الذين صنعوا داعش بليل والناس نيام! … بقلم: السفير/ د. على حمد إبراهيم
كشف الحال فى المخيلة الشعبية العربية يعنى فضح السر المخبؤ الذى يحيك فى صدر حامله ويكره أن يطلع عليه الناس . كشف حال داعش المقصود هنا هو اخراج المخبؤ من اسرارتشكيلها. وتمويلها.ومن هم صانعوها.وماهى الفوائد المنتظرة من صناعتها. ومن هم المتضررون من صناعتها .
المستر إدوارد سنودن ، عميل وكالة الأمن القومى الامريكية السابق، يخبرنا ، بعد أن أصبح طليقا من قيود وظيفتة الحساسة ، يخبرنا بأن الولايات المتحدة ، وبريطانيا ، واسرائيل ، هى الدول التى صنعت داعش بالاشتراك عن طريق إحياء ( خطة عش الدبابير) القديمة التى كانت هذه الدول قد وضعتها عند قيام دولة اسرائيل فى عام 1948 بغرض حماية اسرائيل من اعدائها العرب الكثيرين الذين يحيطون بها من كل الجهات احاطة السوار بالمعصم . وتتلخص الخطة فى تجميع كل المتطرفين الذين يحملون افكارا شاذة وجاذبة للعداوات وتفتيت الجوار الاسلامى المحيط باسرائيل عن طريق اشغاله بحروب داخلية تهد من قواه على ان ينتظم هؤلاء المتطرفين فى تنظيم واحد فى تكتل واحد لا يقبل بافكار الآخرين فحسب بل ويكفرهم ويعمل على قتلهم وابادتهم وتشتيتهم وزرع الضعف والوهن فى صفوفهم . بمعنى أدق : اشغالهم بعداوات داخلية لاتترك لهم لا الوقت ولا الطاقة على انجاز عمل عدائى ضد اسرائيل. وللتمويه يكون خطاب هذا التنظيم خطابا اسلاميا متشددا فى ظاهره ضد المسلمين الآخرين بعد تصنيفهم بأنهم اعداء الاسلام الحقيقيون . ومن ثم توجيه السلاح الى صدورهم تحديدا دون غيرهم زرعا للفرقة بين الأمة الاسلامية .المعلومات التى سربها المستر ادوارد سنودن، عميل وكالة الامن القومى الامريكى ، عن خطة عش الدبابير ،على اهميتها ، لن تثير اندهاش الكثيرين. فهى تكاد تدخل فى حيز المعلوم بالضرورة . فتنظيم لا يتعدى عمره الاربع سنوات يخرج على العالم بامكانيات عسكرية وتنظيمية ولوجستية تجعله قادرا على محاربة العالم ، لا تنتطح عنزتان في أن قوى كبرى جهزته بهذه القوة . المستر سنودان لم يقصّر فى التبليغ و الافادة عن خبث بعض الذين يدعون بانهم حلفاؤنا ولكنهم يتدثرون بالكذب والخداع و لا يظهرون لنا ما يخفون . والسؤال المحورى هو هل فعلا يجهل القادة العرب هذه المعلومات. تاييد اسرائيل المكشوف لداعش ولبطش الاسد بشعبه يؤكد على مصداقية ما كشفه المستر سنودن . فقط علينا أن لا نصدق دموع التماسيح التى يذرفها الذين صنعوا داعش بليل والناس نيام !
alihamadibrahim@gmail.com