الجماعة نعنشوا..!!
زاهر بخيت الفكي
20 April, 2022
20 April, 2022
بلا أقنعة -
جاء في الأخبار أنّ بعض الكيانات والأحزاب الإسلامية السودانية وقّعت على اعلانِ لتأسيس تيار إسلامي عريض، وجرى التوقيع بُمشاركةِ دكتور أمين حسن عمر، القيادي في حزب المؤتمر الوطني، ومجموعة من قادةِ الإسلاميين، وتم الاتفاق فيما بينهم على التنسيقِ للاندماجِ الكامل (لاحقا) لكل التيارات الإسلامية، لتحقيق شعار الحاكمية لله، والهدف الأول من الاعلان حسب حديث أمين حسن عمر هو نهضة البلد بالدين، والوقوف في وجهِ الحملة المنسّقة ضد الحركة الإسلامية، وانتهى حديثه بالتحذيرِ من الاستعجالِ في هذه الخطوات التي قد تنتهي بارتكابِ أخطاء كارثية تؤدي إلى تفتيت الوحدة المؤمل فيها.
بالوقوفِ على الجُملة الأخيرة في حديثِ أمين والتي حذّر فيها من استعجالِ الخطوات، نرى بأنّ الرجُل قد قرأ ما يدور بالضبطِ في أذهان رفاقه، وما حدث من أخطاءٍ قاتلة في عقود الحُكم والتي آلت فيها السلطة إلى الحركة الإسلامية، كان بسبب الاستعجال على التمكين وعلى اللهث وراء المكاسِب المادية، والتي حدثتمونا عن زُهدِكم فيها كحُكام (لا لدنيا قد عملنا)، والاستعجال والاقبال على مباهِج السُلطة أفشل مشروعكم الحضاري (الرسالي) الذي طرحتموه في البدايات (كُل شئ لله)، واتخذتموه فقط كمطية للوصول به للناس واستقطابهم لخدمة النظام، ولقد نجحتُم في ذلك نجاحاً كبيرا، واستطاع النظام أن يبني بهذهِ الشعارات قواعد ضخمة، مكّنه من الاستمرارِ في الحُكم لفترة طويلة، وعجزتُم فيها من انزال تلك الشعارات البرّاقة إلى أرضِ الواقع، ولم يعُد لها من أثر.
هي لله لا للسُلطة ولا للجاه، وغالب ما فعلتموه لم يكُن لله بالشهاداتِ الموثقة صوت وصورة لرفاقك في الفيديوهات المسربة التي بثتها قناة العربية بعد الثورة، والتي اعترفتُم فيها بفظائعٍ عظيمة ارتكبتموها بسببِ السُلطة، وحديث على عثمان الموثق بأنّكم قتلتُم في يومٍ واحد ثمانية وعشرون ضابطاً لأجل السُلطة، والسلطة والجاه في زمانِكم فعلتُما بها في السودان يا أمين ما لم تفعله العهود الاستعمارية في السودان، وذاكرة المواطن السوداني يا أخي ليست بالضعيفة حتى تُنسى، فعن أي نهضة تتحدث بالله عليك، وبالعودة للاستعجال يقيني بانّ الأشواق للسلطة هي الدافِع الرئيس للتقارب والاندماج المطروح في برنامجكم الذي اعلنتموه، وكأنكم نسيتم تدافُع الناس بالأمسِ القريب، وتعرضُهم للضرب والتنكيل والقتل في سبيل ازاحتكم من سلطةٍ سخرتموها في ما لا علاقة له بنهضة السودان.
تريّثوا قليلا فلا تدفعكم (النعوّشة) والنعوّشة من الانتعاشِ حسب ما ورد في حديث حميدتي عنكم إلى الافراطِ في حُلم العودة بأي مطيةٍ أخرى، فالصعود بأدواتِ الماضي لن يكون، والدخول بنفسِ الأبواب القديمة التي دخلتُم بها لن يوصلكُم إلى تحقيق أهدافِكم، فالفجوةِ عميقة، وهُوة الجفوة بينكم والمواطن كبيرة تحتاج في تجسيرها إلى جهودٍ حقيقية وتنازلات واعتذارات وليته يقبل ويرضى.
وكان الله في عون البلاد وأهلها..
الجريدة
جاء في الأخبار أنّ بعض الكيانات والأحزاب الإسلامية السودانية وقّعت على اعلانِ لتأسيس تيار إسلامي عريض، وجرى التوقيع بُمشاركةِ دكتور أمين حسن عمر، القيادي في حزب المؤتمر الوطني، ومجموعة من قادةِ الإسلاميين، وتم الاتفاق فيما بينهم على التنسيقِ للاندماجِ الكامل (لاحقا) لكل التيارات الإسلامية، لتحقيق شعار الحاكمية لله، والهدف الأول من الاعلان حسب حديث أمين حسن عمر هو نهضة البلد بالدين، والوقوف في وجهِ الحملة المنسّقة ضد الحركة الإسلامية، وانتهى حديثه بالتحذيرِ من الاستعجالِ في هذه الخطوات التي قد تنتهي بارتكابِ أخطاء كارثية تؤدي إلى تفتيت الوحدة المؤمل فيها.
بالوقوفِ على الجُملة الأخيرة في حديثِ أمين والتي حذّر فيها من استعجالِ الخطوات، نرى بأنّ الرجُل قد قرأ ما يدور بالضبطِ في أذهان رفاقه، وما حدث من أخطاءٍ قاتلة في عقود الحُكم والتي آلت فيها السلطة إلى الحركة الإسلامية، كان بسبب الاستعجال على التمكين وعلى اللهث وراء المكاسِب المادية، والتي حدثتمونا عن زُهدِكم فيها كحُكام (لا لدنيا قد عملنا)، والاستعجال والاقبال على مباهِج السُلطة أفشل مشروعكم الحضاري (الرسالي) الذي طرحتموه في البدايات (كُل شئ لله)، واتخذتموه فقط كمطية للوصول به للناس واستقطابهم لخدمة النظام، ولقد نجحتُم في ذلك نجاحاً كبيرا، واستطاع النظام أن يبني بهذهِ الشعارات قواعد ضخمة، مكّنه من الاستمرارِ في الحُكم لفترة طويلة، وعجزتُم فيها من انزال تلك الشعارات البرّاقة إلى أرضِ الواقع، ولم يعُد لها من أثر.
هي لله لا للسُلطة ولا للجاه، وغالب ما فعلتموه لم يكُن لله بالشهاداتِ الموثقة صوت وصورة لرفاقك في الفيديوهات المسربة التي بثتها قناة العربية بعد الثورة، والتي اعترفتُم فيها بفظائعٍ عظيمة ارتكبتموها بسببِ السُلطة، وحديث على عثمان الموثق بأنّكم قتلتُم في يومٍ واحد ثمانية وعشرون ضابطاً لأجل السُلطة، والسلطة والجاه في زمانِكم فعلتُما بها في السودان يا أمين ما لم تفعله العهود الاستعمارية في السودان، وذاكرة المواطن السوداني يا أخي ليست بالضعيفة حتى تُنسى، فعن أي نهضة تتحدث بالله عليك، وبالعودة للاستعجال يقيني بانّ الأشواق للسلطة هي الدافِع الرئيس للتقارب والاندماج المطروح في برنامجكم الذي اعلنتموه، وكأنكم نسيتم تدافُع الناس بالأمسِ القريب، وتعرضُهم للضرب والتنكيل والقتل في سبيل ازاحتكم من سلطةٍ سخرتموها في ما لا علاقة له بنهضة السودان.
تريّثوا قليلا فلا تدفعكم (النعوّشة) والنعوّشة من الانتعاشِ حسب ما ورد في حديث حميدتي عنكم إلى الافراطِ في حُلم العودة بأي مطيةٍ أخرى، فالصعود بأدواتِ الماضي لن يكون، والدخول بنفسِ الأبواب القديمة التي دخلتُم بها لن يوصلكُم إلى تحقيق أهدافِكم، فالفجوةِ عميقة، وهُوة الجفوة بينكم والمواطن كبيرة تحتاج في تجسيرها إلى جهودٍ حقيقية وتنازلات واعتذارات وليته يقبل ويرضى.
وكان الله في عون البلاد وأهلها..
الجريدة