الحوار المقتول وعدم إستراتيجية التجاوز النسبي
بسم الله الرحمن الرحيم
كثر الحديث عن اعتقال الامام الصادق المهدى . ومن حقه ان بنال هذا القدر من الاهتمام دوليا واقليميا ومحليا . فالرجل لا يستهان به ، خبرته المحافل الدولية والسياسية والمنابر الفكرية . لكنه الواقع وراهن الحياة السياسية . والألم الذى يعتصر القلب ان خطاب الاخ عمر اعطى الامل وقدرا لا بأس به من الحرية ، ولد بموجبه الحوار ، وكنا ننتظر من خلاله وقف الحروب ومحاكمة قراصنة المال العام قبل اعتقال الامام . ان تعليق قرار الاخ عمر قتل آلية طرح الحوار الذى يتم فيه تبادل الاراء والمناقشات المثمرة وتحلل فيه الاوضاع والاحداث وما اكثر الافكار التى تطرح من اجل المعالجة . بالتالى يتضح لنا انه ليس هناك استراتيجية سياسية واضحة لتدبير القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية تمكنها من التجاوز النسبى للازمة السياسية التى نعيشها الان . وكان من الممكن تفاديها وايجاد الحلول المناسبة لها ، خاصة بعد ان التفت الاحزاب حول منصة الحوار الشامل ، بل كنا على يقين تام من ان طاولته السحرية ستحل كل القضايا العالقة . ان غياب الحوار يعنى زوال الحضارة المدنية الحديثة ، والوفاق الوطنى وربما تكون ازمة سياسية تعيد السودان الى درجة الصفر فى السياسة . نتمسك باذيال ما يسمى بالحرية والديموقراطية ونسير من خلفها حتى تشيع الى مثواها الاخير ، لاختفاء حرية التعبير وتجهيل الشعب باساليب مختلفة وغياب الضمير الوطنى . ولهذا تجدنى اناشد المؤتمر الوطنى بضرورة الوفاء بوعوده والرجوع الى قرار الاخ عمر الخاص بالحوار ، والتعامل مع القضايا والمشكلات الوطنية بعيدا عن مصالحة ومكاسبه او تكتيكاته . فالقضايا الوطنية مهما كانت تتفوق على الحزبية . ليستمر الحوار فهو صمام الامان لعملية التحول الديموقراطى يثرى النقاش فيه الامام الصادق المهدى من خلال مفاهيمه وافكاره ومواقفه حول تطورات الاوضاع السياسية فى السودان . من اجل ذلك تنادى كل القوى السياسية بضرورة اطلاق سراحه لتهيئة الاجواء لانطلاق الحوار بل اكدت ذات القوى ان اى حوار. بلا الامام لا قيمة له .ويعتبره الجميع نموذجا للسياسى المفكر والمهذب . واقول للاخ د كتور ادم موسى مادبو لايمكن الفصل بين الحوار والاعتقال ، فقد قالت كل القوى السياسية الحوار بدونه عدم والسياسة فى السودان من غير طعم ارجو تصدق ..
أ .د / صلاح الدين خليل عثمان أبوريان ........ امدرمان
prof.salah@yahoo.com