منذ أن استقر رأي وزير التربية والتعليم في الحكومة الانتقالية على اختيار دكتور عمر القراي مديراً للمناهج لم تستقر خفقات قلوب الاسلامويين ولم تلتق أجفانهم في راحة و"صادتهم" حالة من حالات "سهر الجداد ولا نومو"، ذلك أنه كان مؤرقاً لهم أيام "الطلبنة" في الجامعة، وقد خبروهوا محاوراً لبقاً، "ويفهما طايرا"، ومفحماً في أدلته وبراهينه، و"بارداً" لا ينفعل، ولا يستجيب للاستفزاز، كل ذلك كان في أركان النقاش التي كان يعقدها في نشاط جامعة الخرطوم، فعلموا ما حلَّت بهم من "مصيبة"، وأخذوا من لحظتها يشحذون سكاكينهم، ويدبرون مكائدهم، ويستفتون مجموعاتهم، قالوا بعفوية: "القراي سيدخل فكرته الجمهورية في المناهج التعليمية" (من باب كاد المريبُ أن يقولَ خذوني)، فواجههم بصاعقة (خُذ وهات): "مستر قريفيث حينما كان مديراً للمناهج – وهو مسيحي – هل أدخل المسيحية في المناهج؟!"، فبهتوا!، وعاجلهم بأخرى: "انتو استغليتو المناهج للترويج لأيدلوجيتكم، والفكرة الجمهورية فكرة جدلية تسعى للاقناع بالتي هي أحسن، فما الذي يجعلني أدخلها للمناهج التعليمية؟!"..
"أَشْقَدِّي" يعني شنو؟!: يفول دكتور عون الشريف قاسم (يرحمه الله) في كتابه "قاموس اللهجة العامية في السودان" الطبعة الأولى 1972 في مادة الألف مع الشين: "أَشْقَدِّي (سودانية) خُرَّاج أو ألم في الابط أو أعلى الورك نتيجة جرح في اليد أو الرجل"، انتهى النقل عن معجم عون، هو – من عندياتي – التهاب في العقد اللمفاوية، وهو منبه أكثر منه مرض، لعلهم يتذكَّرون!!..
أها من ديك "تعيين القراي" وعيك: بدأت آلة الحركة الاسلاموية في العمل المنظم لشيطنة الفترة الانتقالية، قوى الحرية والتغيير بالعزف على مفردة يسار وشيوعيين وثالثة أسافيهم الجمهوريين، ركَّزوا في موضوع الأخيرين على البتر والتشويه واستدعاء اسطواناتهم المشروخة، مع الكذب وتحري الكذب، وهم أساتذة فيه، لا يشق لهم غبار فيه، ظهرت في الآونة الأخيرة منصات اعلامية، بأسماء شتى، سألت أحد الخبراء في هذا المجال: "رايك شنو في تفريخ المنصات الاعلامية سودان ايه وسودان شنو؟!"، أجابني: "محاولة لزحمة الأفق بمعلومات وآراء زائفة، ويتخيرون لذلك ما يعتقدون أنه يثير حفيظة السودانيين بعد أن وضح لهم أنهم ليس لهم وزن ولا عزوة في المجتمع السوداني"، سألته: "هل لها اعتماد رسمي؟!"، أجابني: "كل المواقع الالكترونية شغالة بدون ترخيص"، (على القارئ الكريم أن يقدِّر حجم الكذب والمنصات الكذوبة التي تعمل على تغبيش الرؤية)، من ذلك مثلاً لا حصراً؛ "خبراء تربويون يعتزمون تسليم مذكرة لـ"البرهان" تطالب باقالة القراي"، (المصدر: سودان فيرست https://www.facebook.com)، ونتساءل: لماذا يوجهون مناشداتهم للبرهان لا إلى رئيس الوزراء حمدوك؟!، أخرى: "حملة اقالة القراي واجب ديني وأنا أول من أنادي بذلك..."، د. محمد عبدالله كوكو مع تسجيله أرقام موبايلاته، مع توقيعه..
كذَّابون ويتحرَّون الكذب: كثيراً ما يتورط الاسلامويون في المخالفات بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير، مثلاً "الحرب خدعة"، ولا يجوز لك كمسلم استخدام هذا الخيار الا بمستحقاته، ومستحقات الأمر أن تعلن من كان بينك وبينهم عهد، من ذلك مثلاً قوله تعالى: "وإما تخافاً من قومٍ خيانة فانبذ إليهم على سواء إنَّ الله لا يحب الخائنين" (الأنفال آية 58)، قال الأزهري: "معناه إذا عاهدت قوماً فعلمت منهم النقض بالعهد فلا توقع بهم سابقاً الى النقض حتى تلقي اليهم انك قد نقضت العهد والموادعة؛ فيكونوا في علم النقض مستويين، ثم أوقع بهم"، (تفسير القرطبي – الجزء الثامن – الانفال – آية 58)، هذا هو معنى الحرب خدعة، ضرورة اعلان العدو، وجاء في السيرة أن النبي (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)، وكان في حالة حربٍ معلنة، والتقاهم من سألهم: مِنْ مَنْ القوم؟!، فأجابه: "نحن من ماء"، وكانت هناك قبيلة "ماء"، فجاء التمويه متناسبا مع الصدق، فـ"ماء" القبيلة، تماهت بصدق مع حقيقة "نحن من ماء"، في اشارة بليغة إلى الآية القرآنية: "وجعلنا من الماء كل شيئٍ حي"، فانظر إلى البون الشاسع بين قول الحبيب المصطفى وكذب الاسلامويين الفاضح: - زمان لما إسحق فضل الله أطلق كذبته الشهيرة عن وفاة عبد العزيز الحلو .. برر الأمر في حوار مع الإعلامية لينا يعقوب بأنه أنا كشخص إسلامي وحارس بوابة الإسلام يحل لي الكذب لأنه كذب لخدمة المشروع السياسي للحركة الإسلامية!! ، - بعدها بسنوات .. لما سألوا إعلامي الكيزان حسين خوجلي عن مصادر ثروته المشبوهة ومصادر بناء منزله الفاخر .. أجاب .. أنه في شركة بترول جات تشتغل في السودان .. وأنا توسطت ليهو عند أحد أخوتنا في الله والتنظيم وعمولتي كانت 500 ألف دولار !! .. وطبعا في نظر الكوز الكبير "حجما وتاريخيا" دي ما بتعتبر رشوة .. ولا ملعون صاحبها !!، - عبد الحي يوسف يمشي للبشير .. ويستلم منه أموال دعم للقناة اللي اتضح لاحقا أنها تابعة لحزب المؤتمر الوطني .. الشيخ الجليل ما كلف نفسه يسأل البشير عن مصادر الأموال دي .. وأوراق صرفها .. وهل تمت بعلم وزير المالية صاحب الولاية على المال العام .. وهل الأولوية في بلد مافيها شاش في المستشفيات أننا نصرف أموالنا على قناة فضائية وبث فضائي .. وده يعتبر "سفاهة" وللا ما يعتبر .. ما سأل عن حاجة من ده كله .. وشال قروشه وعمل رايح .. ولولا أنه البشير كشف القصة في التحقيق معاه كان الموضوع طي الكتمان وكله بثوابو!! .. رأي الأستاذ محمود في الأخوان المسلمين: ما رأي حضرتك في جماعة الإخوان المسلمين؟ أنا بفتكر أنهم ما بعرفوا الدين، بالمرة.. بل الحقيقة أنهم هم فتنة برضو... لو مشو لقدام راح يجي... هو دا، يمكن، الجمعيات العنيفة دي والتظيمات العنيفة كلها نابعة منهم هم.. فإذا كان هم جو للسلطة، يفسدوا اكتر من أي واحد تاني.. ويفسدوا كمان بإسم الدين. أحسن الحاكم البيفسد باسم الشريعة الوضعية والعلمانية، أحسن من البيفسد باسم الدين.. لأنو البفسد باسم الدين بدوِّخ الناس كلهم وبخدِّرهم بنشر الدين... وبحارب الآراء الحرة والآراء الواعية، ما دام هي ما لمصلحته، بحاربها بإسم الدين. أهو زي، زي الوضع في السعودية مثلاً: يتمسَّح بالدين، ويُظهر مظهر الدين، ويقيم الشريعة، لكنها تقام على الفقراء وعلى البؤساء وعلى المساكين. والأمراء يفسقوا ويفجروا. أها دا أسوأ الأوضاع. أنا بفتكر أنو الأخوان المسلمين بستغلوا الدين للسطة فقط.. ولا في أنفسهم مطبقنو ولا عندهم فهم ليهو.. ولا أخلاق الدين ولا فهم الدين.. ونحن مقاومنّهم هنا مقاومة شديدة.. معارضنهم معارضة شديدة .. بنفتكر أنهم هم العقبة أمام نهضة الدين. لأنهم بموهوا لحاجة، الزول الساذج والبسيط بيفتكرا أنها هي الدين.. ما هي الدين.. هي صور مقلوبة ومعكوسة من الدين، هم ما صادقين فيها، لكن بستغلوا بيها الشعوب لتناصرهم ليصلوا للكراسي. من لقاء الأستاذ محمود محمد طه بمندوب مجلة الوادي، أجرى اللقاء جمال الدين حسين، العدد 47 - مارس 1983م القراي: الدين ضروري للأخلاق القراي : الدين ضروري ويعني عندنا مكارم الأخلاق وحريصون على وضع الدين في المناهج أكثر من ناس الإنقاذ قال مدير مركز المناهج التعليمية السودانية دكتور عمر القراي بأنهم مع الدين وحريصون على وضع الدين في مراحل المناهج الدراسية للطلاب والطالبات لانه ضروري للتربية السلوكية واعتبر مدير المناهج التعليمية دكتور عمر القراي عبر بث فيديو مخاطبا مجموعة من خبراء التربية بأن الدين عندهم مهم لمسألة الأخلاق لانه مرتبط بسلوك الفرد وليس للكلام الساكت مبينا بأنهم يسعون الي إدخال ماكان موجود سابقا لكتب التربية الإسلامية قبل عملية الإحلال والابدال التي قامت بها الإنقاذ لكتب التربية الإسلامية وشدد دكتور القراي بأنهم سوف يخرجون دين الإنقاذ الذي وضعته في المناهج وأنهم مع الدين وأنهم ضد تجار الدين وكشف القراي بأن إدخال سور القرآن الكريم للطلاب والطالبات سوف يكون حسب عمر الطالب.. (رصد: خالد ابو شيبه)..