الزير سالم ليس من حقه الأساءة لعلاقتنا بالجنوب!
تاج السر حسين
18 May, 2011
18 May, 2011
royalprince33@yahoo.com
اذا كان رب الكون ولسر أو حكمة يدركها وحده، قد سلط (البشير) وزمرته الفاسده على رقاب أهل السودان خلال الفتره الماضيه، فليس من حق ذلك الحاكم الطاغيه الأساءة للعلاقة المستقبليه بين الشمال والجنوب، فتدفع ثمن تصرفاته وقرارته الحمقاء أجيال لا ذنب ولا يد لها فيما جرى .. وسوف يأت يوم قريب يعيش فيه الناس جميعا فى امن وسلام ومحبه .. ولا يتمائزون بسبب دياناتهم أو أعراقهم، فتذكر الأجيال السودانيه حاكما أعمى البصيره وضيق الأفق تسبب فى تقسيم وطنه بعد أن وجده كاملا وموحدا رغم الكثير من الأخطاء والسلبيات الموروثه من الماضى لكنها التى لم تصل بجزء من أهل ذلك الوطن حد اليأس فيختاروا الأنفصال بنسبة تزيد عن ال 98 %!
والزير سالم .. معروفة قصته فى التاريخ الجاهلى، ومن غريب الصدف والمفارقات فأن ذلك (الزير) أمضى 23 سنة فى حروبات طاحنه بين قبيلته وباقى القبائل العربيه، وكأن نظام الأنقاذ بقيادة (البشير) يعيد ذلك التاريخ فى السودان فهو يقترب من عامه الثالث والعشرين، ولا زالت حربه (الثأريه) مع الجنوب مشتعله نيرانها فى ميادين عديده عسكريه وسياسيه وكلاميه دون توقف حتى بعد توقيع الأتفاقية التى سميت بأتفاقية السلام الشامل التى أجبر "البشير" على توقيعها دون قناعة أو رضاء وبعد أن فشل فى خيار (الحرب) والقتال .. ومن عجب وما يثير السخرية والضحك أن تسمع من وقت لآخر لأصوات مأجوره تطالب بمنح (البشير) أو احد رموز نظامه الفاسد جائزة (نوبل) للسلام، ومن بين تلك الأصوات حاكم (جزر القمر) الذى يدفع المؤتمر الوطنى ميزانية دولته كل عام، والتى لا تزيد عن قيمة لاعب كرة مميز!
للأسف وفى الوقت الذى يستعد فيه الجنوب لأعلان دولته الوليده ونحن نشعر بالحزن والأسى والأسف، وهم معذورين ومضطرين لذلك .. وفى وقت يردد فيه قادة تلك الدوله الجديده عبارات طيبه يقولون فيها انهم فى يوم 9/7/ 2011 سوف ينزلون علم السودان القديم ويسلمونه لأى حكومه أو سفاره بكل أحترام، لأنهم يحترمون شعب تلك الدوله رغم ان شهداءهم قتلوا بالملايين تحت راية ذلك العلم، وسوف يرفعون بديلا عنه علم دولتهم الجديده (السودان الجنوبى) مما يؤكد على نية مستقبليه للوحده من جديد أذا تهيأت الظروف وكانت تلك الوحده ممكنه .. فى مثل هذا الوقت الذى ما كنا نتوقع أن نشهده أحياء، للأسف تنقل الينا الأخبار أن نظام (البشير) وزمرته الفاسده تضرب حصارا اقتصاديا وتجاريا ظالما على مواطنى ذلك الجزء العزيز من وطننا وهم لازالوا قانونيا تحت سلطة (رئيس المؤتمر الوطنى)!
وهذه سانحه اطالب فيها شرفاء السودان فى اى موقع أن يرفضوا هذا الحصار بكل السبل والأمكانات المتاحه وأن يعملوا على كسره، وفى ذات الوقت فأنى على ثقة تامه بأن الحصار غير الأخلاقى أو الأنسانى هذا، سوف لن يؤثر على انسان الجنوب، ولكنه سوف يؤثر على العلاقات المستقبليه بين البلدين، والمسوؤل عنه (البشير) ونظامه، فما كل مواطن فى الجنوب سوف يدرك أن اخوانه فى الشمال غير راضين عن هذا التصرف المشين والأعلام الرسمى والخاص مستلب ومهيمن عليه بواسطة النظام.
وكيف يدرك المواطن الجنوبى البسيط ذلك، وهو يرى ويسمع لنظام الأنقاذ يواصل التزييف والتزوير فى الأنتخابات حتى آخر مرحله، ويعلن فوز (أحمد هارون) المطلوب للعداله الدوليه حاكما لولاية جنوب كردفان، وبهذه النتيجه المزوره يسئ (البشير) للشعب السودانى ويقول للمجتمع الدولى انه شعب غبى وخنوع يرضى بالذله والمهانه، ويختار مرشحى المؤتمر الوطنى رغم ما فعلوه بهذا الشعب!
وهذا هو الدرس الذى يريد (البشير) ان يعلمه لقادة الدول التى تشهد ثورات وأنتفاضات هذه الأيام، وعنوانه (كيف تزور ارادة جماهيرك)! وصدق المثل السودانى الذى يقول (ابو سنينه يضحك على ابو سنينتين) .. وليت (ابو سنيينه) يقرأ التاريخ جيدا ويتذكر مثلا آخر يقول (أخوك كان حلقو ليهو بل رأسك)!
وليته يتذكر حكاما طغاة كانوا اذا دخلوا انتخابات قبل أشهر معدوده تخرج النتيجه 100% .. وألان لا يجدون محام واحد يتقدم للدفاع عنهم .. فدولة الكذب والتزوير تدوم ساعة لكن دولة الصدق والحق تبقى حتى قيام الساعه!