الخليفة المعتصم هب لنجدة سيدة من عمورية قالت ( وا معتصماه )

 


 

 

الخليفة المعتصم هب لنجدة سيدة من عمورية قالت ( وا معتصماه ) وأرسل لنصرتها تسعين الف مقاتل ، وسيدة من أرض الجزيرة أرض المحنة ( سابقاً ) مفجوعة في ابنتها التي قالت عنها : ( لقد تداولها ثلاثة من الدعم السريع أمام ناظريها ) في غياب المعتصم وجنوده
إذن بعد صرخة هذه الأم المكلومة التي ذرفت الدماء حارة مدرارة وهي تري أمام ناظريها بنتها البكر يتداولها ثلاثة من الدعم السريع وكانت تعتقد أن الخليفة المعتصم السوداني سيرسل لها جيشاً جرارا قوامه ( تسعون الف مقاتل ) من الجنود الاشاوس ولكن خاب ظنها وتلفتت وهي في قمة الإحباط وعدم الحيلة والضياع وفقدان الأمل ولم تجد أمامها غير ( شيخ الحلة ) ذهبت إليه بقلب منفطر وفؤاد منكسر والدنيا مظلمة أمامها وقد خارت قواها وانهكها الهم والغم والعار وحكت له عن فاجعة ابنها التي كانت تظن أنها فاجعة كل إقليم الجزيرة ( التي كانت خضراء ) بل مأساة كل السودان ، فما كان من الرجل إلا أن قال لها بكل برود يحسده عليه الإنجليز :
( يعني دايراني اعمل ليك شنو ) ؟!!
هنا ومع هذه الإجابة الخانعة الذليلة انطلق لسان المرأة المكلومة هذه من عقاله وهي تري أن محنتها لم تحرك ساكنا في أي من الرجال حولها من الذين لم ينزحوا أو يلجئوا لدول الجوار وكان أن صبت جام غضبها عليهم فردا فردا بل طالبت بنات جنسها أن ينزعن ( التوب ) الذي عليهن ويسلمونه للرجل لكي يلبسه ويدخل به الي جنس الحريم وأكثر من ذلك طالبت بأن يعطي الرجل الكرت الاحمر ولا يسمح له بدخول البيت أو الدخول علي زوجته لانه اصبح فاقداً الأهلية والرجولة !!..
هذا بالضبط هو حديث امرأة من أرض الجزيرة وقد فقدت كل ثقة برجل المنطقة الذي في اعتقادها قد خذلها وخذل كل فتاة مغتصبة راحت ضحية لصبية انتهكوا حرمة البلاد قبل أن ينتهكوا حرمة الأعراض وأهل البلاد لا هنا ولا هنالك والكل يبحث عن التأشيرات ويقول في غرارة نفسه ( ياروح مابعدك روح ) والي القاهرة وصل انصاف المطربين والحفلات والرقص مدور وحفلات الاعراس بالصالات المكيفة الفخمة الضخمة لم تنقطع ونسي الناس الكلاب التي تنهش جثث اهلهم في الخرطوم ، والصحفيون يطلون من شاشات الافك والضلال يكررون احاديث عفي عليها الزمن وتحليلاتهم كلها علي حسب الغرض والمرض والمزاج وكل ينظر للحرب من زاوية منفعته والمواطن خرج من التربية الوطنية وصار ينظر لأرض النيلين وهو في قمة التوهان ويراها مثل خرائب بعلبك أو الربع الخالي وقد وقر في نفسه أن رحلة العودة ستطول وقد كثر الزحام علي ابواب الأمم المتحدة التي ليس لها لطالبي اللجوء إلا الخيام والساردين والملابس المستعملة والبهدلة وقلة القيمة والكرامة !!..
نهدي للجميع استغاثة اختنا من أرض الجزيرة ويجب أن ننظر للموضوع بعين الجد والبصيرة وان نترك الكلام الفارغ والثرثرة والإمساك بتلابيب بعضنا البعض وكل منا خادم مطيع لفكرته وايدلوجيته لايستطيع منها فكاكا والايام تمضي ونحن علي هذه الحال لا نجلس في ( الواطة ) ونحل مشكلتنا بأنفسنا لأن الخارج ليس عنده لنا حل بل هو من سبب الأزمة وكل يوم يصب علي لهبها مزيدا من الزيت !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء