الحرية لـ عمر عشاري ورفاقه والرفيقات

 


 

 






الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ،
ومالت عليَّ السَّنابلُ،
والطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ
*
أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا،
وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ،
واتَّهموا الذِّئب;
*
محمود درويش

(1)

سيأتي يومٌ يكون للزهرة أسنان وللريح خناجر ، وللشعب عقابٌ  يلثم الريح حين يهدر  بالأسماء الحقيقية للجُناة ، فيتشقق قصر كافور  ، ويعصف المطر .
الحرية له ولألف عمرٍ وألف ماجدةٍ  ولكل منْ ذاق مرارة حنظل الاعتقال  ،أو إبرة  التعذيب التي تُخيط الجلد بعد تمزيقه ولا أحد من أهلنا يعلم  . الله يعلم.. ، وعصافيرهم تُغرد صباح مساء  ، بل تُزغرد أن حيّ على الفلاح ،  أولي أمر القضية شمروا  عن السواعد  .والأنبياء الكذبة  يعلمون . فهم قد أمروا  بالرفقة غير الحسنة  لأطياف الشباب  في الفراغ الضيق  من زحمة الزنازين ، ليتفرغ شيوخ التنظيم ،  يدورون على القاصرات بأم الكتاب ليشتروا  اللحم النيئ لنزواتهم ، ويقولون هي حلال  بوضع اليد !.
لن تروي ظمأهم إلا المآرب الوضيعة  ...،  يكتمون المكيدة  ، ويرفعون المصاحف على أسنة الرماح واللحّية  الحرباء ، تأتمر  مع أترابها  لتقول :
( هي لله ، لا للسلطة لا للجاه)  !!!،

(2)

لقد  رأى الشاهد  بأم عينيه ، كيف لم تنتظر العِصي أن ينقلوا الضحية إلى محبسه . انهالوا عليه بالضرب وهو مُسجى في أرضية السيارة  وهي تسير  .لعله الآن يقضي في عتمة الأبالسة ساعة لجُرعة الآلام ، بين اللئام .سيأتي يوماً وسيماً للفرح دون شك . ننحِتُ من لغتُك البهية بيت شِعر من عافية الكلام . من بضع مُجتمِعَاتٍ ، وقفت جموعهنَّ ، والفقر  يراوح مكاناً وجنا الجنتين دان .

(3)

إن مُت من تعذيبهم ، رسموا على جسدك  ورق الحُزن وكتبوا عليه  (مات شهيدٌ  ، قتلته الفئة الباغية) . يريدون لكل النضار على أوجه شبابنا أن يزوي، والشمس أن تَعْتَمّ  .يريدون أن يكون السواد بُرقُع لباسنا عند الفرح  . سمموا مزرعة الأنس والوداد  بالكراهية . أغاروا على كل القيم النبيلة ، وملئوا صحائف الطعام الملائكي بالتُراب  .  

(4)

كم من  يوسف يحاولون الآن رميه في أي بئر  كانت ، أو أي أرض يباب يرونها على ظهر البسيطة .كم من ذئب مظلوم قالوا إنه قد أكل وشبِع  من لحم يوسُف . هاهي أرض  الوطن ، الخير والعافية بها كانت ترفُل ، الآن  أحالوها أرضاً للخراب ، ومُتعة للئام . القناصة من صائدي القلوب اليافعة والرءوس الليِّنة بالرصاص. احتفلوا  بأن العاصفة الهوجاء  سوف تمُر بأقل الخسائر، مائتين ونيِّف هي في نظرهم أقل الخسائر..!!!!. لكن  شباب الثورة  أكبر من المكر ، ولا يردع القتلة إلا  أن يتذوقوا طعم المُر  مثل الذي أذاقوه غيرهم ، وأن يتذوقوا طعم الذل  في أنفسهم .

(5)

الجيل الذي صعدت أصواته عنان السماء  ، غير الذي كانوا  يحتسبونه ضمن رصيدهم .قد كسر فخار الجرار التي يسرقون  بها المال العام  في سكون الليل وفي رابعة النهار ، ينقلونه لحوزة التنظيم ويبتنون به " نعيم أولي الأمر " في دُنياهم ، ورصيداً للمنظمة العالمية ، التي ضمِنت لهم البقاء منذ أيامهم الأولى .

(6)

من وراء كل ذلك أشعل  الثورة شباب لم يكونوا في الحسبان، فقد  مهد التنظيم  لهم في الأيام الأولى ، جلبوا لهم أناشيدهم يخادعون الله وهم لا يخادعون إلا أنفسهم ،حين تغنوا ( في حماك ربنا ... )، صباح  كل يوم دراسي ، وكتبوا للعقيدة واللغة العربية أن تكون رفيقة  مع الدراسة الجامعية ،  ليصبح الجميع  في مقبل أيامهم ثمارهم الحلوة  التي يقطفون ، وقد بذروا من قبل  فسائلها في الأرض .صار التنظيم يُسابق الخُطى لحفر المُخطط في أذهان الناشئة  ،  منذ الطفولة الناعمة إلى زهو الشباب، ليكونوا ورثة الأيديولوجية  العجفاء التي تريد أن تعود بالحياة كلها إلى غيابة الماضي ، ليكن الطريق سالكاً للأغراض الدفينة . لكن خاب فألهم وهاهم " الشباب " و قد أصبحوا   في خاتمة الحكاية من أعداء التنظيم ، فقد خبرتهم الحياة السودانية ، ومدتهم الأمهات  بحليب العافية من القُبح . يريد التنظيم  إقصاء الجميع لتصبح الدولة " حوزة  لهم " والعالم " دولة لخلافتهم والإمامة  " وقادة الجماعة في أحسن الظن بهم " ورثة أنبياء " ،صمديون منزهون من الأخطاء!!.
فماذا حل بالوطن من جراء أفعالهم ؟!

: انقسمت البلاد ، وقال قائلٌ  منهم " لو أصيبت ذراعي بالسرطان لبترتها "، وعجبنا ليس من عِقم التشبيه وافتقاره للخيال ، بل لأننا لأول مرة نسمع بسرطان الذراع . نعلم أن الجهل يزوي  بانتشار العلوم ، وإن الجهالة وإن طالت سلامتها ، على آلة حدباء سنحملها ونقبُرها ،  ولكن جهل الجماعة  ينشط في وكر الهزائم ، وهم في صراعهم  مع الآخرين المختلفين ،يريدون الدُنيا مغنماً  لهم دون شراكة مع أحد . يريدون هدم  الحاضر  ليعود الماضي ملوناً  في أحلام الفقراء  ، ليصمتوا . يمنونهم بالعودُ  والعودُ أحْمَد . وليبقوا هم في نعيم الدنيا أباطرة ، يلبسون ناعم الثياب ، قصيرها ، ويعيشون بطر مال السحتِ ، ويغنمون زينة الحياة الدُنيا ، وفق ما تصوره أذهانهم من  نعيم  .

هاهم  قد عبروا الصراط .وفي كل مرة يؤكدون للجميع  أنهم مُجرد " قتلة " ،و لن يحميهم من سلطة المحاكمة العادلة اللاحقة أنهم قتلة، يلبسون  لباس  أهل التُقى  أو قتلة حفروا  في جباههم  أختام الصلاح   .

(7)


الأستاذ "عمر عشاري أحمد " المحبوس مثل غيره من الأفاضل والفضليات ، هو من خريجي كلية الاقتصاد الجامعة الأهلية وخريج كلية القانون جامعة الخرطوم  . اجتاز المعادلة  عام 2004 وعمل في مكتب الأستاذ / عمر عبد العاطي أربع سنوات وعمل في ( CSR ) في مجموعة " دال " 2005 وتم انضمامه للقيد الصحافي وأسهم بالعديد من المقالات الصحافية في ألوان والسوداني والتيار والوفاق . وهو نشط في المنتديات المختلفة وقدم من خلال منتدى دال الثقافي العديد من المثقفين والفنانين العرب والسودانيين والأجانب
.الحرية له ولجميع الذين يرفلون في حُلل المحابس ، أوسمة لن يخبو لمعانها . سيأتي صباحٌ  وسيم جديد ، ونرى بسمك الضاحك يغزو القلوب كما عودتنا .

عبد الله الشقليني
3/10/2013 م

عبد الله الشقليني
abdallashiglini@hotmail.com

 

آراء