الحاج وراق… مفكر أم ديماغوجي؟!

 


 

 

المقارنة التي عقدها الأستاذ الحاج وراق في لقائه ولا أقول محاضرته في منتدى (قضايا الراهن السياسي) الذي استضافه فيه حزب المؤتمر السوداني أخذت الكثير من جوهر الفكرة التي كان يحاول توصيلها ... فالمنطق السيلم كان يحتم عليه أن يعتمد على تبيين ان هنالك فروق جوهرية بين أطراف المقارنة التي كان يريد أن يرسمها في ذهن الحضور حتى تستقيم للملتقى. بمعنى أن تكون هنالك اختلافات واضحة بينهم في الجوهر. فالأسماء التي طرحها بانتقائية من وسط (الكيزان) وهم أمين حسن عمر وغازي صلاح الدين وسيد الخطيب، وكأنه يقول حتى عتاة المفكرين من الكيزان لم يسعفوا نظام البشير من السقوط.... في حين أن الثلاثة المنتقين يتشاركون مع أبي هاجة في (ذات الصفات) ففوق أنهم كيزان قد دافعوا عن أكثر نظام ظلامي في تاريخ السودان الحديث، وكانوا ينافحون عن "مشروع" لشدة ظلاميته وبدافع من غيبوبتهم نزلوا في ذات منطقة ابوهاجة (العسكرية) كمجاهدين. فهم يستوون مع أبوهاجة في كونهم نزعوا للعسكرة وبالتالي لا يتسمون بأي اختلاف حقيقي عنه... لا من ناحية الذكاء ولا المشرب الفكري ولا من ناحية النزوعات المدنية Civic dispositions..... لذلك فإن مقارنته لا تستقيم من ناحية أنهم كلهم على نفس الشاكلة بغض النظر عن منشأ الصناعة اصلي ام مضروب.... فطالما كانت المقارنة هي Apple to Apple لن يستطيع المتابع الوقوف على اي فروق تؤكد جدوى المقارنة.... ثم أنه ولكي يخفى ذلك العيب المنهجي في المقارنة لجأ لمنحى ديماغوجي Demagogue أضاع به صفته "كمفكر" وسط ضحكات الحضور الهازلة الذين أخذتهم طريقة الخطاب الساخرة أكثر من نصاعة الفكرة ورجحان كفتي المقارنة.
د.محمد عبد الحميد
/////////////////////////

 

آراء