الجبهة العريضة وتطلعات الجماهير السودانية …. بقلم: د. احمد خير/ واشنطن
نعلم ان الأستاذ/ على محمود حسنين يشغل منصب نائب رئيس الحزب الإتحادى وأنه بتاريخه الطويل ومشاركاته النضالية من داخل وخارج الحزب قد اصبح من الأفراد القلائل الذين قد ملوا العمل من داخل تكوينات سياسية تعمل منفردة من اجل التغيير الذى لم يتحقق منه شيئا طوال العقدين ونيف الماضيين الشئ الذى أجج الروح النضالية لدى الأستاذ/ حسنين مما دفعه للنداء بتكوين جبهة عريضة من جميع الفئات السودانية التى تؤمن بالتغيير سواء كانت تلك الفئات من المنضويين لأحزاب على الساحة السياسية السودانية ممن هم بالداخل والخارج وأولئك الذين يقفون وراء متاريس اخرى ويرغبون ويعملون من اجل التغيير وهؤلاء بالملايين وبالطبع لهم من الأسباب التى دفعتهم للوقوف بعيدا عن تلك الأحزاب التقليدية التى تحتاج إلى إدخال بعض التعديلات فى نهجها بما يخدم متطلبات المرحلة . والأستاذ/ حسنين بمناداته لقيام جبهة عريضة لإسقاط النظام لايتوارى خلف لافتة الحزب الإتحادى الديمقراطى بل يعمل على تفعيل قوى جديدة من بينها جماهير الحزب الإتحادى الديمقراطى والقوى الوطنية الأخرى للعمل سويا فى بوتقة واحدة تحت لافتة الجبهة العريضة التى ستخرج بإسم جديد يتفق عليه خلال مؤتمر الجبهة العريضة المزمع إنعقاده فى لندن فى الفترة مابين 22-24 أكتوبر الجارى . وإن كنا قد إقترحنا مسمى " القوى الوطنية للتغيير"
كل ما نود الإشارة إليه هنا هو ان دعوة الأستاذ/ على محمود حسنين القائلة بتكوين جبهة عريضة ليس الغرض منها حشد جماهير الحزب الإتحادى فقط ، بل جبهة تضم كل القوى الوطنية المتفقة على أن نظام الخرطوم قد أصبح لايلبى مطالب الجماهير وبالتالى أصبحت المناداة بالتغيير مطلبا لكل من يخالف نظام الخرطوم من داخل وخارج الأحزاب التقليدية وغير التقليدية العاملة فى الساحة السياسية السودانية فى الداخل والخارج وبلا إستثناء . وهنا لايمكننا القول بأن السيد/ على محمود حسنين قد خرج أو أنه ينوى الخروج على الحزب الإتحادى ولكنه يعمل من أجل جبهة تضم الجميع وتطالب الجميع للإنضمام إليها بغض النظر عن خلفياتهم السياسية طالما ان لهم نفس التوجهات التى تقول بتغيير نظام الخرطوم وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان .
نسوق ما سبق فقط كمحاولة منا لتبديد مخاوف بعض الحادبين على مسيرة الحزب الإتحادى من الذين خرجوا مناديين الجموع للوقوف خلف الحزب لنقول لهم أنه بالرغم من تقديرنا لدعوتهم هذه نرى أنها لاتختلف عن ماينادى به الأستاذ/ حسنين ، لذا عليهم توحيد الصفوف ليعملوا مع العاملين لإنجاح مسعى الجبهة العريضة لتكون شاملة كاملة تحقق أمانى الشعب السودانى الذى بات يتململ على جمر سلطة لم تحسن معاملته ولاعرفت حق قدرهذا الشعب الأبى الصابر على مضض . ولا أخال ان الأستاذ/ حسنين قد عمد على أن تصب الجهود فى قالب أو منظومة الحزب الواحد ، وان الغرض الآساسى من المناداة بتكوين جبهة عريضة هو ان يكون فيها بر اح لكل الناشطين فى العمل السياسى بغض النظر عن إنتماءاتهم الحزبية طالما انهم سيعملون معا من اجل هدف واحد هو إقتلاع النظام القائم فى السودان ، والعمل على إحداث التغيير الذى يلبى متطلبات الجماهير المتعطشة للحرية والديمقراطية والعيش المشترك فى سودان واحد يضمن الحياة الكريمة لكل أبناء الوطن بدون تمييز على آساس دين أو عرق أو أية خلفية ثقافية . عليه ، نشيد بكل من تحمس لهذا الجسم السياسى الجديد الشامل الذى يعد ثورة فى العمل السياسى السودانى الذى سيحاول بقدر الإمكان توسيع مواعين العمل السياسى الذى هو من صميم إحتياجات المرحلة . تلك الثورة التى خرجت من رحم واقع السودان بحس جديد لطبيعة العمل السياسى السودانى المعارض الذى بلاشك قد خبر إخفاقات الماضى وإكتوى بنيران الحاضر وتفهم بعمق كل مايختلج فى نفوس السودانيين المتطلعين لشمس الحرية التى يحاول النظام حجبها بشتى الطرق فقط ليبقى على قمة السلطة حتى وان أدى ذلك إلى التفكك الجغرافى والديموغرافى المختبئ خلف ستار إستفتاء تقرير المصير فى يناير 2011 . ونحن على ثقة من أن تكاتف جهود جميع القوى الوطنية سيحقق طموحات هذا الشعب الأبى الصابر الصامد . وما أحوجنا اليوم أكثر من ذى قبل إلى تجميع الإمكانات وتوحيد الإرادات والصفوف لدفع هذا العمل الجاد الذى ينادى به الأستاذ/ على محمود حسنين والحادبين على مستقبل سوداننا الحبيب والذى بلاشك هو ماتتطلع إليه الجماهير المتعطشة للحرية والديمقراطية والعيش الكريم فى سودان فيه متسع للجميع .
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]