الجسر الجوي بين الخرطوم، كراتشي، أنجمينا- والجسر المقطوع مع طوكر وشندي
هذه من غرائب السياسة السودانية ، بينما تعاني مدن سودانية مثل كوستي ، طوكر ، شندي ، من خطر السيول والأمطار ، حيث تنهار المباني فوق رؤوس ساكنيها ، وأسر وعائلات مشردة في العراء ، وقد رُصدت العديد من الوفيات ، وقد لا يزور السيد رئيس الجمهورية هذه المناطق المنكوبة بحكم أن كل زياراته تحولت لدول الجوار حيث يستطيع توجيه الرسائل للمحقق الدولي أوكامبو ، إذاً الرئيس البشير مثل غيره يبحث عن مجده الشخص وبحث أي وسيلة لمجاهرة المحكمة الدولية العداء ، لكن هذا لم يمنع نائبه الثاني من إرسال طائرات الإغاثة والمعونات لباكستان ، بل أن صحافة الإنقاذ أطلقت على هذه الخطوة عملية الجسر الجوي كنوع من التضخيم الإعلامي ، آلاف الأميال بين الخرطوم وكراتشي ، إذاً أن بكاء الغندور ليس مسرحية سيئة الإخراج ، فكيف يُعقل أن يكون طبيب صيدلاني وبروفيسور هو رئيس إتحاد العمال ؟؟ أليس هذا يُذكرنا بإيلينا شاوسيسكو في رومانيا عندما كانت رئيسة للجنة العلوم والإختراعات ، فمن يبكي على الوحدة لا يفرح للإنفصال ، لكن كيف تحدث الوحدة ونحن نعجز عن إغاثة المنكوبين في شندي وطوكر بينما نمد يد المساعدة والعون لإقليم وزيرستان في أقصى بقاع الدنيا ، ليس على القائد باقان أموم أو غيره من قادة الحركة الشعبية وصف المواطن الجنوبي في السودان الشمالي بأنه مواطن من الدرجة الثانية ، لأن مدينة شندي والتي تُعتبر الآن " تكريت " الإنقاذ غرقت في الوحل والطين ، ولا حظ لها في هذا الجسر الجوي الذي يهرب من السودان وهو يقصد وسط أسيا ، بل حتى الجسر القريب كان بين أنجمينا والخرطوم ، فحزب المؤتمر الوطني يتغزل الآن في الرئيس التشادي إدريس دبي ويصفونه بكل ما تحمله اللغة من جيد الأوصاف ، صحيح أن السياسة هي فن الممكن ، وعدو الأمس يُمكن أن يكون صديق اليوم ، والعكس هو الصحيح ، ولكن لماذا لا تصادق الإنقاذ أهل السودان في شندي وطوكر وجبال النوبة ودارفور ؟؟ ، ولماذا لا يهتم قادتها بمشاكل الداخل مثلما يفعل بقية الرؤوساء في العالم ، أتذكر أن رئيسة الفلبين قامت في عام 2003 بسحب قواتها من العراق بسبب مواطن فلبيني أحتجزته بعض المجموعات العراقية وهددت بقتله إن لم تسحب الفلبين قواتها العسكرية من العراق .
لكن هناك حلول لأزمات السودان العميقة ، مثل محاربة الشيشة والتدخين ، وتشجيع زواج المتعة والوناسة لحل أزمة التحلل الإجتماعي ، فتح وسائل الإعلام لمجموعة عبد الحي يوسف ..أليس هو القائل أن الرئيس البشير هو نعمة خص الله بها أهل السودان دون سواهم من الشعوب العالم ؟؟ ، فلتكن هجرتنا للدار الآخرة هي راحة لنا من مطالبة الإنقاذ بتوفير الدواء والخبز وبناء الحواجز لصد هجمات المياه ، بعدها سوف يتم الهجوم على الصحون اللاقطة كما يفعل نظرائهم في وزيرستان والصومال ، جلد النساء ، مهاجمة الحفلات الموسيقية ، رويداً رويداً سوف يبنون الدولة الطالبانية ، والمؤسف أن والي الخرطوم الحالي الذي يتبنى هذا الإتجاه ، بدأ حملته الإنتخابية بأوبريت قدمه خمسة وعشرون فناناً وواعداً ، وقتها لم يتبرم أو يرفض السماع لمزمار الشيطان لكن كما هو معروف ، الطريق إلى جهنم محفوف بالنوايا الحسنة .
سارة عيسي
sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]