الدكتور خليل … بولاد 2 ….. بقلم: ثروت قاسم
26 May, 2010
عباس كوتي
عباس كوتي الزغاوي هو وزير الدفاع الحالي في حكومة ادريس ديبي ! وقد كان يقود حركة معارضة حاملة للسلاح ضد الرئيس ديبي , ثم عقد مصالحة مع الرئيس ديبي , واصبح وزير دفاعه , ويده اليمني ؟ وقد كان عباس كوتي يؤمن الدعم العسكري والاستخباراتي لقوات العدل والمساواة ، اذ تربطه قرابة سرارة مع الدكتور خليل ابراهيم ! ولكن بعد مصالحة عباس كوتي مع الرئيس ديبي , فقد الدكتور خليل ابراهيم اهم حليف استراتيجي له في تشاد , واصبح ظهره كاشفاً , وبدأت مشاكله تتري , كحبات المسبحة المقطوعة .
ويجهز عباس كوتي حالياً لحملة عسكرية مكثفة ضد حركات المعارضة التشادية الحاملة للسلاح ! والتي تعسكر داخل دارفور علي بعد 300 كيلو متر من الحدود التشادية / السودانية ؟
الدوحة وان طال القعاد في طرابلس ؟
الدكتور خليل ابراهيم في ورطة حقيقية ؟ فهو وعناصره معتكفون في فندق في طرابلس ؟ وقد رفض المسؤولون الليبيون المعنيون بملف دارفور مقابلته ؟ وهذه رسالة واضحة بانهم في ليبيا غير معنيين بمساعدته عسكرياً ؟ وانهم يفضلون رجوعه الي الدوحة حيث يجد حلاً لمشكلة دارفور , بدلاً عن مساعدته للعبور جنوباً الي منطقة قواته في دار زغاوة في دارفور ؟
لا يستطيع الدكتور خليل الهروب جنوبأ الي دارفور . لانه يعرف , حق المعرفة , ان الاقمار الصناعية الامريكية , سوف ترصد تحركاته جنوبأ . وسوف يمرر الجنرال الانقاذي قرايشون المعلومات الاستخبارية لاصدقائه الانقاذيين ؟ الذين سوف يقابلونه بالورود والرياحين , كما فعلوا من قبل مع بولاد ؟
وقد رفضت دولة النيجر طلب الدكتور خليل ابراهيم اصدار جوازات سفر نيجيرية له ولعناصره.
طلبت السلطات الليبية من الدكتور خليل ابراهيم مغادرة طرابلس في اقرب فرصة ممكنة ؟ ولن يستطيع الدكتور خليل ابراهيم المغادرة الي اي بلد بخلاف الدوحة ؟ اذ لا يملك علي اي اوراق ثبوتية , بعد اتلافها , ورقة ورقة , في مطار انجمينا , بواسطة سلطات الامن التشادية .
اذن المخرج الوحيد المتيسر حالياً امام الدكتور خليل ابراهيم هو الرجوع الي الدوحة , ان عاجلاً او اجلاً.
الدوحة وان طال القعاد في طرابلس ؟
ملك ملوك أفريقيا
في يوم الاثنين الموافق 24 مايو 2010م , قابل السيد محمد عطا المولي عباس رئيس جهاز المخابرات والامن الوطني السوداني في مدينة مصراته الليبية ، ملك ملوك افريقيا ! نقل السيد محمد عطا المولي لملك ملوك افريقيا , رسالة شفهية من شقيقه الرئيس البشير ، طالبه فيها بالضغط علي الدكتور خليل ابراهيم , بالرجوع الي الدوحة , لمواصلة المفاوضات , لابرام اتفاقية سلام شامل , بين حركة العدل والمساواة ونظام الانقاذ .
القي ملك الملوك محاضرة طويلة علي السيد محمد عطا المولي ، نختزلها في مايلي :
استنكر ملك ملوك افريقيا علي نظام الانقاذ , الضغط علي ليبيا , لطرد الدكتور خليل ابراهيم من طرابلس الي الدوحة , لارغامه علي توقيع اتفاقية سلام , تحت الابتزاز والتهديد والاساءات البالغة لشخصه وحركته وقضيته ؟
وركز ملك ملوك افريقيا علي ثلاثة محاور كما يلي :
اولاً :
قصفت الطائرات الحربية السودانية مواقع حركة العدل والمساواة في اقليم جبل موون في غرب دارفور , وفي منطقة شنقلي طوباي في شمال دارفور , وفي قرية ترتار في جنوب دارفور! وقامت القوات المسلحة السودانية , من فرقة المدرعات والمشاة بتكملة الاجهاز علي قوات حركة العدل والمساواة , بالمدافع والاسلحة الثقيلة .
يحدث ذلك في نقض واضح وصريح , لاتفاقية وقف اطلاق النار , التي ابرمها نظام الانقاذ مع حركة العدل والمساواة في الدوحة في 23 فبراير 2010م !
تساءل ملك ملوك افريقيا :
كيف نتوقع من الدكتور خليل ابراهيم ان يواصل التفاوض مع نظام يخرق اتفاقية السلام الاطارية , التي وقعها ولم يجف حبرها بعد ؟
ثانياً :
طلب نظام الانقاذ من الانتربول القبض علي الدكتور خليل ابراهيم لمحاكمته في الخرطوم , للغزوة التي شنها علي ام درمان في مايو 2008م !
اتفاقية السلام الاطارية ( الدوحة , 23 فبراير 2010م ) بين نظام الانقاذ وحركة العدل والمساواة , قد جبت ومسحت كل الاعمال العسكرية السابقة ! بل اشتملت علي بنود تلزم الطرفين بالافراج عن الاسري من الجانبين ! وقد أمتثلت حركة العدل والمساواة لهذه البنود , وقامت بتسليم اسري وجرحي نظام الانقاذ في منطقة الطويشة في يوم الاثنين 24 مايو 2010م !
تساءل ملك ملوك افريقيا عن الداعي لنبش الفتن النائمة بعد ان ان تم قبرها في الدوحة في 23 فبراير 2010م ؟ وبرضاء الطرفين : نظام الانقاذ وحركة العدل والمساواة .
ثالثاً :
عمم نظام الانقاذ طلباً ملحاً لكل الدول الافريقية المجاورة , لعدم استقبال الدكتور خليل ابراهيم في اراضيها , ومعاملته كمجرم هارب من العدالة ؟ وضغط نظام الانقاذ علي تشاد لتمنع الدكتور خليل ابراهيم من دخول تشاد , ومواصلة طريقه الي دار زغاوة في دارفور ، حيث تتمركز قواته . اذعنت تشاد لطلب نظام الانقاذ , حسب الاتفاقية الامنية التي تم ابرامها بين الدولتين في يناير 2010م ! ولكي تضمن حكومة تشاد طرد نظام الانقاذ لحركات المعارضة التشادية الحاملة للسلاح , والمتمركزة في دارفور علي بعد 300 كيلو متر من الحدود التشادية / السودانية .
كيف يتوقع نظام الانقاذ من الدكتور خليل ابراهيم الجلوس والتفاوض معه بحسن نية وقلب مفتوح , وسيف الاكراه والتهديد مسلط علي رقبته ؟ وهو يري ويقاسي من اهانة واذلال وعدم احترام نظام الانقاذ لشخصه ولحركته ولقضيته ؟
رابعاً :
طالب الدكتور خليل ابراهيم بتجميد وعدم عقد الانتخابات في دارفور الكبري الي ما بعد توقيع اتفاقية سلام شامل , لضمان شفافية ونزاهة وحرية الانتخابات , بدلاً عن الاصرار علي عقد الانتخابات , ودارفور في حالة حرب , وتحت قانون الطوارئ والاحكام العرفية ؟
انتهت الانتخابات ! ولم تشارك فيها الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح , ولم يشارك فيها حزب الامة ( الذي اكتسح دارفور الكبري في اخر انتخابات ديمقراطية في عام 1986م ) , ولم تشارك فيها الحركة الشعبية , ولا الحزب الشيوعي !
كان المفروض تجميد الانتخابات في دارفور الكبري , مثلما تم تجميدها في ولاية جنوب كردفان ! وعقدها بعد توقيع اتفاقية سلام شامل في دارفور ؟ ولكن لم يمتثل نظام الانقاذ لطلب حركة العدل والمساواة . وتم عقد الانتخابات في ابريل 2010 ! والحال هكذا , فان نظام الانقاذ سوف يدعي , بان شعب دارفورقد اختار ممثليه الشرعيين في انتخابات ابريل 2010م ! وعلي كل الاصعدة !
سوف يهمل نظام الانقاذ , ولن يعترف باراء وطلبات حركة العدل والمساواة , وغيرها من الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح , والمدنية علي السواء .
تساءل ملك ملوك افريقيا ان كان هذا الاجراء يقود الي سلام في دارفور ؟ حتي لو خلصت النوايا من كل الاطراف .
رجع السيد محمد عطا المولي عباس الي الخرطوم ، تاركاً وراءه في مصراته خفي حنين ؟
ولكن رغم رجوع السيد محمد عطا المولي الي الخرطوم حتي بدون خفي حنين , فان ايادي ملك ملوك افريقيا مغلولة ؟ ذلك انه عقد صفقة مع الرئيس ديبي , تدعم ليبيا بموجبها تشاد مالياً , مقابل طرد تشاد لقوات الموناكارت الاممية في شرق تشاد , واي قوات اخري اجنبية ( فرنسية ؟ ) داخل تشاد .
خاتمة :
دارفور تسير مغمضة العينين , وكانها منومة مغنطيسياً , نحو الهاوية . الدكتور خليل ابراهيم سوف لن يقبل بتوقيع اتفاقية سلام في الدوحة , وسيف التهديد والاكراه مسلط علي رقبته ؟ وربما بدأ حرب عصابات , وعمليات غوريلا , وكر وفر , ومحاصرة للمدن , وقطع طرق , بل نهب مسلح , بعد فشله الذريع في تحقيق اختراقات ونجاحات حاسمة لصالحه , حتي في منطقة جبل موون , معقل قواته .
وقد هدد الجنرال غرايشون بان المساعدات الاغاثية الانسانية الامريكية لدارفور , والتي تبلغ حالياً ملياري دولار في السنة , سوف تتوقف بعد يوليو 2011م , بقيام دولة جنوب السودان الجديدة . اذ سوف يتم تحويل هذه المساعدات من اغاثة لاجئ دارفور , الي تعمير وبناء دولة جنوب السودان الجديدة .
الجوع ينتظر لاجئ ونازحي دارفور ؟ بل قل كل اهل دارفور .
لجؤ , نزوح , مجاعات ، امراض ، فاقد تربوي ، نهب مسلح ، قطع طرق ، تفلتات امنية , موت , أغتصاب , وباقي القائمة الجهنمية ؟
هذا هو ما تقول به الكرة البلورية ؟ وما ينتظر دارفور في المستقبل القريب ؟