الحبيب الإمام والطريق الصحيح

 


 

 

kelsafi@hotmail.com
كثيرون لا يقدرون ظروف غيرهم ولا يرون أبعد من أرنبة أنفهم ولهذا تجدهم يصبُّون اللوم شمالاً ويميناً ويصوبون سهاماً طائشة كثيراً ما تخطئ الهدف وتصيب الصديق وتصبح نيران صديقة مضرِّة ولا فائدة منها. لا يمكن لزعيم بحجم الحبيب الإمام بكل ما يتبعه من مؤيدين وأحباب أن يتصرف تصرفات عشوائية همجية لا لشئ إلا لتحقيق رغبات بعض المتنطعين من ساسة وأشباههم. الرجل يفهم في السياسة أكثر من كل من هم في الساحة السودانية، يحسب كلامه وحركته بالمليمتر لأن أي خطأ غير محسوب قد تكون نتائجه كارثية على عدة أطراف.
كثيرون حتى من أحبابنا الأنصار لهم رأي في المصالحة التي تمّت مع نظام النميري لسبب بسيط وهو أنهم لم يدركوا التفاصيل الدقيقة لأسباب المصالحة. والحمد لله كنت من المطلعين على تفاصيل أسباب المصالحة وأيّدت كل خطوة فيها لأنني كنت قد عرفت كم هو الضرر الذي أصاب الجميع ولماذا صارت المصالحة ضرورية. وقد صبر الحبيب الإمام على سهام كثيرة طائشة كان مُطلِقوها لا يعرفون الأسباب الرئيسية للمصالحة مع النميري.
قامت الإنقاذ ونهبت السلطة الشعبية المنتخبة بليل وذلك بقيادة من كان يجب أن يحافظوا على الديمقراطية التي وهبتهم أكثر مما يستحقون نتيجة لأخطاء فات زمن المحاسبة عليها ولكنها ستُراعى في مقبل الأيام. حاول الحبيب الإمام معارضة النظام بالطريقة الحضارية التي تربّى عليها ولكن طلاب السلطة ومستجدي النعمة لم يتركوا له مساحة يتحرك فيها خاصة بعد أن كشف الشعب أمرهم.
جرّب الحبيب الإمام المعارضة الخارجية السلمية منها والعسكرية ولكن هدته بصيرته أن كل شئ بحسابه. فمن يمنحك أرضاً ويقدم لك دعماً لوجستياً يوما ما لابد أن يأت اليوم الذي سيطلب فيه حقه أو مقابل ما قدمه فلا توجد وجبة مجانية في هذا الزمن الغابر. فضّل الحبيب الرجوع للسودان والنضال من الداخل وتحريك الجماهير الشعبية لاسقاط النظام بطريقة أكتوبر وأبريل. لكن حُسن نية الإمام ونقاء سريرته أنسته أنه يتعامل مع ذئاب وليس بشر. فكانت مواجهة الجماهير بالرصاص في مظاهرات سلمية. وكذلك تمّت مواجهة الطلاب العُزّل بالرصاص وهم داخل الحرم الجامعي. 
حاول كثيرون ممن ينطبق عليهم القول المشهور وهو الإناء الفارغ يحدث جلبة أكثر من الملئ. حاولوا جرجرته لمواجهة الحكومة بالأنصار ولكنه يعرف شراسة الحكومة في مواجهة معارضيها ففضّل أن يرسم خط سيره بنفسه لا بيد من يريدون له والأنصار التهلكة. ولهذا وضع كل الاوراق امامه وقلبها وعجنها وخبزها كما يقول المصاروة ووجد أن جمع المعارضة القوية تحت راية واحدة هو المصدر الوحيد الذي سيفل حديد الحكومة. وذلك بعد أن علم أن الحكومة تسعى لكسب الوقت حتى موعد قيام الإنتخابات التي لا مستعد لها غير المؤتمر الوطني. ترك للحكومة معارضة الداخل لتصل معها لشئ ذا فائدة للوطن والمواطن وسيتحرك هو مع المعارضة الخارجية بالطريقة التي يعرفها ليغيِّر النظام الحاكم بأقل خسائر ممكنة على الوطن والشعب. فلا نريد مزيداً من الدماء.
يعرف الحبيب الإمام رعونة الحكومة وكيف ستتصرف فله من الخبرات المتراكمة ما يجعله يقرأ تصرفات الحكومة المستقبلية وكأنه يقرأ من سفر امامه. لهذا ارسل د.مريم ليستبطن رأي الحكومة وردّة فعلها. وقد بلعت الحكومة الطُعم فقبضوا على د. مريم وهذا ما كان يريد معرفته!  فهلا صبر المرجفون المشككون في خطوة إعلان باريس حتى تُؤتي أُكلها لنرى مَن مِنّا له بخور سينشم؟ وبعدها لكل مقام مقال.
(العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها
http://www.youtube.com/user/KabbashiSudan

 

آراء