الدبلوماسية السودانية: من الفعالية الإيجابية إلى إنفعال التهويش الحركى (5)

 


 

الحارث إدريس
18 September, 2015

 

 

سفيرات ودبلوماسيات على خط أفق السياسة الخارجية

ضمت وزارة الخارجية حتى نهاية الثمانينات نخبة متفردة من السفيرات والدبلوماسيات عاطرات الذكر وراجحات الكفاءة اللواتى عاصرت بوزارة الخارجية ؛ ومنهن السفيرات اللواتى بلغن مرتبة السفير عبر التدرج الوظيفى فى المهنة الدبلوماسية:  زينب محمد محمود عبد الكريم والتى عملت سفيرا للسودان بالسويد والتى تشرفت بالتعرف على دماثتها وانسانيتها وجدارتها عن كثب خلال سفارة زوجها  د.عمر عبد الماجد  بدولة الزائير ( الكنغو) فى منتصف الثمانينات ؛ والسفيرة فاطمة البيلى ( عقيلة السفير أحمد يوسف التنى) التى عملت قائما بالاعمال بسفارة السودان فى الكويت فى ظروف الحرب القاهرة فى اوائل التسعينات والتى شطرت النظام الاقليمى العربى إثر غزو صدام المشؤوم لدولة  الكويت والذى وقفت معه الانقاذ فى مرحلتها الاولى.  والاستاذه أسماء محمد عبدالله  التى تشكل مع السفيرتين اعلاه  ثالثة ثلاث هن ابكار الدبلوماسيات السودانيات خلال فترة الثمانينات.

ومن جيل الثمانينات اذكر من زميلاتى الدبلوماسيات الاستاذه ناهد أبو عكر والتى كانت احد اعمدة إدارة المراسم ولوقت طويل  على أيام قيادة السفير السابق سيد شريف لادارة المراسم والتى ربطتنا بشكل مباشر بمراسم القصر على عهد الرئيس الراحل جعفر  النميرى ومديرها السابق السيد نديم عدوى . واذكر منهن الاستاذه الاقتصادية سلوى عوض بشير وهى من ذوات العقل الراجح والحضور الدائم حيث زاملتها فى الادارة الثقافية  على عهد السفير احمد الطيب الكردفانى وفى القاهرة لدى حضورها برفقة زميلها عمر الصديق  ( سفير سابق للسودان فى بريطانيا) إلى القاهرة لحضور احد المؤتمرات الافريقية فى عام 1985 .

والاستاذة منى عبد الرحمن حسن والاستاذة الاعلامية  نادية عيسى جفون سفيرة السودان بالسويد اواسط التسعينات  والمديرة لإحدى إدارات الوزارة لاحقا ؛ والأستاذه  " الأوكسونية"  سلوى كامل دلاله التى أستقرت بالنمسا موطن سلاطين حاكم دارفور على عهد حكمدارية الجنرال غردون ؛ المناهض للثورة المهدية ؛ والاستاذه اميره عقارب والتى ظلت على إتصال فينة واخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعى .  ومنهن ايضا السفيرة عايده عبد المجيد مدير إدارة حقوق الانسان بالوزارة  . اعتقد بإن وجود إدارة بهذا الاسم يسد فراغا كبيرا بالوزارة اذ  ثمة ارتباط كبير لحقوق الانسان بالدبلوماسية وتوجد العديد من الكتب فى هذا المجال من قبل اساتذة القانون الدولى والدبلوماسيين السابقين . والسفيرة مها سليمان أيوب ومها خضر وإلهام شانتير وسوسن عبد المجيد والراحلة ماجدولين عبد الرحمن .

ومن الزملاء الدبلوماسيين الاديب الراحل عبد الهادى الصديق الذى عاصرته  فى حداثة مهنتى الدبلوماسية حيث عملت معه لبعض الوقت تحت إشراف السفير احمد الطيب الكردفانى ؛ وكان يطمئننى بحديثه العذب وقامته الادبية ونظاراته السميكة ليخفف عنى وقع ملاحظة السفير الكردفانى بأنى مكتوب بقلم الرصاص وانا سكرتير ثالث. ومنهم المنظر الأكاديمى ومبتدع عبارة سؤال الهوية "السودانوية" واستاذ اللغة والادب الفرنسي ، السفير د.  نور الدين ساتى والذى قرأت كتاباته حول السودانوية اكثر من التقائه.

أما السفير جمال محمد إبراهيم فقد التقيته مجددا عندما ابتعث إلى سفارة السودان بلندن فى منتصف العشرية الاولى من الألفية الثانية . وأذكر انه كان جم النشاط وهو من المبادرين بوصل حبال الود مع الجالية السودانية . وكان يبعث بالصحف السودانية بشكل منتظم مما أسهم فى ربطى بالتطورات على الساحة السودانية . وقرأت له عدة مقالات فهو صاحب قلم مسهب وقريحة نشطة.

كما اذكر رعيل السفراء الاماجد الشاذلى الريح السنهورى وجلال حسن عتبانى والراحلين يوسف مختار وعثمان عبدالله السمحونى وعمر قرنى وطه أبو القاسم ؛ وعمر السيد طه  واحمد دياب وعثمان نافع الذى التقيته فى نهاية الثمانينات على أيام سفارته فى اثيوبيا ؛  وعبد المجيد على حسن  ومعتصم البرير ود. عبد اللطيف عبد الحميد  ومحمد عبد الدائم وحمد النيل احمد وسليمان الدرديرى وحسن آدم عمر وعبد الله جبارة وعوض محمد الحسن الذى لايزال نشطا بقلمه ونقرأ له فينة واخرى . ومنهم ذوى التخصص فى القانون والادارة والموارد البشرية مثل السفير عصام ابو جديرى والمقيم فى المهجر الاوربى فى لندن .

واذكر منهم السفير احمد يوسف التنى الذى عاصرناه وهو سفيرا بالقاهره على ايام الدورة التدريبية بمعهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية المصرية فى اواسط الثمانينات وزوجته الفضلى السفيرة فاطمه البيلى وقضينا معه عاما اكاديميا كان من اميز الاعوام ؛ وهو يكون بذلك من المساهمين فى إعدادنا فى فترة التلمذة الدبلوماسية بالقاهرة حيث ضمت تلك الدفعة صفوة ممتازة من الدبلوماسين ؛ عادل أحمد خالد شرفى الذى عمل بالعراق ونيويورك والهند ثم ترك الخارجية مغاضبا ومنح وسام الجدارة والشجاعة لصموده فى السفارة ببغداد فى ظروف الحرب القاهرة ؛  ومحمود محمد عبد الغنى المعروف فى اوساطنا بلقب " اللورد" فكان والده من رجال الاعمال ويملك سفنا تمخر عباب النيل فيما بين القاهرة وأسوان حيث  كان يقيم بمصر وطنه الثانى .  وكان محمود هو الوحيد من الدفعة الذى يلبس قمصان بأزرار معدنية  (  cuff link ) .

وكان أيض معنا الزميل ألور دينق رواى من جنوب السودان وزميل الدراسة الجامعية بكلية القانون بجامعة الخرطوم؛ وأذكر انه احرز نمرة كبيرة فى مادة الشريعة الاسلامية ؛ حيث يعتقد الكثيرون ان اخوتنا من جنوب السودان لمناوءتهم لتطبيق الشريعة كمسيحيين فهم ليسوا عالمين بها؛ والحقيقة ان كلية القانون تدرس الشريعة الاسلامية لمدة اربع سنوات يشتمل فيها المقرر كل فروع الشريعة من تاريخ التشريع الاسلامى إلى الميراث . وبالتالى فإن كل اخوتنا من الجنوب الذين تخرجوا من كلية القانون ملمين بتفاصيل الشريعة اكثر ممن يزعمون بأنهم وحدهم الملمين بالاسلام والشريعة. وإذكر على ايام التدريب بالقاهرة بمعهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية اننا كلما جئنا للدوام على ايام الشتاء نجد الزميل ألور دينق لابسا بدلته الداكنة بأناقه ؛ واقفا لدى ركن يستشمس فيه قبل بداية المحاضرة الصباحية الاولى . وكنا نجد ان زميلاتنا الدبلوماسيات المصريات يتحلقن حوله ؛ وذات يوم سألت زميلنا عصمت كامل قبانى وانا اقترب منه - لأستنشق ضوع عطره الفرنسى المفضل لديه  " أراميس 900 ؛ وباكو رابان " - عن سر الحلقة الصباحية وكنت لا افهم شيئا فى الشأن النسائى ؛ فضحك عصمت وقال لى ؛ الا تعرف سر تحلق المصريات حول زميلنا ألور حتى الآن فقلت لا والله. وقال لى انهن معجبات بسمرته الناعمة وبياض أسنانه الناصعة وكان ألور شخصا عذب الابتسامه ولا تغادر شفتيه. ولما قرأت بعد ذلك  بوقت طويل  مقالا عن ان المرأة تبدأ بفحص طريقة لبس الرجل ثم يتجه نظرها إلى قدميه لترى نعاله ؛ ثم تنتظر ان يتكلم لتقيّم صحة أسنانه  وهى السبب الرئيس فى محبتها للرجل تذكرت ألور فى ذلك الوقت وبدأ ت أضحك بشكل غريب؛ وكأنى أرخميدس حين خرج عاريا من حوض السباحة يقول وجدتها وجدتها؟

واستغربت كيف يكتبون فى الشعر العربى : إذا شاب رأس المرأ  أو قل ماله فليس له من ودهن نصيب.  وكنا نقيم ثلاثتنا ؛ ألور دينق – حاليا وكيل وزارة رئاسة الجمهورية بدولة جنوب السودان - ومحمد عبد الله إدريس – سفير الجامعة العربية فى مقديشيو حاليا  فى شقة بشارع الجمهورية بدون اى إحساس بأن ذلك من الشمال وذا من الجنوب .  ومنهم عطاء الله حمد بشير وتجربته مع منظومة الايقاد ؛ وعبد الرحيم خليل. ومنهم من تميز فى الرسم والفن مثل الراحل صالح باشمون الذى يخط بيراعه على الورق الابيض حتى يبدو لك مشهد لوحة باهرة تماما مثل الراحل احمد عمر احمد البشير طيّب الله ثراهم. واذكر ان مارك منسا كان يتحدث البلغارية حيث درس الاقتصاد هناك؛ والسفير الراحل صلاح هاشم كان يتحدث الفارسية قبل ان تكتمل فصول العلاقة السياسية فى تحالف ايدولوجى بين إيران والسودان على عهد الانقاذ؛ والوزير جمال محمد احمد كان يتحدث الامهرية ؛ والسفير الراحل صديق احمد محمد كان يتحدث الايطالية ؛ ومن الفرانكفونيين الذين اذكرهم من السفراء الراحل الطيب حميده ؛ ومحمد المكى ابراهيم شاعر امتى ود. عمر عبد الماجد عبد الرحمن شاعر أسرار تمبكتو القديمة .

 وبنحو خاص أذكر السيد السفير د. حيدر حسن حاج الصديق ( على قاقرين) ورغم انه كان أشهر لاعب كرة قدم فى السودان فى السبعينات وأسدت قدماه ورأسه وعقله الكروى والاكاديمى فخرا للسودان وكرة القدم السودانية بنادى الهلال السودانى ومنتخبنا القومى ؛ وسيظل إنجازه الكروى محفورا فى الذاكرة الجمعية لجمهور الكرة السودانية ؛ إلا انه شخص جمّ التواضع ووافر الادب والحياء والكرم .  ولا يفوتنى ان اذكر ان على قاقرين هو أول من " ضوقنا" طعم الدولارات ؛ فلما قدم من بانقى فى الربع الأول من الثمانينات لقضاء إجازته السنوية وجدنى فى ظروف صعبة فاعطانى مائة دولار وكانت مثار دهشتى فلم اكن يومها سوى فرانكفونيا صغيرا مكتوبا بقلم الرصاص ؛ فانصلح حالى بشكل ملفت حيث كان راتبى وقتها اكثر بقليل من مائتى جنيه سودانى. وتلك كانت فاتحة الخير لكل ما لحقها من دولارات وجنيهات استرلينية. وامثال على قاقرين جديرين بتمثيل السودان فى محافل ارفع شأوا سواء فى عالم الدبلوماسية او فى الوظائف الادارية القيادية لكرة القدم الافريقية.

ومن الفرنكوفونيين السفير عمر العالم  الذى سبقته شهرته فالتقيته مرة واحدة فى حياتى خلال العام الماضى فى لندن ولم تكتمل ترتيبات العشاء المقترح ؛ ومنهم الفاتح ابراهيم حمد ؛ وعبد الوهاب الصاوى ومحمد احمد عبد الغفار ود. نور الدين ساتى وسيد جلال الدين وعبد الباسط بدوى واحمد حامد الفكى والراحلان حسن حمراى و بشير بكار والزميل كازميرو رودلف.

ومن جهة اخرى كان اواخر موسم الصيف المطير فى لندن حافل وجامع  حيث جمعت مناسبة سياسية أقيمت بجامعة لندن بكلية بيرك بك الشهيرة  بجانب السفير الفاتح عبدالله ؛ وزير الخارجية السابق الذى أشرت إليه فى مقال سابق بأنه أحد ثوار الوزارة ؛ السيد إبراهيم طه أيوب امد الله فى عمره ؛ فهو دائما يسعى بكل جهده لجمع شتات الدبلوماسيين وربط المهجريين منهم بمن بقى فى الداخل وينافح مع اهل السودان من اجل إنبثاق فجر ديمقراطى رابع  طال انتظاره لربع قرن  ويزيد  فأصبح يرتقب مثل إرتقاب الشيعة للمنتظر .  وضم الجمع كذلك السيد السفير فاروق عبد الرحمن وكيل وزارة الخارجية السابق ومؤلف كتاب سنوات التيه الضخم ؛ ضخامة تجربته فى الحياة وتنوع أسفاره حول العالم؛ والسفير عصام ابو جديرى  السفير السابق فى سوريا ومدير الشئون الادارية السايق بوزارة الخارجية ؛ و قدم الزميلان الرشيد سعيد وهاله بابكر النور (زوجه) من باريس للمشاركة فى نفس المناسبة ؛ ولا يزالان يتمتعان بنضرة الشباب والنشاط العقلى  والحس السياسى والتطلع إلى مستقبل سودانى أفضل .  كما انضم إلى مجمع الدبلوماسيين والسفراء السابقين بالمهجر الاوربى مؤخرا ؛ السيد السفير عادل محمود شرفى بعد توجهه من سفارة السودان فى كمبالا إلى لندن مباشرة وإنضمامه إلى المعارضة ؛ حيث سبق له ان انتزع ترقيته  بقرار صادر من احدى المحاكم بالسودان وربما تكون هذه اول سابقة ترقى تم الحصول عليها عبر التقاضى. ولم اوفق إلى إلتقاء السفير الفاتح الذى قدم إلى لندن عدة مرات. وكنت قد لاحظت فيه ثلاث صفات اثناء عملى فى باكورة الشباب مع السفير الفاتح بالادارة القانونية: هو ذلك الرجل الذى اخذ من المهنة الدبلوماسية الثقة بالنفس والهدوء ؛ ومن مهنة القضاء الرزانة ودقة العبارة ورجحان الرأى. اما الثالثة وكنت اتوق ان التقيه لأتأكد من إستمراريتها فهى تفضيله البليزر الازرق  السماوى الداكن والبنطال الرمادى وهو " لبسه عرفت قيمتها وخلفيتها التاريخية فى الاناقة بعد إقامتى فى بريطانيا . وهو لا يعلم اننى أستعرت منه هذه الفكرة بحيث لا يخلو دولاب ملا بسى منها ؛ وفوجئت بسفير بريطانيا فى كنشاسا يلبس بنفس الطريقة عندما زار السفير د. عمر عبد الماجد فى عام 1987 . ولما تم نقل الزميل اللغوى كازميرو رودلف ليحل محلى فى كنشاسا فى أواخر عام  1988؛ لاحظت انها لبسته المفضلة ؛ فسألته من اين أقتبست هذه الفكرة ؟ فقال انه اعجب بطريقة لبس السفير الفاتح عبدالله فصمم ان يستأثر بها عندما ينقل الى الخارج.

هذا السفير  والقاضى الهادىء الرزين يملك معجبين كثر ربما لم يعلم بهم لتواضعه. وكانت أيضا سانحة زار خلالها  وزير الخارجية  السابق ابراهيم طه أيوب والسفراء الفاتح عبداله يوسف وفاروق عبد الرحمن وعصام ابو جديرى وعادل محمود شرفى الزميل الراحل احمد عمر قبيل وفاته ببضع أيام. وضم اللقاء ايضا  السفير السابق والمفكر محمد بشير المقيم فى لندن منذ التسعينات والذى يعمل ويحفر معرفيا لترسيخ مقاربة جديدة ومنظومة فكرية تتناول التراث والديمقراطية والهوية وغيرها  من امهات القضايا السودانية والعربية  بل كتب عن المهدية والبعث العربى وغيره من قضايا.

وخلال الفترة من عام ( 1957-1986)  ضمت وزارة الخارجية حوالى 88 دبلوماسيا من الحائزين على بكالريوس ودبلوم او ماجستير الاقتصاد وادارة الاعمال ؛ وحوالى 8 8 دبلوماسيا من الحائزين على بكالريوس الآداب ؛ و27 دبلوماسيا من الحائزين على بكالريوس وليسانس وماجستير القانون وما يقرب من 40 دبلوماسيا من الحائزين على بكالريوس العلوم السياسية ؛ وحوالى 12 دبلوماسيا  من الحاصلين على بكالوريوس اللغات الانجليزية والفرنسية والالمانية والروسية وغيرها ؛ و 22 دبلوماسيا او يزيد من حملة شهادات الدبلوم والماجستير فى شتى التخصصات  وحوالى 7 من حملة شهادة الدكتوراة. ويلاحظ ان ان معظم هؤلاء  الدبلوماسيين كانوا من خريجى جامعة الخرطوم من كليات الاقتصاد والعلوم السياسية والآداب والقانون.

ومن أصل نيف وثلاثمائة دبلومسى كان منهم حوالى مائتين وعشرون ونيف من خريجى جامعة الخرطوم والبقية الباقية من خريجى الجامعة الاسلامية والقاهرة الفرع وجامعات بريطانية وهندية ومصرية وعراقية وسعودية وشرق اوربية.  ولا ننسى أيضا ان من بينهم خريجين من جامعات فرنسية ومن بينها السربون.  فتأمل كيف قضى الاسلاميون على تطور الدبلوماسية السودانية وذلك بإبعادها لعدد كبير من هؤلاء بدون وجه حق سوى انهم ليسوا " إخوانيين" ؛ طالما ثبت  ان الدبلوماسية لا تكون بدون سفراء ودبلوماسيين محترفين. ولذا لا يصلح الشخص غير الملتزم ان يكون دبلوماسيا ناجحا وان خدم بوزارة الخارجية ، لأن مهنة الدبلوماسية تتطلب استعدادا خاصا فى الرقائق الناعمة المبرمجة لسلوك الدبلوماسى ؛ وما يكتسب منه بالتعلم محض إضافات تقل او تكثر حسب خبرة هذا او ذاك  من الدبلوماسيين. وكل الذين ذكرنا ومن لم تسعفنى الذاكرة لذكرهم  مشهور بالإناقة وحسن الهندام ووفرة  الاطلاع والقبول والبهاء والوقار إذ  صارت بهم وزارة الخارجية مجمعا للصفوة وديوانا للعلم والعلماء وحقلل للمبدعين وباحة للثقافة وفضاء للمثاقفة وفضاء نخبويا لمتعددى المشارب واللغات.

 haidriss99@yahoo.co.uk

 

آراء