الزارعنا غير الله يقلعنا

 


 

 


izattaha@yahoo.com


تبقت ايام ليروح ثلث البلاد بموارده الغابية تبعا لاتفاقية (نيفاشا) اللعينة وجماعة وحدة السدود تسعى سعيا حثيثا لانقاص ما تبقى من مساحة الغابات في الشمال... وما بقى لينا غير شجر (الدمس)...

فهل لاحظتم أعزائي ذلك التشابه العجيب بين شجر الدمس الذي بات ينتشر كالنار في الهشيم في السودان كشجر وسياج شجري.... وحزب سياسي في السودان.....

فبالرغم من منظر شجرة الدمس (المش ولا بد)  كشجرة الا وانها عندما تروّض وتقص يمكن أن تمثل سياجا شجريا ممتازا لمنزلك أو للروضة في الحي أو غيرها من الأمكنة ولكن السياج حالما يتغير وتختل أطوال الشجر فيه لتحوجك كل أسبوع لتقوّم ذلك السياج بالقص حتى يصير مستويا وتتكلف بجانب المجهود العضلي خطرا صحيا من الغبار الذي يعلق بالشجر الذي قد يصيبك بالحساسية أن لم تضع كمامة في أنفك.

فهذا الدمس الذي نشط الناس في زراعته في كل حتة هو خطير جدا للمباني عند زراعته قريبا منها كشجر وله قابلية كبيرة جدا وشره غير عادي للمياه... فليحذر الناس ان عند اهماله من الري فسوف يبحث عن الماء متخللا الحيط والمباني حتى وان تطلب البحث عن الماء في (الزير) الفي الحوش الوراني والا الى داخل تلاجتك حتى... كما لا يسمح شجر الدمس زراعة شئ آخر بالقرب منه البتة... فهو (الدمس) لا يطيق زراعة النخيل بتاع الشمال بالقرب منه ولا الدليب بتاع الغرب وحتى الأراك بتاع الشرق كما لا يطيق شجر المهوجني (الجنوبي)...

بالله (الدمس) دا ما بيشبه ليكم حزب في بلدنا والغريبة تأكيدا لهذا التشابه اتخذ ذلك الحزب (الشجرة) رمزا له أيام الانتخابات السابقة... فشجرته الرمز شجرة كسائر الأشجار ولكن ان تمعنت فيها فانك تجدها وقد ضربت بعروقها عميقا في باطن الأرض تفتش في (الموارد) أوبسسسسسسووري المياه...

واذا أسقطنا ذلك الفتتيش على حياتنا العامة فنجد أن أعضاء ذلك الحزب لا يدخرون جهدا في البحث والحيازة على الموارد أي كان موقعها كما لا يسمحون مثل (الدمس) في التشارك بتلك الموارد فهي حق لهم ولا يحق لغيرهم التنعم بها... لذا لا تستطيع بقية الأحزاب كما في حياتنا السياسية أن تنمو وتتشارك مع (الدمس) أقصد ذلك الحزب....

أو لا يحق لنا أن نطلق ذلك اللقب على ذلك الحزب..... خاصتا وان رئيسه في كل مرة يتوعد الآخرين صائحا (الزارعنا غير الله يقلعنا).

نعم انه (حزب الدمس الوطني) بلا كذب....!!!

التحية لهم في عيدهم (الكم ما عارف) وعقبال ما يختموا تلك الأعياد ويسمحوا بنمو الأشجار من حولهم....

 

آراء