السفر إلي الدوحة وفقه “المخارجة” …. بقلم: سارة عيسي
سارة عيسى
21 March, 2009
21 March, 2009
العالم يحبس أنفاسه ..هل سيذهب الرئيس البشير إلي الدوحة أم لا ؟؟ أجاب الجميع بأن الرئيس سيذهب لأنه لا يخاف شيئاً ، مثل سيدنا عمر بن الخطاب عندما قرر الهجرة إلي المدينة ، حمل سيفه وقوسه ثم طاف حول البيت العتيق وخاطب سادات قريش : قبح الله الوجوه ..من أراد أن تثكله أمه ويؤتم ولده ويرمل زوجته فليلحقني وراء هذا الوادي ، إذاً الرئيس البشير ليس هو أول شخص يمتطي صهوات الأخطار ، فقد فعلها عمر بن الخطاب ولم يكن يحرسه الجنود ، وقد كان فرداً ولكنه كان يملك إيماناً يقطع حبل الخوف ، ومعروف عن عمر بن الخطاب أنه الأقل رهطاً في قريش ، فإن كان أهل الإنقاذ هم بحق وحقيقة من هذا التاريخ الناصع البياض فليفعلوها ، وليرسلوا كبيرهم إلي الدوحة من غير ضجةٍ وصراخ ، وليس عليهم الإعتماد على حظوظ القطريين عند أمريكا ، فقبل ذلك أغتالت المخابرات الروسية أحد قادة المقاومة الشيشانية وهو سليم باندريف ، فعمدت قطر إلي إعتقال الجناة ولكنها أطلقت سراحهم بسبب الضغوط الروسية ، هكذا أذعنوا للدب الروسي العجوز فكيف لن يستجيبوا للحية ذات الأجراس الأمريكية ، لكن علماء " الإيثار " و " قطاع البظر " توصلوا إلي حل ، قاموا بتأصيل سفر الرئيس ، وقارنوا حالته بحالة سيدنا أبو الصديق في حروب الردة عندما أشار عليه الصحابة بعدم الخروج إلي القتال ، ربما لا يعرف هؤلاء أن سيدنا أبو بكر الصديق لم يكن مطلوباً للعدالة ، وهو لم يكن يحارب من أجل كرسي السلطة ، فوضعه المعيشي بعد توليه الخلافة كان أصعب من الأول ، فهو لم يسكن في قصر يداعب ضفة النيل ، فقد أشتهر بالزهد والتقوى ، لذلك قال سيدنا معاوية في وصفه له : أنه رجل لم يرد بالدنيا ولم ترده، وعلينا أن نشير هنا أيضاً –بمناسبة حروب الردة - أن سيدنا عمر بن الخطاب لم يكن راضياً عن أداء سيدنا خالد بن الوليد في هذه الحرب بالذات فيما يتعلق ببند الاسرى ، فهو كان يرى أن خالد بن الوليد تسرع في قتل مالك بن نويرة ، أما سيدنا أبو بكر الصديق فكان يرى أنه تأوّل فأخطأ ، لذلك عالج هذا الخطأ بدفع دية مالك بن نويرة ومنع معاملة أهله كسبايا حرب وأطلق سراحهم ، ولا ننسى أن جريمة هؤلاء القوم كانت كبيرة وهي عدم الإعتراف بالزكاة ، لكن سيدنا أبو بكر الصديق لم يتعامل معهم بأسلوب: لا نريد أسرى أو جرحى بل نريد قتلى ، فقد تعامل معهم بمبدأ إن ماتوا على الإسلام أفضل من الموت على الكفر بنصل السيف ، و أعتقد أن هذا الشيخ الذي قارن بين سيدنا أبو بكر الصديق والرئيس البشير قد أرتكب خطأً فادحاً مثل وصف وصف المستشار إسماعيل للشعب السوداني بأنه مثل الشحاتين ، وسؤالي هو ما هي القطاف التي يجنيها المشير بسفره إلي الدوحة ؟؟ فهل هي مثل القطاف التي كان يسعى إليها سيدنا أبو بكر الصديق ؟؟ التاريخ الإسلامي ليس مثل تاريخ الإنقاذ يُمكن التلاعب بمجرياته ، ولا يمكن مقارنة الطغاة بأشخاص بشرهم الله بالجنة وجعلهم سبباً في هداية الناس ، ووداع سيدنا أبو بكر للجيوش التي حاربت المرتدين لم يكن مصحوباً بالصخب والرقص وهز الأرداف والتلويح بالعصاية ، لم يخرجوا على أنغام " قيقم " وأغاني الثأر التي تمجد العصبية والقبلية ، هؤلاء قوم رضي الله عنهم ورضوا عنه ، مثل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، اليوم سوف يأخذ قلمي إجازة من التطرق لحديث الشحاتين ، بعد هذه الرحلة الطيبة مع هؤلاء الصحابة الأبرار لن أستفيض في ذلك الحديث مرةً أخرى ، وصفت أم المؤمنين عائشة عليها رضوان الله للرسول ( ص ) السيدة/صفية ، فقالت حسبك من صفية أنها كذا وكذا – تريد أن تقول أنها قصيرة القامة ، فرد عليها رسول الله : والله لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ، إذاً فأين كل ذلك من رجل يشتم أربعين مليون سوداني بأنهم شحاتين ثم لا يعتذر أو يستغفر !!!
سارة عيسي
sara_issa_1@yahoo.com