السلام بين مطرقة الثنائية وسندان الأحزاب السياسية !

 


 

 

بسم  الله  الرحمن  الرحيم

 

حسن   عوض  احمد

   

 ان السلام هدف إستراتيجي للشعب السودانى قاطبة وأنشودة يتمنى ان يتغنى بها الجميع فى حب ووئام .

 

غير ان متطلبات السلام لكى يكون عادلاً وشاملاً  تحتاج بالضرورة على تلاقى عزائم كل قطاعات الشعب السودانى عبر قانون التراضي على الاتفاق الحازم الحاسم على قواسم  دستورية وسياسية واجتماعية وثقافية مشتركة فى حدها الأدنى بين كل القوى السياسية ضمانا لمصالح البلاد العليا وترسيخا لقيم الامة الكبرى .

 

فالسلام بين طرفى الصراع لا يعتبر سلاماً عادلاً شاملاً حيث يبقى بين مطرقة الثنائية التى لا تمثل الشعب السودانى الذى هو صاحب الحق الوحيد فى تحديد نوعية الحكم الذى يريد فلا الحركة الشعبية لها الحق فى الحديث باسم أبناء الجنوب ولا الانقاذ لها الحق فى الحديث عن أبناء الشمال فهذه الثنائية سوف تقود بلا أدنى شك الى مزيد من الحروب والى مزيد من الانفلات .

 

وفى ذات الوقت هناك ثمة أزمة شديدة التركيب كثيفة التشابك دقيقة التعقيد داخل الاحزاب السياسية وعل وجه الخصوص الحزبين الكبيرين (الاتحادى / الامة) .

 

فهذه الأزمة تولدت  من أحلام التعبير داخل هذه الأحزاب .. فبدأت تلك الأحلام فى إنتاج وعى جديد أخذ فى التبلور فى تيار حاول التعبير عن نفسه فى صيغ سياسية تختلف فى التسمية وتتفق فى المضمون وكل هذه  التيارات الاصلاحية تنادى بالممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب خاصة الحزبين الكبيرين ( الاتحادى والامة )  .

 ان الحركات والتيارات التى تطالب بالاصلاح أحدثت انشقاقات ذات آثار عميقة فى استقرار ومسيرة هذه الاحزاب وبالتالى فى مسيرة السلام .

فالانشقاقات التى حدثت ولا تزال مستمرة فى الوجود او التى تم احتواءها وبقيت اسبابها ودلالاتها متمثلة فى تنامى تيار التجديد الذى يرفض اعتماد طبيعة تلك الاحزاب كما كانت عليه دائما مما جعل من محاولات الأصلاح لمشاكل الانشقاقات ترياقاً مسكنا لان هذا الرفض سرعان ما يعود للتعبير عن نفسه كلما توافرت الشروط الكافية لظهوره فى اشكال متعددة ومختلفة اضافة الى ان جزء من هذه التيارات تظل متحركة تلحظها فى التعبير الدائر بين عضوية هذه الاحزاب مبدية السخط والتبرم والنقد مما يوكد ان وعياً مستقلاً عن الاحزاب ومعارضاً لما اعتمدته وللعقل الذى انتجته قد أخذ فى النشوء والتطور .

 

ويلاحظ العامل المشترك لكل هذه الحركات والتيارات على أختلافها هو المناداة بالممارسة الديمقراطية داخل هذه الاحزاب .

 

وحال احزابنا السياسية يذكرنى قول الاستاذ الشاعر / أحمد مطر 

 

اكثر الاشياء فى بلدتنا                        الفقر والأحزاب وحالات الطلاق

 

عندنا عشرة احزاب                           ونصف الحزب فى كل زقاق

 

كلها تنشق فى الساعة شقين               والشقين ينشقان عن شقيهما

 

من اجل تحقيق الوفاق                       وانا كونت لى حزبا

 ثم أنى مثل كل  الناس اعلنت               على الحزب انشقاقى

 

آراء