإنقلاب مسؤولون أمام الله وامام العدالة الانسانية وأمام الضمير الوطني وأمام التاريخ عن إزهاق أرواح عشرة من الشباب الأبرياء ومعهم طفل برئ..! بعد أن تم حشد الدوشكات والبنادق سريعة الطلقات والمقذوفات الانشطارية والكيماوية ومناظير القنص وهم يعلمون أنها مواكب سلمية (مية في المية) ولكن ترك الانقلاب لحملة الأسلحة المجهولين يقررون مَنْ يقتلون وكيف وأين كما يشاءون.. وهم يترصدون الشباب المسالم بتعليمات أمن المخلوع وكتائب ظل شيخ علي ودفاع شعبي الإنقاذ ومليشيات الانقلاب والاخونجية..(ولا تسألني أين الشرطة القومية..؟)
قبل أيام من 30 يونيو خرج أحد هؤلاء في تسجيل على الفيديو وهو يتوّعد بقتل المتظاهرين السلميين بل بشرعية قتلهم..! ويدعو اصحابه الى اطلاق الرصاص عليهم بغير شفقة ويغير أن تاخذهم في الانقاذ ولجنة أمن المخلوع لومة لائم..! هل سأل أي أحد في جميع أجهزة الدولة النظامية والعدلية عن هذا المحرّض العلني الذي يدعو الى القتل الصريح..؟!
وكما أشرنا إلى عظمة مواكب 30 يونيو وسلميتها ونداءاتها المدنية وحسّها الوطني الرفيع وانسانيتها ودعوتها الحكيمة إلى الحرية والعدالة..نشير اليوم إلى الجانب الآخر من الصورة..!! جانب الخزي والعار الذي بدر من القتلة الذين يتربصون بالارواح ويقتلون الأنفس (بغير تابلت) وقد كان هؤلاء الجندرمة القتلة مطلقي الأيدي ليس في صحبتهم رجال من النيابة أوالقضاء لحماية ارواح المواطنين.. فليتبوأ القتلة مقاعدهم وستعلق برقابهم دماء الأبرياء هنا في الحياة الدنيا وإلى أبد الآبدين عند موازين الحق التي تمهل ولا تهمل..!!
قبل اسابيع قليلة احرق المتظاهرون باريس ودمروا اكبر موقع لملتقياتها الاجتماعية ولم يستطع رجال الشرطة والأمن الفرنسيس أن يصيبوا متظاهراً واحداً بكدمة أو (خرشه) في أصبعه الصغير..! وقد كان تظاهرهم عنيفاً بحق.. في حين أن مواكب ثوار ديسمبر كانت آية في السلمية وقد شهد لهم العالم جميعه بذلك (إلا البرهان فهو يقول إنهم مخربون..!)..وقد كان هذا هو شأن الشباب مع سلمية المواكب منذ بداية الثورة وفي أحلك حالات الغبن ومظاهر القسوة المُفرطة التي واجههم بها الانقلاب..وها هم قتلى الثوار السلميين منذ انقلاب البرهان يتجاوزون 113 شهيداً مع آلاف الجرحي والمصابين والمعتقلين..فهنيئاً لانقلاب للبرهان بهذا الانجاز القياسي الذي يهدف إلى تصحيح مسار الفترة الانتقالية..!!
بالامس خرج على شاشة قناة (البي بي سي) أحد داعمي الانقلاب ووالمؤيدين لاغتيال الثوار السلميين وهو (مدعوس) داخل بدلة وعلى عنقه الغليظ (كرافتة) ويمتطي في عيونه نظارة صقيلة بحوافي مُذهّبة..!! لم نعرفه..ولكن يبدو أنه سوداني من حيث الجنسية والرقم الوطني ولكنه ليس بسوداني من حيث الأخلاق والوجدان ومخافة العيب..!! قال في تبرير اغتيال أكثر من عشرة شهداء بينهم طفل (إن العنف كان متبادلاً) ولكنه لم يقل ما هي خسائر الجانب الآخر التي برّرت اطلاق الرصاص على الرؤوس والصدور..؟! هل هي كما جاء في شكوى البرهان لمجلس الامن أن الشباب (كسروا مراية) احد الموتسيكلات وأراقوا مياه حافظة مياة مثلجة..!
حول شكوى البرهان لشعبه في (أعتاب مجلس الأمن)..وهي شكوى هوائية تستند على فقاعات طائرة (من صابون الغسيل) قال الخبير العالمي (كاميرون هدسون) أن معلومات استخبارية دقيقة من كبرى مراصد الاستخبار العالمية رصدت في ذلك الوقت أن قوات الأمن التابعة للانقلاب زرعت عناصر مخرّبة وسط الثوار المسالمين وأن الثوار كانوا سلميين بدرجة %100..!! ولكن هل كان الثوار والشعب السوداني لا يعلمون بهذه الحقيقة..؟! هذه واقعة مفضوحة مثلها مثل قناصة الأسطح.. والأمر ليس سرا..!! وقد رأى الناس تبرير الأمنجي الإخواني صلاح قوش لمذبحة مماثلة عندما قال إن الثوار قتلتهم فتاة أخرجت من حقيبة يدها الصغيرة بندقية خرطوش بماسورتين..!!
سيأتي يوم (يرونه بعيداً) تنتصب فيه الموازين ويتحمّل فيه كل سافك دم حصاد جنايته وفق أحكام العدالة التي لا تجور...والمجد للشهداء..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء