الحزب الاتحادى الديمقراطى صار كالرجل الذى فقد ظله

 


 

 

 

وتوالت  الهجرة  الى  غرب  المطار لماذا؟؟؟؟      

 نعيب زماننا والعيب فينا          ولو نطق الزمان بنا هجانا

        الشارع الاتحادى الديمقراطى من قواعده وقياداته الوسيطة صار مرجلا يغلى ـ بعد ان مد حبال صبره حتى صارت كسدول الليل الكالحة الواهنة التى لا تقوى على ملامسة الضوء لأطرافها من طول ليل الصبر التى بلغ نهاياته حيث بلغ السيل الزبى .  

ان تجاهل القيادة لأشواق هذا الشارع العريض الممتد ولتطلعاته فى حياة كريمة يصنعها له حزبه الرائد الطليعى خلاصة الحركة الوطنية السودانية ـ الذى لم يبق من جليل اعماله ونضالاته ومجاهدته ومبادئه غير أطياف من الذكريات الراسخة فى وجدان كل اتحادى ديمقراطى أصيل .

 

حقيقة لم يبق فى هذا الحزب الطليعى غير عاطفة الانتماء القديم ـ لقد اصاب الشارع الاتحادى الديمقراطى احباط شامل مثل هضاب الهموم ومكاييل البحار ومثاقيل الجبال يحتوى كل من ينتمى لهذا الحزب ـ مقرون بقنوط ذى ظلال كثيفة داكنة فى رؤية المستقبل وامكانية اعادة بنائه ديمقراطياً ليواكب مرحلة تحقيق السلام ثم صناعته التى تحتاج بالضرورة الى حزب الوسط السودانى ليقود سفينة الوحدة والاستقرار والنماء المستدام ـ رجاءات تتآكل من مرافئ الامل المأمول للحاق بركب القادم من مرافئ المستحيل .

 

لقد أيدنا كل  لجان التوحيد بدءا بامبدة  وصولا الى لجنة الحاج-ميرغنى عبد الرحمن الاخيرة   من أجل أن تتوحد هذه القيادة وتخلق للحزب مرجعية وقناة حزبية واحدة ووحيدة تتحدث باسمه فيما يواجه الوطن من مشاكل ومخاطر وفيما يواجه الشعب السودانى من ضنك وشظف فى العيش والحياة الكريمة وفيما يواجه الحركة الاتحادية من تمزق وانفلات ـ ولكن لا حياة لمن تنادى ـ دون أن يكون لهذه الفرقة من مبررات منطقية مقبولة .وهكذا  توالت  الهجرة  الى  غرب  المطار اليس للذين هجروا وهاجروا الحق  فى ان  يساهموا  فى  حللة  مشاكل  وطنهم  وقد  صار  على  مشارف  الهلاك هذا  ما  سوف افرد له  مقالات  خاصة باذن  الله

 

ان تمدد النفس وطموحاتها الشخصية وطمعها فيما هو زائل آجلا او عاجلاً قاد الحزب لهذه الحالة المزرية التى لا تشبه تاريخه ولا أرثه النضالى ولا قيمه ولا الانتماء اليه .

 

الحزب صار اجنحة متكسرة تتصارع وتتعارك فى غير معترك ـ فالقيادة لها ايادى تعمل باسمها و تتدخل بشكل لا يساعد على الوحدة وبشكل استفزازى بل فى بعض الاحايين تخرب كل الجهود المبذولة لاعادة البناء الحزبى من القواعد ديمقراطياً .

 

الحزب صار مؤيدين لهذا او ذاك أوتبع لهذا او ذاك أو تيارات تمردت على الواقع حيث تصادمت تطلعاتها واشواقها مع ذلك الواقع فارادت ان تكون بديلاً واقعياً للقيادة الحالية .

 

حقيقة نحن الان فى بحر لجى بلا سواحل ومنازل بلا سقوف ـ جزر معزولة عن بعضها البعض ـ وبوقفة تأمل بسيطة نلاحظ :

 

1.        غياب الحزب عن قضايا الوطن مؤسسياً .

 

2.        غياب الحزب عن قضايا المواطن المغلوب على امره مؤسسياً وحزبياً .

 

3.        تناقض تصريحات المسئولين فى قيادته فى موضوع واحد .

 

4.   تعدد الوفود فى كل مناسبة تأكيدأً للانقسام والتشرزم ـ وما خفى كان أعظم ـ الامر الذى  يؤكد اننا فى صعودنا العاجل الى الهاوية .

 

5.   قضايا المرآة ـ الشباب ـ الطلاب ـ العمال ـ المزارعون ـ المفصولون من القوات النظامية ومن الخدمة المدنية ومن القطاع الخاص ـ ماذا فعل الحزب لشأنهم ‍‍‍‍‍‍‍‍؟ ‍‍

 

6.   اين نحن من الواقع الاقتصادى الاجتماعى والانسانى ـ حزب بلا حياة اجتماعية وانسانية لا يصلح ان يكون حزباً .

 

7.   اين الارث النضالى والاخلاقى والاجتماعى لحزب الحركة الوطنية وكل ما خلفه لنا السلف الصالح والابوية الصادق الذى  كاد ان تقبره الخلافات والاختلافات التى لا تقوم على مبرر واحد ـ والغريب المضحك ان بعض القادة يجهرون فى لقاءاتهم النادرة وغالبها فى الوفيات ان الحزب موحد وليس هناك خلافات الا فى عقول اعداء الحزب والله ساء ما  يحكمون ‍ـ وان كان ما يدعون صحيحاً فكم مرة اجتمع المكتب السياسى خلال اربعة عشر عاماً ـ ولا مرة واحدة ‍ـ لابد من الاعتراف ان الحزب الاتحادى الديمقراطى قد اضاعته قيادته أو كادت بوعى او بلا وعى وتركته يتمزق من احشائه ويحترق ـ ومن خاف هذا التمزق وذاك الاحتراق نأ بنفسه الى مرافىء الامان ‍.

 

الحزب مؤسسة اجتماعية ديمقراطية ـ لا ترتبط فى مكوناتها وتكويناتها بلون أو عرق أو دين أو طائفة أو قبيلة ـ مؤسسة تسعى لتحقيق رغبات وتطلعات المنتمين اليها سياسياً واجتماعياً وفكرياً وثقافياً ـ فان فشلت هذه المؤسسة الحزبية فى تحقيق تلك الرغبات يكون قد فشلت فييما انشئت من أجله وبالتالى فقدت مشروعية انشائها .

 

فاين الحزب كمؤسسة ديمقراطية اجتماعية من تحقيق رغبات جماهيره ؟

 

الحزب لم يبق منه غير وفاء الحادبين عليه والمخلصين له ـ وفاء الانتماء القديم الذى ترسخ فى وجداننا منذ الطفولة فترعرع معنا وصار يشكل مزاجاً وجدانيا يصعب التخلى عنه .

 

فنحن لا ننتمى سياسياً لشخص انما تنتمى الى حزب كما اننا لا نؤمن باختزال الحزب فى شخص او اشخاص لاننا نؤمن بمؤسسة الحزب ومؤسسيته وبفكره الذى يقود هذه المؤسسة والبرامج السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية التى يتبناها والهياكل التنظيمية المستحدثة المعاصرة التى تجعل منه مؤسسة ديمقراطية تقوم على الرآى والرأى الآخر بشفافية ومصداقية .

 

لهذا فاننا نقول بكل صراحة يجب فتح كل الملفات لاستئصال مرض التمزق والتشرزم ـ ويجب أن يصحب القول فعل يؤيده وينفذه فقيام مؤتمر تداولى  لكل الاتحاديين  الديمقراطيين صار  ضرورة  حزبية  ووطنية  علما  ان  جدول  الانتخابات  قد  صدر  تحديدا  ولا بد ان نعترف ان اداراك المشاركة الحزبية الفاعلة فى صناعة السلام وتحقيقه صار ضربا من ضروب المستحيل ـ وان توحيد القيادة الحالية بتياراتها المتنافرة وطموحاتها المتصادمة صار وهما من ضروب الظنون وسكوتنا على كل ذلك صار امراً مستحيلاً .

 

لكل ذلك فعلى قواعد الحزب والقيادة المؤمنه بالديمقراطية وعمل القواعد وبحقها الاصيل فى ان تكون لها كلمة الحق الخاتمة فيما يكون عليه الحزب مستقبلاً ـ على هؤلاء ان يستنهضوا تاريخ الحزب الناصع الرائد الطليعى ويستنهضوا هممهم على قلب رجل واحد لانقاذ الحزب من حدود الهلاك ـ والعمل الجاد باعادة بنائه ديمقراطياً وتجديد خلاياه بالشباب والمرآة والمثقفين واساتذة الجامعات وبالمزارعين والعمال والطلاب وكل القوى الحية فى المجتمع السودانى .

 

ونحن نعلم ان هذا العمل سوف يصطدم بعراقيل وصعاب جمه ولكن اول الغيث قطره وهذه القطرة فلتكون ميثاق شرف للحزب والوطن والمواطن ـ والتضحية من أجل ذلك بكل غالى ونفيس ـ اننا نريد حزباً كما كان عملاقاً شامخاً نريد حزباً يشرف تاريخ الحركة الاتحادية والوطنية على السواء ويشرف المواطن السودانى ويشرف السودان الوطن القارة .

 لابد من الابحار ضد تيار التقوقع والتكلس واللامبالاة ـ لقد صمتنا طويلاً من اجل وحدة الحزب وسعينا اليها سعيا حثيثاً ولكن يبدو ان الصمت على الذى يحدث سيكون جريمة لا يغتفرها التاريخ فى حقنا جميعاً    امل  الا تكون  هذه  صيحة  فى وادى    الصمت المذل  الخجول 

حسن  عوض احمد- المحامي

 abusara44@hotmail.com

 

آراء