الرئيس.. تأسيس الجامعات والجنوب

 


 

 

الرئيس عمر البشير الرجل الذي يحمد و يشكر له ويعود له فضل تأسيس جامعات وبشكل غير مسبوق في مختلف بقاع وأنحاء السودان وبرغم الإشفاق والنقد والتحدي والصعاب والذي لازم قيام هذه الجامعات إلا أنها ثبتت ودرّست وخصصت وخرّجت دفعات عديدة وأتاحت الفرص الدراسية لكثير من طلاب وأبناء السودان وأتاحت فرص العمل لكثير من حملة الدرجات والشهادات العليا في هيئات التدريس بهذه الجامعات وأتاحت فرص وظيفية لكثير من مواطني مدن وأرياف السودان أينما وجدت وانتشرت فيها تلك الجامعات بكلياتها المختلفة وأصبحت هذه الجامعات مؤسسات ذات كيان و وجود في كل السودان برغم ما صاحبها من بعض المشاكل وسوء الإدارات أحياناً والتي لم ترتقي لمستوي المسئولية والخبرة والأسس التربوية واختيرت هذه الإدارات في بعض الجامعات علي أسس سياسية وجهوية مما أثر علي مردود بعض الجامعات وعطائها وغشيتها كثير من الإشكالات ومظاهر عدم الاستقرار أحياناً .

أيضاً يعاب علي إدارة التعليم العالي إصرارها علي اختيار مدراء للجامعات الولائية من جامعات العاصمة أو جامعة الجزيرة دون إعطاء الفرصة لتلك الجامعات لاختيار مديريها من هيئة تدريسها وأساتذتها وكأنّ هذه الجامعات لم تبلغ سن الرشد وأساتذتها غير جديرين بتسيير شئون جامعاتهم وكل وزير يأتي للوزارة يختار مدراء لهذه الجامعات الولائية من جامعته الأم التي كان يعمل بها أو من أهل تخصصه ومهنته وكذلك يعاب علي الوزارة تعقيد أمر الترقيات ولوائحها والخاصة بالأساتذة وإخضاعها لأمزجة مدراء الجامعات ولنا تجارب مريرة في هذه الجامعات ومع شاكلة المدراء أصحاب المزاج والهوى والذين يتعاملون مع هذه المؤسسات وكأنها ريع خاص بهم وبأسرهم وقبائلهم بل أن بعضهم يرتكب الأخطاء ويتسبب في بعض المشاكل لسوء إدارته ويتشدق بأنه عيّنه الرئيس وأنه دستوري؟ ويحمّل الرئيس المسكين فوق طاقته !!.

 أخي الرئيس مكابر من يدّعي أن هذه الجامعات لم تخدم مجتمعاتها ولم تقدم ولم تؤهل وكاذب من يقول أن هذه الجامعات لم تفيد المدن والأرياف التي احتضنتها ولم تستوعب مواطنيها وتخدم مجتمعاتها ولكن يجب أن تدار هذه الجامعات بشكل جيد ومسئول بعيداً عن المحسوبية والمجاملة والحزبية وحثي لا تتأثر العملية التربوية والأكاديمية وكما كان سابقاً وفي جامعة الخرطوم حيث كانت لا تتعدي المدة الزمنية لمدير الجامعة الأربع سنوات وتعطي الفرصة لغيره وبالتناوب من مختلف الكليات والمجمعات فلا يعقل أن يدير شخص جامعة لثمانية سنوات أو أكثر ويبقي في هذا المنصب لفترة طويلة  أو ليس هناك شخص مؤهل غيره ؟ وهل عقرت حواء السودان !!! وأين تكافؤ الفرص والتداول الإداري وأين محفزات العمل الإداري الجامعي؟

كذلك ما يخص استحقاقات الأساتذة والعاملين بتلك الجامعات فيجب النظر إليه بعين الاعتبار ولا يترك الأمر لنقابات لا تخدم ولا تقدم بل يجب أن يكون ذلك من واجبات الوزير ووكيله وفوقهم راعي التعليم العالي.

سعادة الرئيس لم أكن أتمني أن يكون تأسيس جامعات جديدة وخاصة في الجنوب من ضمن حوافزك و برنامجك الانتخابي لأن ما هو موجود من جامعات ليس بقليل ولأن يقيني بأنها ليست ذات جدوى في دعم برنامجك وتأييدك والمؤشرات تقول بأنك ستفوز علي من معك من منافسين في الساحة وبدون تزوير من منطلق معطيات كثيرة وليس هذا المقال مكانها ومقامها ولكنك حتماً ستفوز ولأنك الأرجح وشهر أبريل قريب!!! ولكن وصيتي بأن توجه ببذل الجهد في تجويد عطاء وإمكانيات الجامعات الموجودة سواء كانت بالشمال أو الجنوب وإذا أراد أهل الجنوب فتح مزيد من الجامعات فليكن بعد العام 2011 م وهذه هي واقعية الأمور ولأن قيام جامعات وحده لا يحقق الوحدة ولا يجعل أمرها جاذبا ولا يبدل ما في نفوس حكام الجنوب الحاليين تجاهك ولا يبدل نزعتهم للانفصال الذي يعملون له بكل السبل والوسائل والاجتهاد.

 فلماذا أخي الرئيس لا تقوم مثلاً جامعة بوادي حلفا مثلاً تحمل أسم حلفا وهي تستحق بتاريخها وسبقها الحضاري والتعليمي والظلم الذي لحق بأهلها من خلال تهجير عام 1964 م والذي أضر بأهل وكيان حلفا كثيراً ..؟ آلا يستحق أهل حلفا جامعة  تنسب لهم وتحمل أسمهم بدلاً من مدينة التمرد الأول ورمز البغض للشماليين وأهل الشمال مدينة توريت !!!!

 فلتوفر الإمكانيات وتعطي الاستحقاقات لمن يستحق وأرض الشمال في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور والشرق والوسط والشمالية تحتاج لأقل من ميزانيات الجامعات والتي أمرت بتأسيسها والتي تكفي لقيام ووجود أبسط الخدمات والبنيات والتي يحتاجونها أهل تلك المناطق ولأنهم هم من سيجعلك فائزاً ولا يقبلوا أن يحرضوا عليك أو أن يتنكروا لك وإن أختلف البعض معك وليست مسئوليتك أنت انفصال الجنوب أو وحدته مع الشمال والذي إن صار فهو خيار الجنوبيون وبمحض إرادتهم وأنت أول من يحترمه لأنك صغته معهم اتفاقا والتزاماً ويجب أن يشكروك عليه بدلاً أن يحرضوا أهلهم في عدم التصويت إليك وأنت أصلاً إن تيقنت وصبرت لا تحتاج أصواتهم ودعمهم .

tayseer marawe [tmarawe@gmail.com]

 

آراء