الحوار سلاح البرهان لفرض نفسه
أسماء جمعة
16 April, 2022
16 April, 2022
صحيفة الديمقراطي
وفد الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، التقى قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان يوم 12 من هذا الشهر. وكالعادة جدد لهم التزامه الكامل بإجراء حوار سوداني جامع للتوصل لحل توافقي للأزمة الراهنة التي تسبب فيها هو نفسه، وهكذا يفعل مع كل من يلتقيه من المجتمع الدولي والإقليمي. وأظنه بعدما ينتهي من كل لقاء ويخرجون منه يمد لهم لسانه، فهو لم يفعل أبداً ما يدل على حسن نواياه، وما يعد به لا يعدو كونه تطمينات شفهية لا قيمة لها.
ما كان للبرهان أن يفكر في موضوع الحوار هذا بعد الانقلاب لولا أنه تأكد له أن حلمه بحكم السودان لن يتحقق بسهولة، فهو لم يكن يتوقع أن يقاومه أحد، لأنه نفذ الانقلاب دون قراءة للواقع السوداني. هكذا هم العسكر في السياسة، ينفذون ما يريدون دون تفكير، ويصنعون الأزمات، ثم يبحثون عن الحلول. والآن يحاول الخروج من المأزق بطريقة يعتقد أنها ستحافظ على وجوده في السلطة أطول فترة ممكنة، فلجأ لاستراتيجية حزبه المؤتمر اللاوطني باستخدام الحوار كسلاح يخدر به الناس، ويمط الزمن ليفرض نفسه.
الحوار الذي يريده البرهان سيكون (جرجرة) تبقي المشهد تحت سيطرته تساعده حاضنته الفاسدة، فهو إن كان يريد الحل فعلاً لما صنع الأزمة وانقلب على الحكومة المدنية ومزق الوثيقة الدستورية التي أنتجها حوار أيضاً، ومعلوم أن نتائج أي حوار تنفيذها لن يكون سهلاً وتحتاج إلى صبر وحكمة لتنجح. وبصراحة أزمة السودان الحقيقية هي البرهان نفسه، فهو يفكر بأنانية شديدة وقصر نظر.
على الجميع أن يعلم أن البرهان ليس في نيته إجراء حوار شفاف يعالج الأزمة التي صنعها، فهو حتى الآن لم يعترف أنه أخطأ، وما زال يسمي جريمته (تصحيح مسار )، وهو ماض في تكوين حاضنة من نظامه القديم والحركات المسلحة وأحزاب الفكة وجماعات (العضة).الأمم المتحدة-
هذه الحاضنة ستساعده في تصفية الثورة التي تريد حكومة من كفاءات لا غبار عليها.
لا يمكن الوثوق في البرهان لإخراج السودان من هذا المأزق، ولن يوفي بأي وعد يقطعه، فهو لا يملك الشجاعة ولا الإرادة ولا الرغبة في مواجهة أخطائه وأخطاء العسكر عموماً، وقد أصبح نموذجاً آخر للبشير وتقمص شخصيته، هكذا هم الطغاة يقلدون بعضهم حتى في الأخطاء.
إن كان البرهان يريد الوصول إلى حلول توافقية مرضية للجميع واستعادة الفترة الانتقالية والوصول إلى انتخابات حرة نزيهة كما يدعي، لما انقلب على الحكومة الانتقالية ومزق الوثيقة الدستورية التي ولدت بعد مخاض عسير، ولاستحمل صعوبات التنفيذ الطبيعية والفشل الذي صاحب أداء الجميع ، فهو إن كان يتمتع بذرة حكمة وإحساس بالمسؤولية لعالج الأمر بشكل مختلف، وهناك ألف حل. لكنه اختار الانقلاب ليأتي بحكومة بمواصفاته تبقيه في السلطة، وتبقى الجيش غارقاً في السياسة، ويقفل الباب أمام أي حكومة بمواصفات الثورة.
خلاصة القول: الحوار والتوافق الذي يتحدث عنه البرهان ما هو إلا فخ سينصبه للقوى السياسة الأخرى، فهو ينوي أن يشرك فيه أحزاب الفكة والفتة وحركات النهب المسلح والإدارة الأهلية و(تحالف الكيزان) والطرق الصوفية، وهؤلاء أغلبهم لا رؤية لهم، لذلك سيستمر الحوار سنتين ثلاث أو أكثر، ثم يخرج علينا هو نفسه ليقول كما قال أستاذه البشير: “الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة”، ثم يقود البلد إلى مصير أكثر سوءاً بنفس إحساس عدم المسؤولية الذي جعله يتهور وينفذ الانقلاب، ويدخل البلد في أزمة هو الوحيد الذي يستمتع بها.
////////////////////////////
وفد الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، التقى قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان يوم 12 من هذا الشهر. وكالعادة جدد لهم التزامه الكامل بإجراء حوار سوداني جامع للتوصل لحل توافقي للأزمة الراهنة التي تسبب فيها هو نفسه، وهكذا يفعل مع كل من يلتقيه من المجتمع الدولي والإقليمي. وأظنه بعدما ينتهي من كل لقاء ويخرجون منه يمد لهم لسانه، فهو لم يفعل أبداً ما يدل على حسن نواياه، وما يعد به لا يعدو كونه تطمينات شفهية لا قيمة لها.
ما كان للبرهان أن يفكر في موضوع الحوار هذا بعد الانقلاب لولا أنه تأكد له أن حلمه بحكم السودان لن يتحقق بسهولة، فهو لم يكن يتوقع أن يقاومه أحد، لأنه نفذ الانقلاب دون قراءة للواقع السوداني. هكذا هم العسكر في السياسة، ينفذون ما يريدون دون تفكير، ويصنعون الأزمات، ثم يبحثون عن الحلول. والآن يحاول الخروج من المأزق بطريقة يعتقد أنها ستحافظ على وجوده في السلطة أطول فترة ممكنة، فلجأ لاستراتيجية حزبه المؤتمر اللاوطني باستخدام الحوار كسلاح يخدر به الناس، ويمط الزمن ليفرض نفسه.
الحوار الذي يريده البرهان سيكون (جرجرة) تبقي المشهد تحت سيطرته تساعده حاضنته الفاسدة، فهو إن كان يريد الحل فعلاً لما صنع الأزمة وانقلب على الحكومة المدنية ومزق الوثيقة الدستورية التي أنتجها حوار أيضاً، ومعلوم أن نتائج أي حوار تنفيذها لن يكون سهلاً وتحتاج إلى صبر وحكمة لتنجح. وبصراحة أزمة السودان الحقيقية هي البرهان نفسه، فهو يفكر بأنانية شديدة وقصر نظر.
على الجميع أن يعلم أن البرهان ليس في نيته إجراء حوار شفاف يعالج الأزمة التي صنعها، فهو حتى الآن لم يعترف أنه أخطأ، وما زال يسمي جريمته (تصحيح مسار )، وهو ماض في تكوين حاضنة من نظامه القديم والحركات المسلحة وأحزاب الفكة وجماعات (العضة).الأمم المتحدة-
هذه الحاضنة ستساعده في تصفية الثورة التي تريد حكومة من كفاءات لا غبار عليها.
لا يمكن الوثوق في البرهان لإخراج السودان من هذا المأزق، ولن يوفي بأي وعد يقطعه، فهو لا يملك الشجاعة ولا الإرادة ولا الرغبة في مواجهة أخطائه وأخطاء العسكر عموماً، وقد أصبح نموذجاً آخر للبشير وتقمص شخصيته، هكذا هم الطغاة يقلدون بعضهم حتى في الأخطاء.
إن كان البرهان يريد الوصول إلى حلول توافقية مرضية للجميع واستعادة الفترة الانتقالية والوصول إلى انتخابات حرة نزيهة كما يدعي، لما انقلب على الحكومة الانتقالية ومزق الوثيقة الدستورية التي ولدت بعد مخاض عسير، ولاستحمل صعوبات التنفيذ الطبيعية والفشل الذي صاحب أداء الجميع ، فهو إن كان يتمتع بذرة حكمة وإحساس بالمسؤولية لعالج الأمر بشكل مختلف، وهناك ألف حل. لكنه اختار الانقلاب ليأتي بحكومة بمواصفاته تبقيه في السلطة، وتبقى الجيش غارقاً في السياسة، ويقفل الباب أمام أي حكومة بمواصفات الثورة.
خلاصة القول: الحوار والتوافق الذي يتحدث عنه البرهان ما هو إلا فخ سينصبه للقوى السياسة الأخرى، فهو ينوي أن يشرك فيه أحزاب الفكة والفتة وحركات النهب المسلح والإدارة الأهلية و(تحالف الكيزان) والطرق الصوفية، وهؤلاء أغلبهم لا رؤية لهم، لذلك سيستمر الحوار سنتين ثلاث أو أكثر، ثم يخرج علينا هو نفسه ليقول كما قال أستاذه البشير: “الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة”، ثم يقود البلد إلى مصير أكثر سوءاً بنفس إحساس عدم المسؤولية الذي جعله يتهور وينفذ الانقلاب، ويدخل البلد في أزمة هو الوحيد الذي يستمتع بها.
////////////////////////////