الجبهة الوطنية العريضة والقمة القادمة …. بقلم: د. احمد خير/ مصر
مؤتمر الجبهة الوطنية العريضة الذى تم إنعقاده فى لندن فى الفترة 22-24 أكتوبر المنصرم كان بحق لقاء القمة . وفى لقاء القمم يزداد التعلق بالأمل، عندما يتعانق أبناء الوطن الواحد وهم يحملون الوطن بين الضلوع . وكانت النتائج فوق التوقعات وأصبح الطريق لتحقيق الغاية ممهدا برغم العواصف التى تأتيه من هنا أو هناك .البعض يكتب لماذا الجبهة والآخر يتشكك فى مرامى الجبهة وبين هذا وذاك طرحت الجبهة برنامجها الذى لا يختلف عليه أحدا . فقط نود أن يطلع عليه الجميع كى يبقى الحوار فى إطاره العلمى الموضوعى ليعطى الجميع قوة الدفع المطلوبة لتحقيق هدف إزاحة النظام القائم الذى حقق كل مايضر بالمواطن السودانى ، أكان ذلك فى التعليم او الصحة أو لقمة العيش . لقد شهد المواطن السودانى المغلوب على أمره فظائع لم يعهدها من قبل . أصبح المواطن مع فجر كل صباح يخرج من بيته وكأنه ذاهب إلى حرب ضروس بين ذاته وذاته ! نعم أصبح المواطن فى حرب مع كل شئ من حوله ولم يتبقى له إلا أن يحارب ذاته لينتصر لها أو يموت دون ذلك .
لا لقمة عيش تسد رمقه ناهيك عن أطفال شاء لهم القدر أن يولدوا فى هذا الزمن النحس .وكما قال الشاعر جماع : ثم صاح القضاء كونى فكانت ...طينة البؤس شاعاراً مثالا . فكم طينة بؤس تحولت إلى طفل يمشى على قدمين وفى كل خطوة يلعن الزمن الردئ الذى ولد فيه؟! من يقول لذلك الطفل أن من يتولون أمر السلطة فى بلاده عجزوا عن توفير الطعام والتعليم والدواء له فبات عبئا على كل من حوله! أنظروا يا أبناء بلدى من حولكم لتروا الموت جهارا نهارا يحمله المواطن بين جفنيه ! الموت ظاهر فى عيون الأبرياء من أبناء وبنات بلدى . وكذا الشقاء . أنظروا إلى ماحولكم سترون العذاب فى كل منعرج : مشيناها خطا كتبت علينا .. ومن كتبت عليه خطا مشاها . وفى نفس الوقت تساءل أيها المواطن ، ماذا فعل لك الوطن وماذا أنت فاعل له ؟ ولن أدعوك لفلسفة جون كندى عندما قال : لاتسأل ماذا فعل الوطن لى بل إسأل ماذا أنا فاعل للوطن! هذا إذا كان المواطن يعيش كإنسان له أبسط الحقوق فيلتفت إلى الواجبات . ولكن أن يجرد المواطن من كل شئ كما فعلت معه السلطة فى يومنا هذا ، فهذا والله لابد وأن يحول المعادلة ويصبح ناتج ماقدمه للوطن معادلا لما قدمه الوطن له والنتيجة الحتمية هى الصفر !
لك الله ياهذا الذى تتعلق حدقات عينيه بقرص الشمس يبحث فيها عن أمل يأتيه فى يومه ذاك أو ربما بعد المغيب ، ويظل يبحث إلى أن يغيب هو فى زحمة الحياة أو يتلقفه الموت وكفه مرفوعة إلى أعلى فى محاولة ان تستنطق من أوصلة لتلك الحالة وتخمد الأنفاس ولا إجابة !
إلى ذلك المواطن وبه وله قامت الجبهة الوطنية العريضة تحمل معها أمل الخلاص ونقل المواطن من حالة إنعدام الوزن إلى براح الحرية والعدل والمساواة فى ظل ديمقراطية تحمى مصالحه وتعبد طريقه إلى دنيا الحياة الكريمة التى تليق بمقامه .
نعم الجبهة الوطنية العريضة قامت من أجل كل المواطنين وبدون إستثناء . هى لك أيها المواطن فمد يدك كى تصافح الآخر لتحملوا معا راية النصر الآتية عما قريب . راية يستظل تحتها كل مواطن بصرف النظر عن خلفية العرق والدين والثقافة حيث أن الجميع يستظلون بظل المواطنة الجامع الحامل للغد بما فيه من رفاهية تغسل كل ما علق بالمواطن طوال سنين النقمة التى مشاها مرغما فى ظل حكم جائر .
ان الجبهة الوطنية العريضة تدعو جميع المواطتين ليلتفوا حولها ليتحقق للجميع مايتطلعون إلية . والآن تشهد الساحة فى الداخل تجمعات فى جميع أنحاء البلاد لفروع الجبهة الوطنية العريضة وما عليك أخى المواطن وأختى المواطنة إلا الإنضمام إلى فروع الجبهة الوطنية العريضة فى المنطقة التى تتواجدون فيها لتعملوا معا من أجل غد مشرق فى لقاء قمة أخرى بعد أن يزول النظام وآثار العدوان . وليهتف الجميع لا للتضليل بإسم الدين ، لا للظلم ، ولا للطغاة ، ويحيا الوطن .
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]