مقدمة : لكي تعيش في العالم العربي يجب أن تخرس !!) مقولة مشهورة للشاعر السوري محمد الماغوط الراحل عن عالمنا عام 2006 وكان أحد أهم الأصوات الشعرية العربية في خمسينيات وستينيات وحتى مطلع السبعينيات من القرن الماضي .
ومعلوم أن أول شركة لخدمة الانترنت في السودان تم افتتاحها عام 1997 حيث أفتتح أول مقهى لتلك الخدمة وسط الخرطوم ولفتت زحمة الناس واقبالهم على هذه التقنية الجديدة أنظار الحكومة فتوجست خيفة وبدأت التفكير جدياً في محاربتها ووضع ضوابط تحكم عملها .. فكان أن شرعت في عام 2003 الهيئة القومية للاتصالات السودانية آنذاك في تركيب أجهزة الرقابة على المواقع الاليكترونية بحجة الحفاظ على ما أسمته بأخلاق وثوابت الأمة !!.
ومما يجدر الاشارة اليه هنا هو أن السودان – في التقويم لعام 2015- يحتل المركز174 بين 180 دولة في ما يتعلق بحرية الصحافة في العالم !!.
وبالعودة لموضوعنا فان الكثيرين – خاصة معارضي النظام وهم يشكلون السواد الأعظم من الشعب السوداني – قد استبشروا خيراً ببزوغ نجم جديد في عالم المواقع الاليكترونية المعارضة أو تلك التي تهتم بحال السودان وشؤونه بعيداً عن أعين الرقيب الحكومي وأ ذرعته الأمنية على اختلاف مسمياتها .. وهو الراكوبة العام 2005.
ثم جاءت الطامة الكبرى حينما تم اعتقال الأخ وليد الحسين في 23-7-2015 من منزله بمدينة الخُبرالسعودية وحبسه بمدينة الدمام .. وهما مدينتان متجاورتان بشرق المملكة .
أما لماذا وليد دون سواه من اداريي ومحرري ومشرفي موقع الراكوبة ؟؟؟.. فهذا ما سأجيبت عليه عبر سلسلة من المقالات – تبدأ بهذا المقال - وتبحث في غور المسألة لتوضيح الحقائق كاملة لمن يريدها بعيداً عن المزايدات أوالتكهنات أوالسباحة في عالم الأوهام والتلفيقات الكاذبة !!.. وأترك الحكم – في نهاية المطاف – لفطنة القارئ الكريم وكل متابع أو مهتم .
لماذا وليد اذن ؟؟؟ :
أولاً : لأنه الأقرب جغرافيا – السعودية – حيث يشاع بأن معظم من يديرون شؤون الراكوبة اليوم هم يعيشون خارج المنطقة العربية وأنا أعرف ثلاثة منهم ولأسباب معلومة لا أود ذكر أسمائهم هنا .. وثلاثتهم يعيشون في القارة الأوروبية .
ثانياً : لأنه أكثرهم تواصلاً مع الآخرين واتصالاً بالكتّاب لحثهم على الكتابة في الراكوبة .. وهؤلاء الكتّاب لا يعرفون أحداً سواه حتى راج أنه صاحب الموقع ومؤسسه ومالكه .. وهذا أمر – بالطبع – يزعج بقية الشركاء !!.
ثالثا : معظم كتّاب الموقع ومعلقيه – حتى في جنوبنا الحبيب أمثال سايمون دينق – وصلوا الموقع عن طريق وليد وهو المبادر دوماً وليس أي شخص سواه .. وقد كانت آخر محادثة بيني وبينه يوم 13-7-2015 عبر الواتساب .. وقد سبق ذلك أن طلب مني في العام 2013 – حينما كنت أعمل بصحيفة الراية القطرية في الدوحة – أن أعد له برنامجاً لاذاعة الراكوبة التي أنشأها هو ولكنها توقفت لاحقا كما هو معلوم .. خاصة وانه كان من المتابعين بل المهتمين بسلسلة مقالتي التي نشرتها بالراكوبة عن فضائية للمعارضة آنذاك ..كما انني – وفي احدى مكالماتنا معاً - قدمت له مولانا سيف الدولة حمدنا الله والذي أصبح بعدها أحد كتاب الموقع اللامعين والمحتفى بمقالاته راكوبياً ! .
هذه العوامل مجتمعة يتداخل فيها الأمني مع الاداري !! بمعني أن أجهزة النظام الأمنية وجدت في وليد صيدا سهل الاصطياد .. وادارة الراكوبة ربما حمدت الله على انه تم القضاء على ما يظن البعض منهم انها هيمنة وليد على الموقع واسكات صوته .. وهذا ما حدا بهذه الادارة - حينما أصدرت أول بيان لها بشأن اعتقاله – تؤكد – بل تشدد - على أن وليد انما هو مجرد واحد من المشرفين الموقع وليس بصاحبه أو مؤسسه أو مالكه كما شاع وراج .. وهذا صحيح ولكن وليد – حسب علمي - هو الفني أو التقني الأول في الراكوبة :
بيان للرأي العام حول اعتقال الزميل وليد الحسين
وفي المقال القادم - باذن الله تعالى - لي عودة لملابسات هذا البيان والصادريوم 2-9-2015 وتفنيد ماحواه .. كما انني سأجيب على تساؤلات أراها - مثل الكثيرين غيري- جوهرية : كيف تآمر عليه بعض زملائه في موقع الراكوبة نفسه ؟ ولماذا لاذوا بالصمت وما زالوا ؟ ..وما نطقوا الا ببيان يتيم ؟ ..أليس في ذلك ما يدعوا للحيرة والعجب ؟.. وسأعقبه بمقال يجبيب على تساؤل آخر: كيف تورط جهاز الأمن السوداني فعلياً في عملية الاعتقال ؟ .
ثم آخر المقالات : كيف هيمنت جهة معارضة بعينها على الموقع وجعلت منه ذراعها الاعلامي رغم اننا ظنناه موقعاً حراً مستقلاً ؟؟.