الساسة السودانيون والمطبّلون (2/2) .. بقلم/ محمد الربيع

 


 

محمد الربيع
10 October, 2022

 

ولقد نصحتك إن قبلتَ نصيحتي - فالنصح أغلي ما يُباعُ ويُوهب
،،، الإمام علي بن أبي طالب ،،،
"رحم الله إمرأً أهدي إليّ عيوبي"
،،، الخليفة عمر بن الخطّاب ،،،

✍️ ذهب "إنقلاب مايو" وجاءت "ثورة إبريل" ولم يتعلم السيدان "المهدي - الميرغني" من أخطاءهما الإكتوبرية، ومرة أخري كررا نفس الأخطاء وقرّبا أراذل الحزب والمطبّلين ومن يتقنون فن النفاق وتكسير الثلج وتقبيل الأيادي وحملة الأباريق وأبعدا ذوي الكفاءة وأصحاب الرأي فلم تتقدم الحكومة الديمقراطية في أي شيء وأضاعوا ثمين الوقت في الثرثرة والمشاكسات وعدم القدرة علي إتخاذ القرارات الحاسمة حتي جاء الأسلامويين بإنقلاب البشير المشؤوم فأحالوا الوطن إلي مقابر وبئرٍ معطلة وقصرٍ مشيد! ومع مرور الزمن عصفت بهم أيضاً الطمع والخلافات وشهوة السلطة "والعنصرية القبلية الداخلية" وصراع اللوبيات الجهوية والتنكر علي شيخهم ثم مبادئهم ولم تعد "هي لله" بل "إن الدم أثقل من الدين"!! وتعاملوا مع السلطة كمغنمٍ وطريق للثراء الفاحش والفساد وإشباع شهوتي البطن والفرج ووجد البشير الفرصة بين خلافات التنظيم الشيطاني فيما بينهم فإستغلها لتثبيت حكمه الفردي وتضخم حتي أصبح فرعوناً وإمتلك كل السلطات بين يديه بمساعدة إخوته (عيال حسن البشير) فقط وزوجه وداد بابكر!!! يقيل علي عثمان ويقيل قوش ويسجنه ويقرّب بكري واللمبي والفريق طه (أب حرفين) ويطرد غازي وغندور ونافع لمصلحة المطبلين أمثال حامد ممتاز وأنس عمر وجمعة أرو ومسار و و الخ ويفرض نفسه مرشحاً رغم أنف الحزب والذي أصبح ك (الصنم الأجوف) أو حائط المبكي يحيط به العاطلين وأصبح البشير هو الكل في الكل!

🔥كل هذا نتيجة غياب النصح ووضع (اللجام) القانوني لكبح جماح المغامرين ! لذلك نجد أن أول ما قاله الخليفة أبو بكر الصديق "أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم وإذا عصيتُ فلا طاعة لي عليكم" وأول ما قاله الخليفة عمر : " إذا رأيتم فيّ إعوجاجٍ فقوّموه، فقال له أحد الإعراب سنقوّمك بالسيف. فإطمأن قلب الخليفة"

☀️إن أكثر ما أضرّ بالسودان هم المنافقين والمطبلين للمسؤولين الذين صعدوا إلي مراقي الدولة العليا بدون أيّ كفاءة أو تاهيل! وفي نفس الوقت نجد فيه المسؤول عاشقاً للثناء الزائف والمديح الأجوف علي حساب النصح السديد والنقد البناء وهو ديدن كل القادة بإستثناء (دكتور جون قرنق وبدرجة أقل دكتور الترابي) وهنا نلاحظ الفرق الشاسع بين قدرات الرجلين وأقرانهم أو تلاميذهم وكذلك ثقتهم بأنفسهم،، فأنظر يا صديقي إلي الوطن الشاسع الثري بموارده والذي يزخر بالمؤهلين من أبناءه الذين نجحوا في كل المؤسسات الدولية ظلّ يقوده الأرادلة والفاقد التربوي وأنصاف المتعلمين منذ عقود ويموت شعبه بالجوع والفقر والمسغبة ويعشعش فيه الجهل والتخلف والمرض!! "وكلّ عامٍ ترذلون"

قال صديقي: لقد عَرِف التاريخ رجال أعلام أفذاذ حتي مع الأنظمة الدكتاتورية من "جوبلز" رجل هتلر إلي "الصحّاف" رجل صدام، فلماذا لا تستعين الأحزاب والحركات برجال إعلام نابهين؟
✍️قلتُ له: إن الإعلامي سيصبح نجماً وهؤلاء يخشون النجوم. لذلك من السهولة بمكان أن تلاحظ هناك أحزاب أو حركات يصبح فيه الرئيس أو القائد هو الأمين العام وأمين العلاقات الخارجية والمتحدث الإعلامي الجالس علي الفضائيات طول الوقت يثرثر فيما يفيد وما لا يفيد وهو المكتب السياسي الذي يقرر كل شيء وهو الجمعية العمومية الذي يجيز كل القرارات دون أن يعترضه زيد او عبيد!! فهو الكل في الكل أي ( One man show ) وشعاره فرعوني "ما أريكم إلّا ما أري" ! فإذا إستثنينا دكتور جون قرنق الذي أحتفظ بالأغلبية من القادة التاريخيين (شماليين -جنوبيين) يعرفهم الجميع، لا نجد هذا عند قادة الشمال …..
فمثلاً حزب الأمة لن تجد به متحدثاً فصيحاً أو كاتباً معروفاً سوي اللمام! والحزب الإتحادي هو الميرغني فقط! وحركة العدل والمساواة مات إعلامياً منذ إبعاد أحمد حسين والذي كانت جريمته بجانب "الحسابات الإثنية" إنه أصبح "نجماً" في مكانٍ لا يقبل تعدد النجوم! وحركات التحرير بكل أجنحتها لا تكاد تعرف من هو أمين الإعلام الناطق الرسمي ؟! لأن الرؤساء تكفلوا بهذه المهمة علي الرغم عدم كفاءتهم !! ومن يشغلون مكاتب الإعلام ينحصر مهامهم في كتابة البيانات الروتينية فقط! والأخطر فقد تعلمت الحركات من الطائفية (الإنكفاء الأسري القبلي وتقريب آل البيت فقط) !! وتلك قصة اخري،،
قال صديقي: وأين هي المؤسسية وفصل السلطات؟
قلتُ: تلك المباديء الديمقراطية السامية أعلي كثيراً من "أشناب" ساسة السودان.
فيا صديقي، لن يجد البرهان ولا جبريل ولا غيرهم من ينصحونهم لأن النصح من صفات الشجعان ويقدمه من يريدون الرحيل ولا تهمهم المناصب ،، لذلك سوف يستمرون في إرتكاب الأخطاء والإنحدار حتي يسقطون أو تسقط الدولة في هوة ما لها من قرار.

m_elrabea@yahoo.com

 

آراء