الذي يري بورتسودان اليوم وهي تحتفل بالذكرى ٦٩ لتأسيس الجيش لابد أن يصاب بالذهول

 


 

 

الذي يري بورتسودان اليوم الرابع عشر من شهر اغسطس وهي تحتفل بالذكرى ٦٩ لتأسيس الجيش لابد أن يصاب بالذهول وعدم التصديق بكل هذه الصور الحية التي يراها أمامه متمثلة في الفرق الغنائية والموسيقى والحلقة عامرة بالراقصين بالعصي وبالضاربين أقدامهم علي الأرض بقوة ... والمشهد كلو علي بعضو يذكرك بالمخلوع ورقصاته المشهورة بمناسبة ومن غير مناسبة ...

هذا الحفل الإجرامي نقلته القناة الفضائية السودانية علي الهواء مباشرة امعانا منها في اغاظة الشعب وصب مزيدا من النار علي معاناته ... وحتي المذيعات ظهرن في ابهي حلة يرتدين الثوب الجميل الأنيق مع كثير من الابتسامات... والمذيعون ظهروا في حلاقة فخيمة لشعر الرأس واللحي والشوارب وأجمل البدل ... ودار الحديث داخل الاستديو وفي البث الخارجي من الثغر بطريقة تشعرك بأن البلد تعيش في ازهي أيامها بل هي في عيد ...
ولو كانت الكاميرا منصفة لسافرت بنا الي العاصمة المثلثة في ذاك الوقت والحين ليري العالم المفارقة التي لا تخطر علي بال ... جثث مبعثرة في الشوارع ومقابر في الميادين والساحات والبيوت والمرافق من مدارس وجامعات ومؤسسات... لايوجد لهذه الجثث من مشيعين لأن الناس فروا بجلدهم للولايات أو لدول الجوار ... عاصمة قتلها الظلام ونقص الماء والطعام والدواء والخوف والرعب ... تعطلت المشافي ومات المرضي من الإهمال وجاهد ملائكة الرحمة من جيشنا الأبيض ينقب في الأرض وينحت الصخر من أجل حبه بندول وقطن وشاش و زجاجة دم و ( درب ) !!..
وفي بورتسودان وقف علي المنصة الرئيسية عقار يعزفون له السلام الجمهوري ويعطونه التحية... وقبل أيام كان عقار يوهمنا بأنه عنده خارطة طريق لإيقاف الحرب ... هل لمثل هذا البهلوان أن يوقف الدماء ويضمد الجراح وهو يرقص علي جثث الموتى ...
أما الفكي جبريل فقد جلس في مقدمة الصفوف يشهد الحفل وفي يده يمسك بالمسبحة ويلوح بيديه بطريقة شيخه ابراهيم السنوسي وهو يستمع لآيات من القرآن الكريم... يافكي جبريل أن الخشوع مكانه القلب وليس بالحركات وهذا الخشوع يكون بين العبد وربه ولا يحتاج أن تلفت الأنظار إليه حتي لا نكون من المنافقين !!..
رأينا كما قلنا الفرق الغنائية وهي تتمخطر في الحلل الزاهية ولابد أن الصرف علي التدريب وتوفير الازياء بهذا البذخ المبالغ فيه قد كلف الخزينة المال الوفير في وقت نحتاج فيه لأي مليم والبلاد تخوض حرباً ضارية أشعلها بغباء جنرالان افقرا البلاد ووضعاها علي حافة المجاعة ومازالا في حقدهما الدفين علي الثورة والثوار يتركان الخرطوم تحتضر وفي بورتسودان يحتفل عقار وجبريل والكيزان بنصر متوهم وخيبة ما بعدها خيبة !!..
الإمارات أنكرت أنها تمد أحد طرفي الصراع في السودان بالسلاح والذخيرة... إن هذا الإنكار لن يفيدها بشيء بل سيزيد من كراهية أهل السودان لها ... وكيف نصدق ابن زايد وقد رهن قراره للصهاينة وسلم ( دقنه ) بالكامل للمجرم نتينياهو !!..
ياابن زايد الشعب السوداني ليس ( اضينة ) ( تدقو وتتعضر ليهو ) !! ... ( العب غيرها ) !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com
///////////////////////

 

آراء