الدعم السريع والدور المرتقب

 


 

 

فى هذا المقام نتحدث عن ظاهرة الدعم السريع. ونقول للشائنين إنها واقع لا يمكن تجاوزه بخطاب الكراهية والعويل. فالنظرة الموضوعية هى التى تفضى إلى التقويم الحقيقى.



وإبان الثورة التى أطاحت بنظام البشير، كان دور قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو، حاسماً فى منع تنفيذ فتوى الإبادة التى إجترحها عبد الحى والقاضى بجواز قتل ثلث الشعب إن خرج على الحاكم. لقد أربك تدخل حميدتى كل حسابات الدمويين من الحركة الإسلامية. وهو الآن العقبة الحقيقية أمام عودتهم. حاول الكثيرون وسم قوات الدعم السريع بأنهم أجانب ، وأعداء الشعب ولا مكان لهم فى تاريخ السودان. والحقيقة هى أنه تم تكوين وتأسيس الدعم السريع بمرسوم رئاسى. وهى قوات نظامية كانت تتبع لجهاز الأمن والمخابرات ومن ثم تم ضمها للقوات المسلحة كوحدة مميكنة سريعة الحركة، تصدت للحركات المسلحة وأخرجتها تماماً من الحدود السودانية.لقد تم إختيار حميدتى وضمه للقوات النظامية ضمن أتفاقية أبوجا.والآن يمنى بعضهم نفسه بأن يظل حميدتى ذلك الدرع وحامى النظام المطيع، وقد شب عن الطوق وتفوق على الماكرين بدهائه. والآن هو من صناع القرار وممن يغيرون قواعد اللعبة حسب فن السياسة.
ثمة تأييد كبير يحظى به قائد الدعم السريع. وهنالك قناعة عند قطاع عريض من السياسيين والمراقبين يرى أنه يجب أن يؤدى الدعم السريع الدور المساند للثورة وللشعب السودانى من أجل الخروج من الأزمة الراهنة. وتجنب الأنفلات وتفتيت الدولة.
لقد إرتكب النظام السابق خطأً جسيماً بفصل الجنوب. ولابد من حراسة اللحمة الوطنية بقوة حقيقية يمكن تطويرها لتصبح جيشاً وطنياً محترفاً. وهذا ما يستطيع الدعم السريع القيام به. يمكن للدعم السريع الإنحياز للشعب ولثورته والتصدى للذين يقمعون المتظاهرين السلميين. وهنالك تيار عريض وواسع يدعم دور الدعم السريع فى المرحلة القادمة الحاسمة.

aljidayali50@gmail.com

 

آراء