الذين راح ليهم الدرب فى بيت ألمى!
(تلغراف الى الوطن )
رنّ تلفونى فى وقت غير مناسب . ولكنى لم اغلقه ورديت على صاحب الاتصال . قال الرجل انه يريد منى خدمة اقدمها له وللملايين غيره بوصفى احد الكتاب الذين يطلون كثيرا فى الوسائط الاعلامية الاسفيرية المتنوعة والاكثر والاوسع انتشارا . وصار فى امكانهم اسماع وجهة نظرهم الى اكبر عدد من المتلقين .و قال الرجل انه يطلب منى ان اتوسط له لدى السادة فى تجمع المعارضة المعروف بقوى الاجماع الوطنى بأن اطلب منهم بكل احترام أن يهونوا عليه و على انفسهم و على الالوف الكثيرة التى هى مضطرة الى الاستماع الى تهريفهم والى تحمل فلقة الدماع التى ظلوا يسببونها لها منذ ان ظهروا فى فضاءات الوجود المعارض على حين غفلة من الزمن . واحتلوا مسرح اللعلعة وصاروا يلغلغون فيه بلا انقطاع لكى يبلغوننا كل ساعة وحين انهم صاروا قاب قوسين او ادنى من اسقاط النظام ان ليس اليوم فغدا . وطلب الرجل تحديدا ان اتودد الى الاستاذين فاروق ابوعيسى وكمال عمر لكى يكفا لسانيهما عن اللغلغة والثرثرة الفارغة عن قرب سقوط النظام على يدى قوى الاجماع الوطنى رحمة بنا وبهم . وقال الرجل ان هذه الجماعات الديناصورية لن تستطيع ان تسقط ذبابة ناهيك عن حكومة شرانية جد بالمعنى الحرفى للكلمة . عامل الزمن الغلاب لن يعينها . ولا التاريخ القريب . فالشعب لن يقع فريسة مرة اخرى لاحدى تجليات الاستاذ فروق ابوعيسى من شاكلة ليلة المتاريس التى اختلق فيها الكذبة المشهورة عن الدبابات التى كانت تزحف باتجاه الاذاعة لاسقاط ثورة اكتوبر. وكان ان خرجت الجموع الهادرة الى الشوارع واغلقتها بالمتاريس. ولكن الجماهير تبينت الكذبة البلقاء سريعا ومضت فى حال سبيلها . الآن يكثر الاستناذ ابو عيسى من الحديث عن قربهم من اسقاط النظام على يد قوى الاجماع . وهو لا يعلم ان لا احد فى المعارضة او فى الحكومة يصدق ان قوى الاجماع يمكن ان تسقط ذبابة واحدة ناهيك عن حكومة تعرف كير وكراكير معارضة الديناصورات البشرية التى اكل الدهر على ظهرها وشرب. المروة مافى . القدرة مافى . العزيمة مافى . الرؤية معدومة . قلت للرجل هذا عن ابو عيسى الناطق السابق باسم التجمع الديمقراطى . ماذا عن رئيسه ورئيس التجمع الديمقراطى السابق الذى لا يعرف له مكان او موقف فى الوقت الحاضر رغم المحن التى تحيط بالوطن احاطة السوار بالمعصم . قال الرجل هذا السؤال غير مناسب . فهو ليس مهتما بالتائهين الذين راح ليهم الدرب فى بيت ألمى . ولكن لا باس من تشجيع الاستاذ ( كمال عمر) على الصمت رحمة بنفسه . فالرجل لا فى العير و لا فى النفير حسب رأى بعض زملائه فى الحزب من الراغبين فى اعتلاء مقطورة الانقاذ هروبا من الحالة الصعبة .
Ali Ibrahim [alihamadibrahim@gmail.com]