الحلول الفوقية والقفز فوق الحقائق لا تحل المشكلة السودانية

 


 

 

تمهيد:
قال مؤسس علم الإجتماع عبدالرحمن بن خلدون :
المغلوب مولع دائماً بتقليد الغالب فى شعاره وذيه ومخلته وسائر أحواله والسبب إن النفس تعتقد الكمال فيمن غلبها و الشعوب المقهورة تسؤ أخلاقها وكلما طال تهميش إنسانها يصبح كالبهيمة لا يهمه سوى اللقمة والغريزة .
عندما تنهار الأوطان يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدعون والقوالون والمتصعلقون وضاربوا المنزل وقارئوا الكف والطالع والمتسيسون والمداحون والإنتهازيون فيختلط ما لا يخلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل ويسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف ويعلو صوت الباطل ويخفت صوت الحق وتشح الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل ويصبح الإنتماء إلى القبيلة أشد إلتصاقاً وإلى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان .
المدخل :
كثرت المبادرات ومقترحات الخروج من عنق الزجاجة وإيجاد حل لمعضلة الوضع السياسى فى السودان وكل يوم يمر يزداد الوضع تعقيداً ليس لصعوبة الحل وإستحالة المخرج ولكن نسبة لأن كل هذه المبادرات والمقترحات تنطلق من رؤية ذاتية لخدمة أفراد أو مجموعات أو تنظيم معين ولأنها لا تنطلق من ( السودان أولاً ) وهو ما جعلها تفشل فى تلبية إيجاد الحل الناجع للمشكلة السودانية وإزدحمت الساحة السياسية بعمليات الإحتيال و التمترس خلف شعارات فارغة أو مشروع إطار لا يؤدى حتى إلى صعود العتبة الأولى للحل وأصبح الشعار المتاح للوضع هو الفشل الزريع وإنسداد الأفق السياسى .
المنظور وغير المخفى فى الثورة السودانية إن شباب الثورة الديسمبرية طرح شعار حرية ، سلام ، وعدالة والحرية بالنسبة لهم تعنى بوضوح المواطنة لكل مكونات المجتمع السودانى والسلام المطروح يشمل كل أنحاء البلاد والعدالة نعنى لديهم توزيع موارد البلاد والسلطة بصورة تساوى بين الجميع بدون تمييز .
لقد لفت نظرى مقترح بروفيسور محمد جلال هاشم الجاد الذى يتكون من 8 نقاط ( هذا أو الطوفان ) وفى إعتقادى إنه مقترح جيد لبناء دولة السودان الحدي ويمكن أن يبنى عليه لأن كل المبادرات التى قدمت لحل المشكلة السياسية تتحدث عن بناء فوقى للعملية الديمقراطية تبدأ بتشكيل مجلس الوزراء أو ما فوقه وهذا البناء الفوقى المقترح فى إعتقادى خطأ كبير والخروج من المأزق الحالى يجب أن يبدأ من القاعدة صاحبة المصلحة الحقيقية فى التغيير لذلك قيام المجلس التشريعى الثورى يجب أن يكون ضربة البداية نحو التحول المدنى الديمقراطى والمجلس التشريعى يجب أن يكون هو المسؤول الأساسى عن إختيار رئيس الوزراء والوزراء والمفوضيات المختلفة وإجازة الدستور الإنتقالى وليس العكس لضمان بناء مرحلة جديدة من الممارسة الديمقراطية السليمة وعدم الوقوع فى نفس الخطأ السابق بإسناد كل المسؤولية لرئيس لبوزراء للقيام بكل هذه ةالمهام الكبيرة .
تشكيل المجلس التشريعى الثورى يجب أن يتم تقسيم النسب فيه وفق تقسيم علمى ليس بناءاً على توازنات الأحزاب والفصائل المسلحة وغيره ولكن أن يتم تشكيله وفق منظور علمى متطور لبناء سودان ديمقراطى حديث لقفل الثغرات ووأن يتم ذلك على أساس الموازنات العلمية التالية :
+ توازن دينى RELGIOUS BALANCE
+ توازن ثقافى CULTURAL BALANCE
+ توازن جهوى REGIONAL BALANCE
+ توازن إجتماعى SOCIAL BALANCE
+ توازن نوعى GENDER BALANCE
+ توازن إقتصادى ECONOMIC BALANCE
+ توازن عمرى GENERATIONAL BALANCE
نداء للشباب :
يا شباب المقاومة وقادة الثورة الديسمبرية المجيدة أكسروا حاجز الخوف وابدأوا بسرعة فى تشكيل المجلس التشريعى الثورى من كفاءات منكم قادرة على العطاء وأعملوا على بناء دولة السودان الحديثة شعارها الحرية وإحترام حقوق الإنسان وأبنوا دولة ترضى طموحاتكم وسعيكم الدؤوب من أجل حكم القانون والعدالة والمساواة وفق منهج ديمقراطى يسع الجميع وحتى لا يسلب حقكم فى المستقبل .
عكاشة السيد akashaalsayed@yahoo.com
باحث / دكتوراه علاقات دولية / فض النزاعات

akashaalsayed@yahoo.com
/////////////////

 

آراء