السفير حيدر بدوي ورفع التغييب عن الشعب!!

 


 

 


سلام يا .. وطن

*ظل ملف التطبيع مع إسرائيل يدخل في دائرة المسكوت عنه حتى أطلق السفير حيدر بدوي تصريحاته الجريئة والتي أثارت عليه غباراً كثيفاً من عدم الرضاء والذي لم يؤثر على موقفه الذي إتخذه إبتداءً ،ثم إنبرى السفير /عمر قمر الدين بتصريحه الخجول ويستند على معلومة باهتة لخصها في أن أمر التطبيع لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية ولاعلى أي مستوى من المستويات ، وسعادته يعرف أن هذه الحجة لاتقف على رجلين ، ونحن نشكر الله الذي قيّض تصريحات د.حيدر بدوي صادق ، التي ساقتنا بدورها لقراءة المصالح والتصالح والأدوار الظاهرة والمستترة داخل حوش وزارة الخارجية ، فالسيد وزير الخارجية المكلف مثله والحاضنة السياسية قوى الحرية والتغيير التي لم يفتح الله عليها بكلمة واحدة عن التطبيع مع إسرائيل ، وقد نعذر الوزير المكلف / عمر قمرالدين فهو شديد الإعتزاز بجنسيته الأمريكية التي حضر بها فعالية تخص بلدنا المأثوم ، وهو نفسه منسوب حركة كفاية الأمريكية ، وهو نفسه الذي قدم الأدلة للكونغرس الأمريكي والتي على ضوئها فرضت العقوبات وخصوصاً سلام دارفور وسلام السودان ، وهذه القوانين أثرت على أهل السودان بأكثر من تأثيرها على نظام الإنقاذ.

*والآفة التي ظلت قائمة في علاقة بلادنا والإدارة الأمريكية ، هو أن قوانين الكونغرس قد حرمت أهل السودان الكثير من الحقوق التي هضمها قانوني سلام السودان وسلام دارفور وعلى الرغم من وجود ممثل حركة كفاية الامريكية على رأس وزارة الخارجية وزيراً مكلفاً ، إلا أن السفير الأمريكي لم يحضر للسودان في مستوى التمثيل الدبلوماسي ، وسننتظر تفسيرا من وزير خارجيتنا المكلف ليشرح لنا موقف دولته الجديدة؟! وماهي النتائج المرتجاة من عودتهم كمواطنيين أمريكان ذوأصول سودانية؟ وعليه أن يشرح لنا كيف يتقاضى الموظفين الامريكان مرتباتهم و يصل عددهم الى خمسة الآف موظف ؟! ودولاراتهم تأتي عبر كونتينرات يتم تخزينها بمخازن شهيرة في جنوب الخرطوم تتبع لأحد البنوك الكبرى ، فهل يري وزير خارجيتنا أن هذا التعامل لايدخل في دائرة غسيل الأموال؟!
وهو قد وضع نفسه في موضع المتجاوز للائحة الخدمة المدنية ،ومن جانب آخر تهرب من الإجابة بشكل واضح من توضيح موقفهم من التطبيع مع إسرائيل ، فعبارته البائسة بأن أمر التطبيع لم يتم نقاشه داخل الخارجية فهذا هو المضحك المبكي!! فماذا تفعل هذه الخارجية إن لم تناقش أمراً كأمر التطبيع ؟! وإذا نظرنا إلى المطبعين في العالم العربي نجد أنها نفس الدول التي تنمو وتترعرع فيها مزارع الهوس الديني ، وبالنظر إلى أن العدو المشترك هو إسرائيل نجد أن هذا العداء تحول إلى إيران المسلمة ، والملاحظ أن الامريكان والإسرائليين لم يقدموا أي شي لحكومة حمدوك بل بالعكس عملوا على إطالة أمد الأزمة ، بإختصار نقول : إن التطبيع الآن يعد خصماً على الإقتصاد والحريات السياسية والتقدم السوداني .. وعلى القادة السياسيين الذين إعتلوا ظهر الثورة في غفلة من الزمن السوداني الحزين نسألهم أما آن الآوان للعودة إلى مفهوم ضرورة حماية السيادة الوطنية ؟! بل قد آن ..وشكرا للسفير حيدربدوي الذي عمل على رفع التغييب عن الشعب!! سلام يااااااا وطن .
سلام يا
رحم الله أخي وزميلي ورفيق الدرب الطويل مولانا منور عبدالله نقد الذي رحل عن دنيانا بعد معاناة طويلة مع المرض الذي ظل يقاومه سنيناً عددا ، لأول مرة تمضي يا منور بلا إستئذان وتتركنا في هذا الليل السوداني الطويل مفتقدين بصرك وبصيرتك ألا عليك رحمة الله وسلامه وجعل الله البركة في ذريتك وأهلك ولا أدري من أعزي وأنا أحوجهم للعزاء .. وسلام علي منور في الخالدين .
الجريدة الإتنين 24/8/2020م

haideraty2@gmail.com

////////////////////////

 

آراء