صورة نادرة ومناسبة نادرة أيام العصر الذهبى !

 


 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
(رب اشرح لى صدرى ويسرلى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
كنت إحتفظ بكثير من الصور التى جمعتنى مع مشاهير أهل السياسه والفكر والثقافه فى عالم الصحافه ومن ضمنها صورتى مع الراحل المقيم الأستاذ بدر الدين مدثر ونحن فى باريس قدمت لى المدام صورة جمعتنى باللواء عثمان عبدالله وزير الدفاع فى حكومة الإنتفاضه فى حوار مثير أجريته معه فى مكتبه بالسوق العربى وحاورته فى عدة محاور خطيرة منها تشبيهه بالزعيم جمال عبد الناصر وإتهامه بأنه ملياردير الجيش السودانى بإعتباره تاجر سلاح وطبعا هذه ليست صحيحه لأنه عندما كان يعمل فى الأمارات ربما كلف بشراء أسلحة للجيش الأماراتى من خلال خبرته العسكريه لكن ما أريد قوله أن عثمان عبد الله محمد عسكرى محترف ذكى دهى عبقرى موقفه يختلف من موقف المشير عبد الرحمن سوار الذهب الذى بايع نميرى وفى أخر لحظه كان مع الرئيس نميرى حتى جاء إليه هؤلاء الضباط برئاسة العميد يومها عثمان عبد الله محمد بأمر من رئيس الضباط الأحرار وطلبوا منه الإنحياز للشعب السودانى وللمظاهرات التى عمت شوارع الخرطوم إعتذر بحجة أن فى رقبته بيعه للرئيس نميرى لا يستطيع التحلل منها لهذا جاءوا إليه بفتوى أن يصوم ثلاث أيام لكى يتحلل من بيعة الرئيس نميرى وبالفعل صام المشير سوار الذهب ثلاث أيام وصار رئيسا للمجلس العسكرى وتطرق حوارى مع اللواء عثمان عبد الله محمد وزير الدفاع الأسبق إلى حقيقة تنظيم الضباط الأحرار ودور السى أى أيه يومذاك وغيره من الأسئلة الهامة وكانت هى مناسبة هذه الصورة النادرة.
أما الصورة التى جمعتنى بالحبيب الراحل المقيم بدر الدين مدثر تركتها فى الخرطوم ولكنى إستعرض هنا مناسبتها .
جمعتنى هذه الصوره النادره بالراحل المقيم المحامى الأستاذ / بدر الدين مدثر زعيم حزب البعث السودانى أيام العصر الذهبى فى زمان الديمقراطية الثانية بقيادة الإمام الصادق المهدى رئيس الوزراء الشرعى قبل أن يطيح به إنقلاب الغرابيب السود إنقلاب الدكتور حسن الترابى الذى نال الدكتوراه من بلد يتنفس الديمقراطيه ملأ رئتيه نالها من السوربون فجاء يردد الديمقراطية سنة الأنبياء لكنه أبى إلا أن يتأمر عليها لصالح العسكر الأغبياء .
ومناسبة الصورة هى أننى أجريت حوارا صحفيا مثيرا وشهيرا مع الأستاذ بدر الدين مدثر رحمة الله عليه نشرته صحيفة الأسبوع بالتزامن مع صحيفة البعث ومجلة الدستور اللندنية ، وقد تناولنا يومها أخطر القضايا حزب البعث وشعاراته وعلاقة بدرالدين مدثر بالإتحاد الإشتراكى كما يروجها خصومه خاصة ما دفعنى لأجراء الحوار هو دور حزب البعث فى إسقاط مايو يومها كنت معجبا بالنشاط السياسى الخطير لحزب البعث ضد نظام مايو وقد إمتلأت جدران منازل العاصمة المثلثة بالشعارات المناهضة لنظام جعفر نميرى كما تطرقنا فى الحوار لدور صدام حسين فى أنه هو البادئ فى أعلان حربه على إيران إضافة إلى عدة قضايا محلية ودولية .
وعقب نشر الحوار أهدانى الزعيم المحامى بدر الدين مدثر عدة كتب ، ومعها قلم ذهبى ، وعلق قائلا :
هذا القلم الذهبى هدية وليست رشوة قلت له يا أستاذ :
لو أردت أن ترشينى ما تدفع لى من ملايين الدينارات العراقية التى فى جيبك قال لى : معقول يا أستاذ مجمر جيبى يشيل ملايين ؟ قلت ليه : طيب حقائبك وضحكنا سويا .
وما لم أكن أعرفه سرا لم أعلم به إلا فى المحكمه عندما إشتكانى هاشم صديق إلى المحكمة مطالبا بمبلغ كبير جدا لا أذكره نتيجة حوار أنكره سبق أن أجريته معه لكتابى مشاوير فى عقول المشاهير ضمن أشهر نجوم المسرح يومها الأستاذه تحيه زروق الأستاذه هاديه طلسم الأستاذ عوض صديق الأستاذ الهادى صديق وغيرهم ممن نسيت أسمائهم فلهم العتبى حتى يرضوا .
جاء الزميل الأستاذ أحمد البلال الطيب وقدم شهادته بصفته رئيسا للتحرير ، وقال : أشهد أن عثمان المجمر صحفى موهوب لأننا فى صحيفة الأسبوع رفعنا دعوى قضائيه ضد بدر الدين مدثر رئيس حزب البعث كما رفع بدر الدين مدثر دعوى قضائيه ضدنا فكان هذا الحوار الذى أجراه عثمان المجمر سببا فى شطب البلاغين بلاغنا ضد الأساذ بدرالدين وبلاغ الأستاذ بدر الدين ضدنا .
وفى الحقيقة الأستاذ بدر الدين عندما جئت أحاوره رفض فى البدايه بحجة أن الأستاذ الراحل المقيم حسن ساتى رئيس تحرير الأيام يومها فى أواخر أيام مايو أرسل له صحفيا مكث معه 4 ساعات ولم ينشر الحوار وقلت له : أنا صحفى مستقل ولهذا الأساس عملت معهم فى الأسبوع لأن أحمد البلال أقنعنى بأن الأسبوع مستقله وهو شخصيا لا علاقة له بالجبهة الإسلامية كما أن هنالك شخصيات وكتاب من كل ألوان الطيف السياسى بلا إستثناء يكتبون فى الأسبوع وهذا ما أقنعنى للعمل معهم وأبرزت للأستاذ / بدرالدين إستقالتى التى هى فى جيبى فى حالة رفضهم لنشر الحوار سأستقيل على طول وبالفعل رفض الزميل محى الدين تيتاوى نشر الحوار وسلمت إستقالتى للزميل أحمد البلال الذى رفضها ومزقها فورا وقام بنشر الحوار القنبلة الذى أثار ضجة كبرى وعلق عليه الكثيرون بعدة حلقات صحفيه اشهرها دكتور يوسف بشاره الذى أشاد بها وقد كان مستشارا للرئيس نميرى ودرس فى الإتحاد السوفيتى وزوجته روسيه وفى أيام الديمقراطيه الثانيه فتح عيادته فى بحرى وكنت أزوره فيها وهو الذى عرفنى بالراحل المقيم الفريق توفيق أبو كدوك صديقه الذى كان يزوره أيضا فى عيادته والله أيام يا زمان .
ألا ليت أيام الصبا جديد ** ودهر تولى يابثينه يعود
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
رئيس منظمة ( لا للإرهاب الأوربية ) فرنسا

elmugamarosman@gmail.com

 

آراء