الحلول وليس النقد القاتل فقط … بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب
3 May, 2010
تمتلئ الصحف والأوراق والصفحات الإلكترونية بمختلف الأحداث والغمم التي تغثي البطون وتبعث باليأس في القلوب .
ناس الفاشر ودارفور عامة أكل سوق المواسير قروشهم ، وديارهم خربت أو باعوها ليسددوا الأموال والديون التي ناءت بها أكتافهم .
وبعد هذا يخرجوا الشوارع لكي يحتجوا فتقابلهم الطلقات المميتة .
والجنوب بدأ نظامه في ما دعوه بالاستقلال . لم يقتصر الأمر علي ذلك فقد استهلوا الاستقلال عن الشمال بالزحف علي حدوده وعلي ديار من يختلفوا معهم . وقتل المئات اليوم وسيقتل الآلاف غداً .
وأخباراً عن تكليف أحد الجهابذة بترسيم حدودٍ لا يعرف عنها شيئاً ولذلك إستعان بمعلومات وخرائط من مكتبة الكونجرس ، نعم من الذي يسعي إلي تفتيت البلاد استقي معلوماته . ما كفانا إتفاقية نيفاشا وما جرته من مصائب علي البلاد ، يجينا كمان من يرسم الحدود لقبائل التماس وبدون حساب مظالمهم ولا حياتهم ولا غبائنهم التي ستصبح قنابل تنفجر اليوم قبل غدا .
لا توجد دراسات اجتماعية ولا اقتصادية وإنما مجرد ترسيم ميكانيكي والعاجبه عاجبوا والما عاجبوا البحر قريب .
واستقراءات أخري عن أن عدوي الانفصال ستزحف إلي النيل الأزرق وجنوب كردفان . ولا حساب حقيقي لما يمكن أن تجره من مصائب .
والزمجرة تتصاعد في شرق السودان وفي شماله وفي الخرطوم .
الأخبار القبيحة معلومة للجميع
ولكن معها لا تأتي الحلول ولا تأتي النصيحة
السبب هو أن الجميع وقفوا يتفرجون ويمكن يصفقوا ويضحكوا علي الحريق
ولا أحد يريد أن يملأ دلوا ويبدأ يطفئ النار .
هذه هي قمة العجز وقمة انعدام الوطنية
وهي أيضاً قمة الخيبة وبرهان الفشل
دائماً ألقينا الفشل علي النظام وهذا صحيحاً ولكن يقع علينا اللوم أيضاً .
في حديثي هذه أستعين بنظرية النخبة وأستقيها من العالم ميكل بارينتلي التي تتحدث عن مجموعات صغيرة أتفق علي تسميتها بالنخبة وهي لابد من أن تكون مشاركة في الديناميكية السياسية في الدول المستقرة سياسياً . وعند استبعادها تحت ظروف غير طبيعية فيمكن أن تكون نشطة ولن بصورة مضادة للنظام الذي أقصاها عن المساهمة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً . وبالطبع فإن النظام السائد يمكنه أن يحتوي أنشطتها المضادة بضم بعض أفرادها باستراتيجية التفرقة الحكم
divide-and-conquer
هذا يدفع النخبة إلي مقاومة سلبية تكون ضارة مجتمعيا بانفصام عقوله عن المساهمة في الحياة العامة . ولكن الفشل قد يلحق إدارياً ومعنوياً بالنخبة المتعلمة التي تكتب وتنتقد ويمكن أن تكون عوناً للنظام أو نقمةً عليه .
هذه نظرية أثبتت صحتها وعلي وجه الخصوص في السودان .
كم من النخبة خارج البلاد الآن وكم منها يستعد للرحيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا يستبعدها النظام ولماذا لا يطلب ودها ويتوافق معها ؟؟؟؟
العناد العنجهية لا تتفق مع متطلبات هذه المرحلة
والوقت لهذا غير مناسب ولابد للنظام من جمع الجميع ومشاركتهم
ولابد لنا من أن نتحول من الانتقاد السلبي إلي النقد الإيجابي ، أي أن نعطي حلولاً ولا نتذرع بأنه لا أحد يقرأها أو ينفذها
Professor Dr. Issam A.W. MOHAMED P.O. Box 12910-11111 +249912234697 Khartoum, Sudan+249122548254
A.W. Mohamed Dr. Issam [issamawmohamed@yahoo.com]