بسم الله الرحمن الرحيم
تكرار عبقرية الثورة فى ازاحة حكم الاستبداد فى السوادان
تتطلع جموع السودانيين الوطنيين الشرفاء الصادقين الى ان ينبثق عن الجبهة العريضة للمعارضة، ومؤتمرها التاريخى المنعقد بلندن هذه الايام ان يخرج برؤى ملهمة و قرارات قوية تنقذ الوطن من الانزلاق الى الهاوية التي اوردته اياها حكومة الانقاذ، وان يكرر للمرة تلوى الاخرى عبقرية السودانيين في الحراك الثوري لادهاش العالم وتكرار ثورة الامام المهدي ، وثورة اكتوبر وثورة ابريل ؛ويؤكد للمرة تلو الاخرى توق السودانيين الى الحرية وبغضهم للظلم والاستبداد ونفورهم من جبروت الحكم وطغيان الحكام .
فحين تدلهم الخطب والملمات المحدقه بالوطن، نحيي الوطنيين الصادقين الذين تنادوا للنفره لنصره الوطن, نحيي هؤلاء النفر القائمين على امر مؤتمر لندن التاريخي، وعلى رأسهم المناضل الاستاذ علي محمود حسنين, نحييهم ونشكرهم على هذا الجهد الوطني الصادق وندعو لهم بالتوفيق في ان تكلل مساعيهم في انتشال الوطن من الجائحات التي احاطت به احاطة السوار بالمعصم. نفزع الى المولى الجليل القادر المقتدر ان يسدد خطاهم ويلهمهم سبيل الفلاح. نقول ذلك استنهاضا للهمم والطاقات لكي تنخرط في دعم هذا الجهد الوطني دونما تحفظات, وليلتف الناس حول الهدف الاعلى وهو ازاحة نظام الانقاذ لأنه اس البلاء, وليضع الناس خلافاتهم الحزبية جانبا في هذا المنعطف, فما معنى وجود الاحزاب ومشاكساتها اذا كانت النتيجة فقدان الوطن. فعلي أي شيء تصطرع وتتشاكس اذا فقد الوطن؟؟
نقول ذلك ايضا للغافلين والمغرر بهم من جماهير الشعب ومؤيدي الانقاذ وجموع الاسلاميين البسطاء الذين تستغلهم حكومة الانقاذ وقودا لاشعال الحروب والفتن بين أبناء الشعب الواحد, لا لغاية وطنية او حمية دينية, بل لأجل البقاء في الحكم, وإشباع شهوة الجاه والسلطان. لا بد ان يعرف الجميع, بما فيهم متنفذي الانقاذ وعامة قواعدهم, ان الوطن في خطر حقيقي, وان أحرار السودان سوف لن يقفوا مكتوفي الايدي يتفرجون على اضاعة الوطن, وأن الحرب القادمة لن تكون في الجنوب او دار فور بل سوف تكون بين احرار السودان وبين حلادي الشعب.
يجب ان يعي الجميع ان القوى الامبريالية والصهيونية والرأسمالية العالمية تسعى بكل ما اوتيت من وسائل لتمزيق السودان مزقا متنافرة لا تقوم لاي واحدة منها قائمة - دويلات ضعيفة متنافرة لا تقوى على البقاءunviable sates"", تمتص الشركات عابرة القارات مواردها. السودان هو احد اغنى بلدان العالم بثرواته, تسعى الرأسمالية العالمية لتمزيقه الى دويلات ضعيفة بحيث يسهل امتصاص موارده وتحويل شعوبه الى مستودع عريض للعمالة الرخيصة الفقيرة, لا تستفيد من ثروات بلادها وخيراتها, بل يتم امتصاصها الى الخارج, تاركة الشعوب السودانية ترزح تحت الفقر والجوع والجهل والتخلف. يمرر هذا المخطط عبر عملاء محليين متواطئين مع, وشركاء في نادي الاغنياء العالمي- هم القادة السياسيون الذين يديرون امر البلاد اليوم- اصبحوا من طبقة الرأسماليين العالمية بعد ان باعوا ارض الوطن ومشروع الجزيرة والبترول والذهب الى الشركات الرأسمالية, تاركين الشعب يتضور تحت وطأة الجوع والمسغبة, هم الذين يدفعون البلاد اليوم دفعا نحو التمزق والتفكك والزوال, منفذين بذلك خطط ومطامع حلفائهم الخارجيين.
يجب على كل وطني غيور, تهمه كرامته وكرامة وطنه ان ينهض ويوقف هذا العبث الجاري في البلاد. يجب تفويت الفرصة على الامبرياليين ومصاصى دماء الشعوب الذين يراهنون على تمزيق السودان, والاستئثار بثرواته دون اهله.
فليصطف السودانيون خلف الجبهة العريضة صفاً منيعا لإزاحة نظام الانقاذ الفاسد المفــسد وتفويت الفرصة على الامبريالة العالمية المتربصة بالوطن, وتلقينهم درساً في العبقرية السودانية التي ما فتئت تبهر العالم المرة تلو الاخرى عبر تاريخها العريق في ازالة نظم حكم الاستبداد والــــطغيــان.
د. أحمد حموده حامد
fadl8alla@yahoo.com
الخميس 21 اكتوبر 2010.