السادس من ابريل الثورة وتبعاتها !!
سلام يا .. وطن
*شآبيب الرحمة تتنزَّل على شهداء الثورة الماجدة والصبر والثبات ينزل على اسر الشهداء الذين قدم ابناؤهم الدماء الطاهرة فداءاً لهذا الشعب العظيم والتحية لامهات الشهداء وهنّ تتمزق اكبادهن على لوعة على فراق الاحبة ، واليوم يصادف الثورة الاولى 1985م والثانية التي نتفيأ ظلالها ويضوع نسيمها وتستشري الامها ايضاً، فعبقرية هذا الشعب الذي صرخ يوما (العذاب ولا الاحزاب)ذلك عندما تمخضت الانتفاضة عن حركة سياسية تكالبت احزابها حول المغانم لتحوز من كيكة السلطة ماشاء الله لكل حزب ان يحوز، فمن رحم هذا التكالب جاءت كارثة السودان الاكبر حكومة الانقاذ ، لترجع ببلادنا سنوات ضوئية من الفساد والاستبداد والنهب المقنن حتى اوصلوا بلادنا لمرتبة متقدمة في مصاف الدول الفاشلة، واليوم عندما نستقبل ذكرى السادس من ابريل فاننا نتطلع الى سماوات الحرية والسلام والعدالة وهذا الثالوث العظيم يمثل السكون الهادئ للواقع السوداني المستعر وها نحن نتحلى بالصبر الجميل على ازمات القوت والوقود والنقود، ونصبر على اقتصاد الندرة ونقدم العزم للقومة للسودان ليس من فيوضات اموالنا فحسب بل من اللحم الحي، والسادس من ابريل على عظمته يسجل الان وقفة للتأمُل والسؤال الجميل كيف لنا ان نبدأ سودان جديد على خطى الثورة المجيدة؟!
*نقر بأن الحكومة الانتقالية تعاني اشد المعاناة ولكننا في كل عذاباتنا في هذه التجربة القاسية ننظر للأمر من باب ان العذاب من العذوبة، فبناء هذا الوطن الذي استعلنت حاجته جهود ابنائه كافةً فإن المواريث التي يحملها من الفشل وتراكماته تجعلنا ننظر للبناء الوطني بقدر غير قليل من الاشفاق، وما صبر المواطن العادي على الواقع الاقتصادي المتردي الا من باب ان الأمل في التغيير لن ينقطع وأن فضاءات الحرية والسلام والعدالة قادرة على ان تتجاوز كل المصائب والإحن والمحن، فالحكومة الانتقالية على هشاشتها وعلى رأينا الثابت فيها بأنها تحمل الكثير من العناصر السالبة والتي جلست على كراسي الحكم من بوابة الكفاءة واثبتت التجربة انها كفاءةً منقوصة لأنها قد طال عليها الامد فيما عاشته في منافيها وما عشناه في بلادنا، فمعركة البناء الوطني تحتاج على التحقيق الحرص الكبير على السيادة الوطنية والتي بدورها تحتاج لمفاهيم ادناها أن لاقيمة تعلو فوق هامات الوطن.
*لم نزل نحملُ مساحات من البهجة للنموزج الذي قدمه الشعب السوداني للبشرية لأننا في المرة الثانية من التاريخ نفجر ثورة بلا محمسين وبلا ادعياء لها ولا دعاةً لها انما كانت ثورة شارع انطلقت بعفوية بعد ان حددت خياراتها بشكلٍ حاسم ولم تقبل المساومة ولا التراجع وتمثلت في كلمتين فقط(تسقط بس)، وهذه الثورة وسابقاتها التي كانت دائماً مبرأة من العنف قد أكدت ما لايدع مجالاً للشك بأن التغيير يمكن ان يحدث بدون عنف وأن القوة هي قوة الحق وقوة الحق التي حدثت في السادس من إبريل يمكن ان تنتج المعرفة بالتغيير ولكي نكون اصحاب معرفة بهذا التغيير لابد ان نكون محافظين على استمرارية الثورة وهذا ما يجعل السادس من ابريل اعلى قيمة،وبين حناياه حرية سلام وعدالة .. سلام يااااااااااوطن.
سلا يا
إنسلت في جوف الليل تبحثُ عن مايقيها قسوة البرد والجوع كانت الليلة مقمرة والسماء صافية صفاءً يملأُ جوانب المكان، ومن هنالك إمرأة زائغة العينين ، تتفرس في المارة رمقتها بنظرة وسألتها مابك !؟قالت : اريدُ خبزاً، اي والله خبز مجرد خبز قالت لها المرأة : انك تبحثين عن المستحيل لأن مدني عباس نائم ووكلاء التوزيع يبيعون الدقيق المدعوم ويسربونه للسوق السوداء فأنت وغيرك قد كتب عليهم ان يكونوا في هامش الحياة عليهم ان يذهبوا الى باطن الارض فليس على ظاهرها غير العدم.. وسلام يا..
الجريدة الثلاثاء 7 ابريل 2020م